لم يخالف مستشار الرئيس السوداني للشؤون السياسية مصطفى عثمان إسماعيل الاعتقاد السائد بشكل عام في أوساط المراقبين للشأن السوداني حول قرب التوصل إلى سلام في دارفور من خلال المحادثات الجارية حالياً في العاصمة النيجيرية أبوجا، لكنه يرجع هذا التسارع نحو التسوية إلى التنازلات التي قدَّمتها الحكومة السودانية. ويقول لصيقون بالمفاوضات الجارية منذ عدة أشهر: إن الأسبوع القادم سيكون حاسماً، مشيرين إلى حل يمكن الوصول إليه قبل الأحد المقبل. وقال إسماعيل الرئيس السابق للدبلوماسية السودانية: إن مشكلة دارفور هي المهدِّد الأكبر للأمن القومي السوداني، وإنه لذلك رأت الحكومة أنه لا بدَّ من تقديم تنازلات لصالح الوطن. وأوضح إسماعيل في حوار أجرته معه (الجزيرة) أن المتمردين يعرفون حقيقة هذه التنازلات، غير أنه قال: إن ما قدَّمته الحكومة من تنازلات مشروط بأمرين؛ أولهما: أن تخدم هذه الخطوة السلام والاستقرار في دارفور؛ بمعنى ألا تنتهي حرب كي تبدأ أخرى، وثانيهما: أن تصبَّ هذه التنازلات لصالح الوطن. وتطرق الحديث مع المسؤول السوداني إلى علاقات بلاده بالمملكة، منوهاً بعمقها وتطورها المستمر فضلاً عن أنها تكتسب على الدوام زخماً يعزز من متانتها، وقال: لقد وجَّه خادم الحرمين الشريفين، الذي نترقب زيارته إلى بلده السودان، بتشكيل لجنة وزارية مشتركة بين البلدين. ونوَّه إسماعيل بأهمية هذه النقلة النوعية الإيجابية في علاقات البلدين الشقيقين، مشيراً إلى أن المملكة تقف إلى جانب السودان في كل القضايا. ولفت بصفة خاصة إلى مواقفها لدعم السودان في البنك الدولي وصندوق النقد وفي كل المحافل والتجمعات الدولية والإقليمية.