اتفقت الحكومة السودانية مع الاتحاد الافريقي أمس على إعداد بروتوكول اطاري يشمل آليات لحل النزاع في اقليم دارفور المضطرب يطرح على محادثاتها مع متمردي دارفور، وأقرت رفع مذكرة الى مجلس الأمن تحمل خطوات عملية لمعالجة الأوضاع الأمنية والانسانية وحل الأزمة في الاقليم. وأجرى مبعوث الاتحاد الافريقي سام ايبوكي محادثات في الخرطوم أمس مع وزير الدولة للخارجية نجيب الخير عبدالوهاب والتجاني فضيل ركزت على تطورات الأوضاع في دارفور وفرص حل النزاع. وقال عبدالوهاب للصحافيين إن حكومته طلبت من الاتحاد الافريقي اعداد بروتوكول اطاري يحوي آليات لحل النزاع في دارفور في جوانبه الأمنية والانسانية والسياسية. وذكر أن الجانبين اتفقا على أن تبدأ المحادثات بين الحكومة والمتمردين في أبوجا المتوقع استئنافها الشهر المقبل، بإقرار إعلان مبادئ التسوية السياسية والاقتصادية لأزمة دارفور التي بدأ الطرفان في مناقشتها قبل رفع التفاوض، موضحاً أن مبعوث الاتحاد الافريقي سينتقل من الخرطوم الى أسمرا بعد غد الثلثاء لاجراء محادثات مماثلة مع حركتي"تحرير السودان"و"العدل والمساواة"المتمردتين. وأضاف عبدالوهاب ان قمة افريقية مصغرة تضم الرؤساء المصري حسني مبارك والليبي معمر القذافي والنيجيري اولسيغون اوباسانجو والسوداني عمر البشير والتشادي ادريس ديبي ستعقد في القاهرة في 5 آذار مارس المقبل لمناقشة الأوضاع في دارفور وتعزيز الحل الافريقي للأزمة في الاقليم، كما ستحدد موعد استئناف المحادثات بين الخرطوم والمتمردين لانهاء الأزمة. وكان الزعماء الخمسة عقدوا قمة مماثلة في طرابلس في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وعلى صعيد متصل، أفاد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل أمس أن حكومته بصدد رفع مذكرة الى مجلس الأمن خلال الأيام المقبلة تحمل الخطوات التي اتخذتها في المرحلة السابقة لحل أزمة دارفور، خصوصاً ما يتصل بتعويض المتضررين من احداث العنف ومحاكمة المتهمين في الانتهاكات والترتيبات السياسية لمعالجة الازمة وتأكيد اهلية القضاء السوداني لمحاكمة 51 متهماً اشتبهت لجنة دولية بتورطهم في جرائم حرب. وقلل اسماعيل من ربط الولاياتالمتحدة تطبيع علاقاتها مع السودان بحل النزاع في دارفور. وقال ان الخرطوم ستستقبل نهاية الاسبوع وفداً ديبلوماسياً اميركياً رفيع المستوى ينتظر ان يناقش مع المسؤولين القضايا العالقة وتنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد وفرص حل ازمة دارفور. وكانت الولاياتالمتحدة كررت الجمعة الاعراب عن قلقها الشديد ازاء الوضع في دارفور، وحذرت من انها لن تعيد علاقاتها مع السودان الى طبيعتها قبل حل النزاع في الاقليم. وأعلن المتحدث باسم الخارجية الاميركية ريتشارد باوتشر ان الوضع في دارفور يبقى اولوية أساسية بالنسبة الى واشنطن مؤكداً ان بلاده لن تطبع علاقاتها مع الخرطوم بشكل كامل قبل استقرار الاوضاع في الاقليم المضطرب.