سعادة رئيس تحرير صحيفة (الجزيرة) الأستاذ خالد بن حمد المالك المحترم...السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: في العدد رقم 12230 وتاريخ 24 صفر 1427ه الموافق 24 مارس 2006م من صحيفتكم الكريمة كتب الأستاذ مشعل الجبوري في صفحة (مدارات شعبية) مقالاً بعنوان: صور من الصحراء (الأنباط في صحراء الحجر)، وجاء في ناصية مقاله ما نصُّه: (تعددت آراء الباحثين والعلماء حول أصل الأنباط المنسوب لهم الشعر النبطي).يُلاحظ هنا في قول الأخ الكريم التأكيد بأن الشعر النبطي منسوب للأنباط، علماً أن هذه النسبة فيها شيء من الاختلاف، يقول كعب بن سعد الغنوي: قريب ثراه ما ينال عدوه له نبط عند الهوان خطوب ويقول ذو الرمة: كمثل الحصان الأنبط البطن قائماً تمايل عنه الجل فاللون أشقر وهنا أقول بقول الشاعر: ونُصَّ الحديث إلى أهله فإن الأمانة في نصِّه وأقول: لقد جاء في كتاب (بقايا الابتسامات) للشيخ محمد بن عبد الله بن بليهد المُراجع من د. محمد بن سعد بن حسين ما نصُّه، والقول للمُراجع: (والذي يعنينا هنا نسبة الشعر العامي في جزيرة العرب إليهم (يعني الأنباط) كما هو أحد الرأيين في تسمية هذا الشعر بالنبطي. ولقد قال الشيخ عبد الله بن خميس: وإليهم (يعني الأنباط) ينسب الشعر النبطي، ولقد قال المؤلف: إن لابن خميس حديثاً آخر عن هذا الشعر، وقال بعض الباحثين: إنه سمي الشعر النبطي بهذا الاسم لأنه كان ينظم ابتداءً وارتجالاً لعدم تقيده بالفصحى؛ أي أنه يخرج من صاحبه كما ينبط الماء من الأرض. وقيل: إنه من النبطة، وهي الشية والعلامة، فكأن صورته التي جاء عليها بمنزله السمة التي تميزه عن غيره). ولقد رأى المُراجع أن يُسمي هذا النوع من الكلام بالعامي، فيقال: الشعر العامي، والأدب العامي. من هذا الكتاب، وإن شئت فكتاب د. سعد العبد الله الصويان (الشعر النبطي ذائقة الشعب وسلطة النص)، نخلص إلى أن هناك عدة آراء في هذه النسبة، ولا يحق - حسب علمي - اعتماد أي منها إلا بعد التقصِّي والتحقيق ودحض ما يخالفها بالحجج والبراهين الواضحة والصريحة. أشكر الأستاذ مشعل، وليس في قوله ما يقلل من قدره، وما سقتُ هذا القول لأنتقص من جهده، حيث إنني ممن يحرص على قراءة ما يجود به قلمه السخي وأقدر له اجتهاده في الصفحة، وكم أشاهد فيما يكتب من البعد الثقافي والمعرفي ما يستحق التقدير. أستاذي الكريم: لست ممن يقتنص العثرات ويأتيك بها، وما إلى هذا يسير بي الركب، وإنما أسعى جاهداً إلى الحقيقة كسعيكم إليها، وأحفظ الحقوق، وأحترم الفكر والذات، ولا أتطاول على أحد، ولا أقبل أن يتطاول عليَّ أحد بغير حق. يقول الشاعر: لحى الله قوماً لم يقولوا لعاثر ولا لابن عمٍّ ناله العثر دعدعا أبو عمر عبد العزيز بن محمد اليحيان/الشعراء