الاستقرار الاقتصادي الذي ننعم به في هذه البلاد هو بلا شك ثمرة من ثمار السياسة الحكيمة التي تمكنت بفضل الله أن تجنِّب السوق الهزات التي تعرّض لها لفترة وجيزة فتدخّل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في الوقت المناسب لمعالجة وضع سوق الأسهم بقراراته التي طمأنت المستثمرين وجعلت السوق يعود إلى وضعه الطبيعي، فهذه من سمات الاستراتيجية الاقتصادية في المملكة بفضل الله ثم بفضل حكمة خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة، فتدخُّل مليكنا المفدى - رعاه الله - دلالة واضحة بأنّ همّه - رعاه الله - رفاهية المواطن ورعاية مصالحه وبعد أن استقر وضع السوق فهذا الاستقرار يدعم بشكل مباشر وغير مباشر خطوات التفكير في المستقبل والقوة الاقتصادية اللاحقة ضمن سلسة التطور والنمو الاقتصادي بصفة عامة. ولعل اجتماع معالي وزير المالية والاقتصاد الوطني بكبار المستثمرين بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين هو واحد من اللقاءات الهامة التي تُعقد بشكل مدروس ومنظم بين كبار المسؤولين وبين رجال الأعمال، فهذه سمة تميِّز اقتصادنا، فهذا الاجتماع يعمل على تذليل العقبات والصعاب التي قد تعترض الحركة الاقتصادية ومناقشة مشروعات استثمارية جديدة لفتح قنوات اقتصادية جديدة أمام كبار وصغار المستثمرين من المواطنين والمقيمين مع وضع العوامل الكفيلة بضمان نجاح هذه الاستثمارات، ومن الطبيعي أن يكون التفاؤل بنجاح هذا اللقاء وتحقيق نتائجه المنتظرة هو هاجس المواطنين والمقيمين، مع إدراكنا واطمئناننا إلى متانة قاعدتنا الاقتصادية واتساع المجال الاستثماري في بلادنا بفضل ما تبذله الدولة من دعم وتشجيع للاستغلال الاستثماري الأمثل، مع معرفتنا بمدى حماس رجال الأعمال من أجل تحقيق ما يخدم المصلحة الوطنية وهو حماس يتطلّب الترجمة العملية على بساط الواقع، وهذا ما تمّ بالفعل في ظل دعم وتشجيع الدولة وتوفر الفرص الاستثمارية حيث لا تدخِّر من جانبها جهداً في تكريس الخير والرفاه لكل مواطن في كافة المجالات باعتباره الركيزة الأساسية للتنمية الشاملة التي تهدف إلى ترسيخ بناء الوطن والمواطن وتحقيق المزيد من الإنجازات لخير الجميع. وإذا كانت الدولة تتحمّل مسؤولياتها بكلِّ تفانٍ وإخلاص خدمة لمواطنيها، فإنّ على كلِّ مواطن أيّاً كان موقعه أن يؤكد بالعمل الجاد والمخلص حرصه، ليس فقط أن تظل هذه البلاد واحة خير في جميع المجالات، بل تعزيز قدراتها على أن تواصل انطلاقها نحو المستقبل لتحقيق المزيد من الإنجازات في ظل التمسُّك بعقيدتنا الإسلامية. وقفة: التوجيهات والتأكيدات السامية تؤكد مجدداً أنّ المواطن في قلب وعقل القائد، وأنّ الاستمرار في توفير واستثمار كل الإمكانيات المتاحة لرفاهية وراحة المواطن خيار استراتيجي وهاجس دائم لحكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.