يحل علينا اليوم ضيف كبير ورجل عزيز على قلوبنا جميعا ووزير مخضرم تقلب في المناصب التربوية والتعليمية حتى تسنم اليوم أرفعها بتعيينه وزيراً للتربية والتعليم . فكان الرجل المناسب في المكان المناسب فشكراً لخادم الحرمين الشريفين حفظه الله الذي أحسن الاختيار كما هو العهد به دائماً حفظه الله فهو ينفض جعبته ويخرج من الدرر أحسنها ومن السهام أصوبها ومن الرجال أكفؤها. ضيفنا اليوم هو معالي الأستاذ الدكتور عبدالله بن صالح العبيد وزير التربية والتعليم الذي يزور محافظة الأفلاج اليوم الأربعاء الموافق 22/2/1427ه بعد أن زار عدداً من المحافظات قبل ذلك. أتى ليتعرف عن قرب وليتلمس واقع التعليم بعينه البصيرة الفاحصة ليبني قراراته على علم دقيق بواقع التعليم في المملكة وليقابل رجال التربية كي يميز بين الواقع الحقيقي الذي تسير عليه أغلب إدارات التعليم ورجالاتها وبين ما تزعمه بعض الأقلام المشبوهة في الصحافة وغيرها التي ترد منابع الإرهاب إلى مناهجنا ورجال تربيتنا . فرجال التربية في بلادنا كما لمست عن قرب من خلال تعاملي مع بعضهم من خيرة الرجال ومن أكفأ العاملين في تخصصهم ، ومن أحرص الناس على ناشئتنا. ومناهجنا من أكفأ المناهج ومن أصلحها ومن أكثرها تطوراً ومتابعة للتطورات الحديثة في مجال التربية. أذكر أنني لما كنت في بريطانيا للدراسة قبل سنوات قليلة كنت أشرف مع زملائي الطلاب السعوديين المبتعثين على المدرسة السعودية في المدينة التي كنا ندرس فيها وكنا نرى إخواننا من الجاليات العربية يتسابقون لإدخال أبنائهم في المدرسة السعودية ، وكانوا يقولون لنا: والله إننا نستفيد شخصياً من المناهج السعودية حين نذاكر لأبنائنا ، وكانت المدارس التابعة للجاليات العربية والإسلامية تتسابق على حجز الطبعات القديمة من مناهجنا عندما تستغني عنها مدرستنا بالطبعات الجديدة. ولا يعني ذلك أن مناهجنا لاتحتاج إلى تطوير كما لا يعني أن رجال تربيتنا لا يحتاجون إلى زيادة خبراتهم وتطوير أنفسهم تربوياً وعلمياً. إن مناهجنا المدرسية بحاجة إلى دراسة شاملة يحافظ فيها على هويتنا الدينية والوطنية . يزاد فيها ما نحتاج إلى زيادته مما يخدم ديننا ووطننا وخططنا الوطنية الشاملة للتنمية ، وينفي عنها كل مالا فائدة منه لطلابنا في مراحلهم التعليمية المختلفة، وما وضع منهامجاملة لأحد، أو إرضاء لآخر. كما ينبغي التركيز في مناهجنا على تقليل الكم والاهتمام بالكيف وذلك برعاية جوانب الإبداع وتنمية طرق التفكير وترقية قدرة الطلاب على إبداء الرأي ومناقشة المحتوى ، وكذلك المساعدة على تربية الطلاب على حب القراءة والاطلاع والاستقلالية في التفكير والاعتماد على النفس . وينبغي كذلك العناية بالدورات التدريبية للمعلمين على رأس العمل وتعريفهم بالطرق الحديثة في التربية وإدخال التجارب الناجحة لمعلمي الدول الأخرى والاستفادة من كل جديد في هذا المجال. أما الطلاب في هذه المرحلة فيجب التركيز على تربيتهم التربية المناسبة وتنمية الأخلاق الفاضلة لديهم وإبعادهم عن الأفكار التكفيرية المنحرفة أو الأفكار المنحلة والرديئة وذلك بإجراء حملات لتحسين الأخلاق بين الطلاب في المدارس وفي المنازل وفي الشارع بالتنسيق بين المدارس والأسر . والمباني المدرسية لدينا تحتاج إلى مزيد من التطوير لتناسب المدرسة الحديثة لهذا ينبغي تزويدها بالمكتبات المدرسية التي تشد الطلاب إليها ، وبمعامل الحاسب الآلي المتطورة وإدخال الإنترنت في تلك المدارس وإتاحتها للطلاب في أوقات مناسبة ، وكذلك إضافة الوسائل التعليمية الحديثة في كل فصل دراسي كأجهزة العرض والحاسب الآلي . ووسائل الترفيه المناسبة والصالات الرياضية المجهزة من أساسيات المدارس الحديثة التي ينبغي ألا تخلو مدرسة سعودية منها. هذه بعض الهموم الموجزة التي تواجه أولياء أمور الطلاب في محافظة الأفلاج وفي باقي محافظات المملكة أضعها بين معالي الوزير في هذه الزيارة الميمونة التي أسأل الله أن تكون مكللة بالنجاح ومحققة للهدف. عميد كلية المجتمع بالأفلاج