وصل روبرت زوليك نائب وزيرة الخارجية الأمريكية إلى الخرطوم أمس قادماً من كينيا التي حاول فيها تسوية خلافات حادة بين قادة أكبر حركة متمردة في إقليم دارفور، غير أن المسؤول الأمريكي دعا الأطراف لتجاوز خلافاتها قبيل محادثات السلام المزمع إجراؤها هذا الشهر وإلا ستخاطر بفقد الدعم الدولي. وشكل الخلاف في جيش تحرير السودان وهو الجماعة الأكبر بين متمردي غرب السودان عقبة رئيسية في جولات المفاوضات السابقة بينهم وبين الحكومة السودانية. وقال روبرت زوليك نائب وزير الخارجية الأمريكية إنه كان يأمل في رأب الصدع في المحادثات مع زعماء المتمردين في نيروبي قبل الجولة القادمة من محادثات السلام في أبوجا يوم 21 نوفمبر - تشرين الثاني. وتصاعدت المخاوف من حدوث مزيد من الانقسام الأسبوع الماضي بعدما انتخب أعضاء جيش تحرير السودان رئيساً جديداً بعدما امتنع الرئيس السابق عن حضور مؤتمر جامع للمتمردين. وقال زوليك للصحفيين بعد محادثات مع حركة تحرير السودان من الواضح أن العناصر المختلفة لحركة تحرير السودان سيتعين عليها أن توحد صفوفها على نحو ما وهم وحدهم الذين يمكنهم أن يحددوا ذلك حتى تستمر مفاوضات السلام في أبوجا بنجاح. وقال زوليك للصحفيين عقب محادثات مع زعماء جيش تحرير السودان خلاصة القول بالنسبة لجيش تحرير السودان هي أننا نريد مساعدتهم، ولكن لكي تتسنى مساعدتهم فإنهم بحاجة إلى مساعدتنا كي نتمكن من التعامل مع الحركة الموحدة. ويتنازع عبد الواحد محمد النور وميني أركوا ميناوي الذي انتخب لتوه زعامة الحركة. ولكن لم تسر الخطط كما كان مرجواً، حيث لم يحضر ميناوي إلى نيروبي وأرسل نائبه بدلاً منه. وكان وفد النور هناك بالفعل وحينما التقى الطرفان وجهاً لوجه انسحب وفد ميناوي وتبعه بسرعة وفد النور ومعاونوه، وبعد ثلاثين دقيقة أقنع زوليك الطرفين بالعودة. وقال زوليك بما أن اليوم بدأ بداية صعبة، حيث عانيت وأنا أحاول إقناعهم بالعودة إلى القاعة سوياً فإنني أعتقد أن هناك تقدماً قد حدث بجعلهم يستمعون إلى رسالتي وإلى آراء الشركاء الدوليين، وأضاف إنه وضع يتسم بالميوعة، وعملية تماسك جيش تحرير السودان في تقدم. ولكن ما زال من غير الواضح من سيرأس حركة تحرير السودان لمحادثات السلام التي تعقد في 21 نوفمبر - تشرين الثاني في أبوجا. وفي خارج غرفة الاجتماع يوم الثلاثاء أصر كل من الطرفين على أنه القيادة الشرعية لجيش تحرير السودان. وقال النور لرويترز في داخل الحركة نحن متوحّدون بشكل جيد، ولكن هناك فصيل يطلق على نفسه الرئيس الجديد، وأشار إلى أن عملية التصويت التي جرت الأسبوع الماضي غير قانونية لأنه لم يشارك. ولكن سيف الدين هارون المتحدث باسم ميناوي الذي غاب عن اجتماع الثلاثاء بنيروبي رفض ذلك قائلاً بمقدورهم أن يقولوا ما يشاءون ولكن أجرينا انتخابات ديمقراطية، ونحن القيادة الحقيقية لجيش تحرير السودان. وفي تلك الأثناء كان مسؤولون أمريكيون يجرون زيارات مكوكية بين الجانبين. ويخشى بعض المحللين من أن يؤدي الانقسام في قيادة جيش تحرير السودان إلى تصعيد العنف في دارفور، حيث سيستغل القادة المحليون حالة عدم اليقين السائدة ويقفزون إلى تحقيق مكاسب. وفيما يتصل بمهمته في الخرطوم فسيهتم روبرت زوليك بالاطلاع على التقدم الحاصل في تطبيق اتفاق السلام في جنوب البلاد والتشجيع على حل للنزاع في دارفور، وهذه هي الزيارة الرابعة التي يقوم بها زوليك إلى السودان. وقال زوليك في بيان صدر في الخرطوم قبل وصوله إن المساعدة على وقف أعمال العنف وتخفيف المعاناة والتوصل إلى حل سياسي دائم للنزاعات في السودان، تعتبر أولوية في نظر الولاياتالمتحدة. وأمس الأربعاء التقى المسؤول الأمريكي مسؤولين سودانيين، حيث تمحورت المحادثات حول تطبيق اتفاق السلام الشامل الذي وقّعته في كانون الثاني - يناير الماضي الحكومة والمتمردون وأنهى حرباً أهلية دامية استمرت أكثر من 21 عاماً. وكان النزاع في دارفور أيضاً، في جدول أعمال محادثات زوليك، كما قال مسؤولون. وأكّد زوليك في بيانه أن المجازر الواسعة النطاق في دارفور قد تراجعت لكن تصعيداً جديداً للعنف شكل خطراً كبيراً على مفاوضات السلام الجارية. وقال زوليك في بيانه بالخرطوم إن المجموعات المتمردة في دارفور تتصارع فيما بينها. وكل شرارة يمكن أن تؤدي إلى حريق كبير، لذلك فمن المهم أن تسعى مختلف الأطراف إلى وضع الأمور في الطريق الصحيح. وتشمل زيارة زوليك إقليم دارفور، حيث من المتوقع أن يجري محادثات مع مسؤولي قوة السلام الأفريقية ويزور مخيمات المهجرين، ومنها يتوجه إلى جوبا في الجنوب.