رجحت مصادر أميركية توقف وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس الجمعة في مطار الخرطوم في طريقها الى أسمرا حيث ستخاطب ورشة بناء قدرات مفاوضي متمردي شرق السودان التي تنظمها الأممالمتحدة بالتعاون مع عدد من الدول الغربية، فيما ينتظر ان يطرح نائبها روبرت زوليك على قادة الحكم في الخرطوم اليوم أفكاراً واقتراحات لإنهاء العنف وتسوية الأوضاع في دارفور وشرق البلاد الى جانب تسريع خطوات تنفيذ اتفاق السلام في الجنوب. وقالت مصادر حكومية أمس إن الخرطوم ستواجه المسؤول الاميركي بسيل من الاحتجاجات والانتقادات على قرار بلاده الخاص بتجديد العقوبات التي تفرضها على السودان منذ أكثر من ثمانية اعوام. لكن روبرت زوليك قال ان السودان يجب الا يتوقع ان ترفع واشنطن العقوبات المفروضة عليه منذ عام 1997 اذا لم يبذل المزيد من الجهود لإنهاء العنف والمعاناة في دارفور. وقال انّ التوجه الأميركي في شأن العقوبات ما زال"سلبياً الى حد ما"، مضيفاً ان السودان يتعيّن عليه ايضاً ان يتحرك بشكل أسرع لتنفيذ اتفاق السلام فى جنوب البلاد. وقال للصحافيين على متن الطائرة التي اقلّته الى نيروبي حيث التقى عصراً مع زعماء"حركة تحرير السودان"المتمرّدة في دارفور لإجراء مصالحة بينهم:"العنف يهدّد بانهيار الوضع الهش للغاية في دارفور". وزادت المخاوف من تفاقم الانقسامات والاقتتال الداخلي بين أفراد"حركة تحرير السودان"عندما انتخب أعضاء في الحركة نهاية الأسبوع أمينها العام ميني أركو ميناوي رئيساً جديداً بعد تخلف زعيمها الحالي عبدالواحد نور عن حضور مؤتمر للمتمردين. وذكرت وكالة اسوشيتد برس ان نور وممثل عن فصيل ميناوي اختلفا على من يمثّل الحركة المتمردة في اللقاء مع زوليك، وان نور كان أول من يصل الى اللقاء في فندق فخم في نيروبي، ثم جاء ممثل عن غريمه ميناوي. لكن الوفدين انسحبا قبل بدء الاجتماع، قبل ان يستطيع معاونو المسؤول الأميركي اقناعهما بالعودة الى غرفة المؤتمرات في الفندق. وقال زوليك ان"عليكم استعادة زخم السلام عن طريق دفع الناس الى احترام الهدنة والارتقاء الى وضع المفاوضات وعندما تستأنف المفاوضات في 20 تشرين الثاني نوفمبر الجاري يجب ان يعمل المتمرّدون والحكومة... لإحراز مزيد من التقدم باتجاه اتفاق سلام". الى ذلك، استبقت"جبهة الشرق"المتمردة في شرق السودان مفاوضاتها المرتقبة مع الحكومة الشهر المقبل بطرح حزمة مطالب تتصل بقسمة الثروة والسلطة، سلمتها الى الوسيط الليبي سليمان الشحومي، المنتظر وصوله الى أسمرا خلال اليومين المقبلين لحضور انطلاقة ورش العمل التدريبية لمهارات التفاوض لكوادر"جبهة الشرق"التي تعقد برعاية دولية تشمل الولاياتالمتحدة وبريطانيا إلى جانب الأممالمتحدة. وأعلنت نائبة الأمين العام لجبهة الشرق الدكتورة آمنة ضرار ان الجبهة التي تضمّ فصيلي البجا والأسود الحرة تطالب بتمثيل الإقليم الشرقي في مؤسسة الرئاسة بنائب رئيس الدولة. وأكدت في مؤتمر صحافي في الخرطوم ان المحادثات المرتقبة في الأسبوع الأول من كانون الاول ديسمبر المقبل بوساطة ليبية، ستناقش مطالب الشرق في الحصول على نصيب عادل من الثروة والسلطة، مؤكدة ان المنطقة لن ترضى بنصيب يقل عن 90 في المئة من عائدات الميناء والنفط والغاز الطبيعي وسواها من ثروات الشرق. وتمسّكت بأهمية إقرار حكم راشد قائم على الفيديرالية والديموقراطية والمحاسبة. في غضون ذلك، ينتظر ان يلتقي في القاهرة الأحد المقبل نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه مع رئيس"التجمع الوطني الديموقراطي"المعارض محمد عثمان الميرغني لدفع جهود مشاركة التجمع في مؤسسات الحكومة الانتقالية والبرلمان، وسيركز اللقاء على عرض الحكومة بزيادة نسبة مشاركة التجمع في الحكومة. في وقت يرتب فيه التجمع لإغلاق داره في القاهرة الأسبوع المقبل بعد اكثر من عقد من الزمان ممّا يعنى إنهاء المعارضة الخارجية.