دعا مسؤولون إسرائيليون إلى وجوب إجراء تغييرات في القيادة السورية في أعقاب نشر تقرير لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري برئاسة المحقق (ديتليف ميليس) يوم الجمعة الماضي (21-10-2005). ودعا ساسة في إسرائيل إلى تغيير النظام السوري، فيما قال ساسة آخرون: من غير الطبيعي ولا يمكن القبول بأن تحكم سوريا عائلة تنتمي إلى أقلية (في إشارة إلى عائلة الرئيس السوري بشار الأسد). وذهب مسؤولون في البرلمان الإسرائيلي إلى القول: إن استبدال سلالة الأسد هو مصلحة أمريكية وإسرائيلية، فيما توقع رئيس لجنة في الكنيست الإسرائيلي تنازل سوريا عن هضبة الجولان..!! وكان وزير الإعلام السوري مهدي دخل الله قد أكد يوم الجمعة أن تقرير لجنة التحقيق الدولية حول اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري (بيان سياسي موجه ضد سوريا) و(منحاز إلى جهة معينة). وسلّم رئيس لجنة التحقيق الدولية (ديتليف ميليس) إلى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان يوم الخميس الماضي تقريراً خلص إلى تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في جريمة اغتيال الحريري. وقال شمعون بيرس، نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي وزعيم حزب العمل: إن (ثمة حاجة لإجراء تغييرات في سوريا) داعياً الولاياتالمتحدة وفرنسا إلى تحمل مسؤولياتهم على ضوء نتائج تقرير ميليس. ومضى بيرس يقول للإذاعة الإسرائيلية العامة: إنه (إذا صح ما ورد في التقرير حول تورط الحكومة السورية في عملية الاغتيال فإنه يتوجب تغيير التعامل مع الرئيس السوري بشار الأسد). وتطرق بيرس إلى الخلفية الطائفية للأسد قائلاً: إنه (من غير الطبيعي ولا يمكن القبول بأن تحكم سوريا عائلة تنتمي إلى أقلية)...!! من جانبه دعا رئيس لجنة الخارجية والأمن في البرلمان الإسرائيلي (يوفال شطاينيتس) من حزب الليكود إلى تغيير النظام السوري. واستطرد عضو الكنيست (شطاينيتس) المعروف بمواقفه اليمينية المتطرفة، يقول: إن (استبدال سلالة الأسد هو مصلحة أمريكية وإسرائيلية). ومن ناحيته عدّ رئيس الموساد الإسرائيلي السابق (افرايم هليفي) أن التقرير يوفر ما يكفي من الأدلة حول علاقة النظام السوري باغتيال الحريري (حتى لو يكن هناك تورطاً مباشراً للرئيس الأسد بالاغتيال). وقال هليفي لإذاعة الجيش الإسرائيلي: (لا اعتقد أن ثمة حاجة لإيجاد المسؤولية المباشرة للرئيس الأسد من أجل التوصل إلى استنتاج بأن النظام السوري مسؤول عن مقتل الحريري؛ فالحديث هنا عن عملية واسعة النطاق وتم تنسيقها جيداً وضالع فيها عدد كبير من القيادة السورية، على حد تعبيره).. وتم اغتيال الحريري الذي كان معارضاً للوجود السوري في لبنان يوم 14 فبراير - شباط في موكب يتألف من ست سيارات في بيروت. وعدّ وزير الإعلام السوري أن تقرير (ميليس) منحاز إلى جهة معينة، جهة تريد اتهام سوريا بكل شر في هذا العالم، وأوضح أن التقرير يستند إلى مجموعة من روايات بعض الشهود المعروفين بمواقفهم المعادية لسوريا، روايات تسيء بسيادة سوريا من دون وجود دلائل وقرائن. وأضاف الوزير مهدي دخل الله: كنا نتمنى أن يكون تحقيقاً بالمعنى المهني للكلمة ألا يكون نغماً في الجوقة السياسية المعادية لسوريا؛ وتابع يقول: المحقق يجب أن يكون حرفياً ومهنياً ويستند إلى القرائن والدلائل. وبناءً على طلب من السلطات اللبنانية، وإقرار مجلس الأمن الدولي، تم تعيين (ديتليف ميليس) الذي يعمل لدى الأممالمتحدة كمحقق من برلين في عملية اغتيال الحريري.. ويتهم تقرير الأممالمتحدة شخصيات سورية كبيرة وحلفاء لهم في لبنان بالتورط في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري. ووردت أسماء بعض الشخصيات في التقرير الذي أذيع مساء يوم الخميس الماضي أو التي لها علاقة بالتقرير أبرزها اميل لحود، رئيس لبنان المدعوم من سوريا، أحمد عبد العال، عضو جماعة متشددة في لبنان، أحمد أبو عدس، عضو جماعة متشددة شُوهد في شريط فيديو وزع بعد الاغتيال يعترف بقتل الحريري، اللواء السوري آصف شوكت، زوج شقيقة الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس المخابرات العسكرية يزعم أنه أجبر أبو عدس على تسجيل اعتراف بالاغتيال قبل 15 يوماً من حدوثه، اللواء جميل السيد، رئيس قوات الأمن اللبنانية أبلغ قاضياً لبنانياً بأن شريط الفيديو الذي يتضمن أبوعدس حقيقي، اللواء مصطفى حمدان، قائد الحرس الجمهوري اللبناني اعتقل في وقت سابق في بيروت فيما يتعلق بالاغتيال، وتحدث حمدان عن الحريري فذكره بسوء شديد واتهمه بأنه موالٍ لإسرائيل، اللواء السوري رستم غزالي - رئيس المخابرات العسكرية السورية في لبنان يزعم أنه متورط في مؤامرة الاغتيال وفقاً لأقوال أحد الشهود، وزير الخارجية السوري فاروق الشرع، قال محققون: إنه قدم أقوالاً كاذبة بشأن اجتماعاته مع الحريري، نائب وزير الخارجية السوري وليد المعلم، قال شهود: إنه أبلغ الحريري بأنهم وأجهزة الأمن في سوريا وضعوه في ركن وطالبه بألا يأخذ الأمور باستخفاف، الرئيس السوري بشار الأسد، يزعم أنه قال للحريري وفقاً لمحادثات تتعلق بابنه سعد وآخرين انه إما أن يفعل ما يطلب منه وإلا فإنهم سينالون منه ومن أسرته أينما كانت، ولم يدل الرئيس بأقواله ونفي سوريون آخرون في الاجتماع هذه المحادثة.