قال مصدر سياسي لبناني أمس ان صهر الرئيس السوري بشار الاسد من بين ستة ضباط سوريين يريد محققو الاممالمتحدة استجوابهم في لبنان حول مقتل رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الاسبق. وقال المصدر ان اللواء آصف شوكت وهو رئيس شعبة المخابرات العسكرية المتزوج من بشرى شقيقة الاسد هو من ضمن لائحة مؤلفة من ستة اسماء بعثها المحقق الدولي ديتليف ميليس الذي طلب ان يكون الاستجواب في مركز التحقيق في المونتيفردي في شرق بيروت. والخمسة الاخرون هم اللواء بهجت سليمان والعميد رستم غزالي والعميد ظافر يوسف والعميد عبد الكريم عباس والضابط جامع جامع. وكان سليمان يرأس شعبة المخابرات الداخلية في المخابرات العامة عندما اغتيل الحريري في الرابع عشر من فبراير شباط الماضي في بيروت. وكان غزالي في ذلك الوقت رئيس الامن والاستطلاع في المخابرات في لبنان وجامع هو مساعده. اما يوسف وعباس فكانا يتلقيان تدريبات في كلية عسكرية في بيروت وقت الاغتيال. وعباس هو ضابط في المخابرات العسكرية التي يرأسها شوكت. وصرح مسؤول سوري في وقت سابق من أمس ان دمشق تدرس طلبا رسميا للامم المتحدة لاستجواب ستة ضباط سوريين في لبنان بشأن اغتيال الحريري. ولكن المصدر لم يحدد هويتهم. إلى ذلك قال فاروق الشرع وزير الخارجية السوري أمس ان بلاده حريصة على التعاون بشكل كامل مع تحقيق الاممالمتحدة بشأن مقتل رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري. وقالت الوكالة العربية السورية للانباء ان الشرع اكد حرص سورية على التعاون بشكل كامل مع لجنة التحقيق الدولية ووضع آلية مناسبة لتحقيق ذلك. ولم تقل الوكالة ما اذا كانت سورية ستستجيب لمطلب استجواب ستة ضباط سوريين في لبنان. ٭ في بيروت شن حزب الله اللبناني حملة على تقرير رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري مؤكدا ان (اسرائيل) اطلعت عليه قبل الاممالمتحدة. وقال النائب محمد رعد رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» التابعة لحزب الله في تصريحات نشرتها الصحف أمس ان «المطلع الأول على تحقيق (القاضي الدولي) ديتليف ميليس هو وزير خارجية اسرائيل سيلفان شالوم قبل الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان». ورأى ان «اتهام سوريا وادانتها في جريمة هزت لبنان والمنطقة من دون تقديم ادلة وبراهين (..) اتهام سياسي منشأه خلفية سياسية تريد استهداف المنطقة واسقاطها». وتساءل رعد «هل يراد اسقاط لبنان كله امام الاستهداف الاسرائيلي/ الاميركي ونبقى نبحث عن الحقيقة في السراب؟». وتتناقض هذه الحملة على تقرير القاضي ديتليف ميليس رئيس لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري مع موقف الحكومة اللبنانية الرسمي التي يشارك فيها حزب الله والتي اعتبرت ان تقرير الاممالمتحدة يرد على تطلعات الشعب اللبناني. وجاءت الحملة بينما جددت فيه ايران دعمها لسورية «الدولة الصديقة» معتبرة ان الضغوط التي تمارس عليها «غير مقبولة». واعتمد مجلس الامن الدولي قبل اسبوع بالاجماع القرار 1636 الذي يحث سورية على التعاون الكامل مع لجنة ميليس. وفي تقرير عرض في 20 تشرين الأول - اكتوبر في نيويورك قال ميليس ان دمشق لم تتعاون في العمق مع التحقيق وان ثمة «ادلة متقاطعة» تشير إلى ضلوع اجهزة امنية سورية ولبنانية في اغتيال الحريري الذي قضى في عملية تفجير في 14 شباط (فبراير) الماضي في وسط بيروت.