أم خالد النافع ودعت هذه الدنيا بعد معاناة مع المرض امتدت لأكثر من خمسة عشر سنة، في قلبها الطيّب كان الداء!! توقع الأطباء في أمريكا أنها لن تعيش سوى سنتين، ويأبى الله إلا ان تمتد هذه الروح السكينة لأكثر من اثنتي عشرة سنة، في الأسبوع المنصرم ذهبت للدمام لتقديم العزاء لكوكبة من الشباب أحسبهم من الصالحين هم ممن تخرج من جامعة أم خالد. أم خالد وزوجة الخال تملك قلباً طيباً وحساً مرهفاً ومتابعة دقيقة لصحة وأخبار الأسرة مهما امتدت تلك الاغصان، لم يحجبها عن ذلك سوى أديم الأرض، كم كنت حزيناً عندما رأيت الدموع تتزاحم في أعين ابنائها، وكم كنت متفائلاً عندما لاحظت تردد ابنائها على قبرها وأكف الضراعة تمتد للسماء بأن يرحم صاحبة القلب الطيب. أم خالد هي حق ملحمة يجب أن ندرسها وأنشودة ينبغي أن يرددها الأحفاد من بعدها. كم نحن بحاجة لدروس من هذه الحياة تعلمنا كيف يمتد البر بعد الممات، هذا لعمري قمة البر وأبلغه ان نعمل اعمالاً خيرية نخدم بها المسلمين، وتدرب نفسك على العطاء وأقل البر ان تصل اقارب واحباب والديك ممن لا يمكن ان يصلها بعد مماتهما سواك (بفتح الكاف أو كسرها). ان الدموع الحزينة وكرم عينك بها، جميل أن تترجمها الى حفر بئر يشرب فيها فقراء المسلمين، ان التوجيهات التي تتعلمها من الأم في حياتها جميل ان تترجم في بناء مدرسة لأبناء وبنات المسلمين المعوزين، ان ركعات وسجدات الأم التي انقطعت بانقطاع انفاسها، حلي بنا أن نترجمها إلى مسجد تقام به الصلوات الخمس، ان كرم الحب والتقدير يجب أن يترجم إلى ايد تمتد للجيوب وتتصدق، هذا لعمري مع الدعاء هي هديتنا لامهاتنا الأبرار. يقف أبو خالد قائلاً: 45 ربيعاً قضيتها مع أم خالد لم أر ما يعكر صفو حياتنا قط. رحمك الله يا أم خالد واسكنك فسيح جناته واسأله بمنه وكرمه أن يجمعنا بك في جنات الخلد انه بالاجابة قدير آمين يا رب العالمين.