أود أن أقول للإخوة بوزارة المال إن التعليم المجود هو طريقنا الوحيد نحو حلمنا التنموي. فبدون تعليم مميز وراق سيظهر جيل يخلوا من المهارات والقيم التي تجعله مشاركاً فاعلاً في الإنتاج والتنمية، وستتعاظم الفجوة الهائلة التي تفصلنا عن الأقوياء، وسنبقى عالة على إنتاجهم. لا يوجد اليوم مخرج من حالة الضعف والتردي سوى التعليم، ومن يعرف طريقاً غيره فليتفضل بإخبارنا عنه. يا أصحاب قرارنا المالي بوزارة المال الموقرة، إذا لم يحظ تعليمنا بالأولوية في إنفاقنا فأي مجال آخر ستكون له الأولوية؟. التعليم أصبح اليوم قضية أمن قومي، وهو خط الدفاع الأول ضد التخلف. التعليم لم يعد اليوم خدمة نقدمها ليستهلكها الناس، بل هو مشروع استثمار هائل. إن كل قرش ننفقه على تعليمنا سيعود بعد حين على خزينتنا أضعافاً مضاعفة، دعونا ننفق بسخاء على تعليمنا من أجل مستقبل وطننا، فالتعليم المميز سيضمن لنا دائماً دخلاً وطنياً هائلاً. إن وزارة التربية تضطر تحت ضغط خفض التكلفة إلى حشر أعداد كبيرة من الطلاب في الفصل، بالله عليكم أي تعليم سيحصل عليه أبناؤنا في مثل هذه البيئة، كما تضطر الوزارة للسبب نفسه إلى تكليف المعلمين بأنصبة تدريسية مرتفعة إلى الحد الذي يؤثر على أدائهم. والأنكى من ذلك أن مدارسنا لا تحصل على الوظائف الإدارية الكافية فتضطر إلى تكليف معلميها بأعباء إدارية على حساب مهنتهم الأساسية.