قبل ثلاثة أشهر تقريباً اتصل بي أحد الأعزاء من التلفزيون السعودي للمشاركة في برنامج معد خصيصاً لمناقشة أوضاع المدرسة وأسباب السقوط.. بداية أعطيت الموافقة. إلا أن الضغوط والوعود الشرفية كانت قوية. قال لي أحدهم: لقد وقعت الفأس بالرأس ولن ينفع القوس بعد الغوص. قالوا لقد بدأت مرحلة البناء ويجب أن نتوقف عن التشهير أو تصفية الحسابات!! بل أكَّد البعض عبر تصاريح مكررة أن السقوط لمصلحة الرياض. حتى يتم إعادة تقييم الفريق وإعادة البناء وإشراك الوجوه الجديدة. صدقت هذه التصاريح الذي يبدو أنها طارت مع الريح. حرصت أن أحضر بشكل يومي في فترة الاستعداد لعل رحلة العودة إلى الممتاز تستغرق شهوراً فقط.أولى المفاجآت كانت عليه التعاقد مع المدرب، ويبدو أن القرارات الفردية ما زالت مسيطرة أحضروا مساعد مدرب الهلال الذي عمل معه لعدة أشهر وبتوصية من شخص لا يعرف أحوال الرياض وما يجري في هذا النادي!! واستمر مسلسل المفاجآت في أول يوم حضر المدرب أبعد جميع المستجدين، بل جميع الذين لم يشاركوا أساسيين مع الفريق، وبعد مناقشات وانتقادات تم إشراكهم (المستجدين) في بعض المباريات الودية فقط (للترضية). بحثت طوال الأربعة الأشهر الماضية عن أعضاء المجلس ولم أجد أمامي سوى نائب الرئيس سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز بن ناصر والدكتور عايض العتيبي والدكتور صلاح السقا يحضرون التمارين ويرافقون الفريق أثناء المباريات، أما البقية ففي إجازة مفتوحة حتى الآن لم يظهر أحد؟!! السؤال المطروح أين من وعدونا بالبناء ورفضوا فكرة أن سقوط المدرسة (كارثة) وأنها ليست نهاية العالم؟هل التعادل مع ضمك الصاعد حديثاً من الدرجة الثانية يعد مكسباً. وهل الهزيمة من الفيصلي بهدف يعد مقنعاً. هل الإصرار على تكرار الأخطاء في الدفاع والوسط يعد حلاً أم مكابرة؟هل عدم إشراك أكثر من لاعب تم تسجيلهم في الموسم الماضي وحتى الآن موجودون يعتبر شجاعة أم خوفاً من القرارات الصعبة؟!! إذا استمرت الإدارة في الغياب فهذا يعني أن القرارات سوف تغيب وسوف يبقى الأمر معلقاً. قلت قبل ثلاث سنوات: لا يوجد لاعب في الرياض في مستوى (فهد المهلل أو الشيحان أو فؤاد أنور) ومع ذلك تم الاستغناء عنهم من قبل إدارة الشباب. وتم إعطاء المستجدين أو الصاعدين فرصة للبروز وكانت النتيجة البطولات!! إن مشكلة الرياض أسهل من السهل في حالة واحدة وهي شجاعة القرار.. أبعدوا العناصر الفقيرة فنياً الذين لا يصلحون لأي نادٍ حتى في الدرجة الثانية. وسبق لجريدة الجزيرة مشكورة نشر هذا في محرم عام 1425ه عندما بحثت أسباب تردي نتائج الرياض وحذَّرت من خطر الهبوط ولكن التحذير قابله جهل واضح من المشرف على الفريق في ذلك الوقت. ومكابرة وكان يخرج علينا عبر تصاريح يعتذر عن غياب اللاعبين العمانيين. ويمكن أن نطلق عليه بطل السقوط وبطل الهروب فهل قرَّر بقية أعضاء المجلس الغائبين مشاركته في الهروب. إن من يهمه مصلحة المدرسة لا يرضى أن يراها تتهدم وهو لا يحرك ساكناً. فهل يتحرك محبو الرياض من أول مباراة في الدوري حتى نرى الرياض وقد عاد إلى مكانه الطبيعي الذي لم يفارقه طوال 19 عاماً. الأيام القادمة كفيلة بالإجابة. - كلما شاهدت مستوى اللاعبين العمانيين في الدوري القطري تأكد لي أن مشكلة النادي بالدرجة الأولى إدارية. - الإصرار على الفشل هو الشعار الذي نراه هذه الأيام كلما شاهدت الأسماء المشاركة مع الفريق!!