رفض المدرب الوطني يوسف الغدير أن تكون استقالته من منصبه كمساعد لمدرب الفريق الأول لكرة القدم في نادي النهضة هروبا بعد تواضع نتائج الفريق في الجولات التسع الماضية من دوري أندية الدرجة الأولى للمحترفين، واصفا خطوة إقدامه على الاستقالة من النهضة في هذا التوقيت بأنها شجاعة وليست هروبا كما يعتقد البعض. وقال الغدير في حواره مع «الشرق»: «منذ أن كنت لاعبا، وحتى أصبحت مدربا، فأنا دائما مع النهضة، ولكن هناك وقت يعتبر فيه الانسحاب شجاعة، لذا فضلت الابتعاد حتى لا يحدث أمر غير جيد وأكون الضحية»، كاشفا أن من أبرز أسباب رحيله عن النهضة عدم انسجامه مع المدرب الجديد الذي تولى مهمة تدريب الفريق خلفا للمدرب الوطني سمير هلال. وأبدى الغدير تخوفه من مستقبل النهضة، محذرا من أنه في حال استمر تراجع نتائج الفريق في الجولات الأربع المقبلة فإن الفريق سيهبط لا محالة إلى دوري الدرجة الثانية. - في البداية يجب أن أوضح أن ما يعانيه فريق النهضة حاليا هو نتيجة لسوء إعداده للموسم وعدم خوض معسكر تحضيري ومباريات ودية، وتواضع المستويات والنتائج تسببت في إقالة المدرب سمير هلال، وتم التعاقد مع مدرب جديد شعرت أنني لست مرتاحا بالعمل معه، ولن أنسجم معه، وطالما أن التفاهم والمشورة مفقودة بين أطراف الجهاز الفني فأعتقد أنه يتوجب أن يكون هناك حل، وأوضحت وجهة نظري للإدارة، ولكنها كانت واثقة منه، كما أن المدرب يخطط لجلب مساعد له من بلده، لذلك فضلت الانسحاب قبل أن يرمي جانباً من المسؤولية علي أو يطلب من الإدارة أن تبعدني، وأعتقد أن ابتعادي أفضل من أن أنتظر حدوث مشكلة وأكون طرفا فيها أو أن أكون مجرد مساعد ثان. - الحمد لله منذ أن كنت لاعبا، وحتى أصبحت مدربا، فأنا دائما مع النهضة، وعلاقاتي معروفة مع النهضاويين ولا ينكرها أحد، وأنا من الذين ضحوا مع الفريق منذ أن كنت لاعباً وحتى هذه اللحظة، ولكن هناك وقتاً يعتبر فيه الانسحاب شجاعة، وفضلت الانسحاب في هذا الوقت بالذات حتى لا يحدث أمر غير جيد، فقد تعودنا في أغلب أنديتنا أن لا يعجبها الرأي أو الموقف الصحيح، وأرى أن هناك أجواء غير جيدة في الفريق، وآثرت الابتعاد قبل أن أكون في دائرة الاتهامات، فأنا لا أقبل أن أكون ضحية، وكنت أسمع في الكواليس أمورا غير جيدة في النادي، والانسحاب أفضل لي واستقلت قبل أن أقال، ومع الأسف المدرب الأجنبي تفرش له الأرض بالورد بخلاف المدرب الوطني، وبصراحة إذا لم يتغير وضع الفريق بعد أربع جولات فإنه سيهبط إلى الدرجة الثانية، وما أتمناه أن يتغير وضع الفريق في الفترة المقبلة. - أنا أستثني رئيس النادي فيصل الشهيل لمعرفتي التامة بما يقوم به، وبالتالي فالكل يتحمل المسؤولية من إدارة النادي وجهازين فني وإداري ولاعبين، فالمسؤولية مشتركة ولكل طرف جزء في الإخفاق أو النجاح، ونحن نعرف أن هناك قصوراً من اللاعبين وقصوراً من الإدارة وقصوراً من الأجهزة الفنية، وقدرات النادي لا تسمح بتوفير لاعبين أفضل من الموجودين، وحتى المدربين فهذه الإمكانيات المتاحة، مع العلم أنني عندما أستثني رئيس النادي فهذه ليست مجاملة له على الإطلاق وإنما لقربي الشخصي جداً منه أعرف ما قام به وما يقوم به والنهضة تسير بدعمه الشخصي فقط. -هذا أمر يخص العضو الذي أدلى بهكذا تصريح وأعتقد أن مثل هذه الأمور يفترض بها أن تصدر من قبل الجهاز الفني وهو الذي يستطيع أن يقيم مستويات كل لاعب والمدرب يعرف متى يكون شديداً في أسلوبه مع اللاعبين ويعرف متى يتسامح معهم وهو القريب منهم، ولا أعتقد أن هذا الكلام ينطبق على جميع اللاعبين، ويفترض أن لا يتدخل أي أحد في الجوانب الفنية إلا بالتشاور مع المدرب، ولكن ماذا نفعل إذا كان في الأساس بعض المدربين سلبيين ويسعون للحفاظ على مواقعهم مهما كلفهم الأمر ، وأنا لا أعرف الآن هل مدرب الفريق سيسمح لأحد بالتدخل في عمله أم لا، ويبقى الصبر له حدود. - اللجنة المشرفة بكل أمانة عملت وفق إمكاناتها، وبعضهم موجود مع الفريق في أغلب الأوقات ولكن يبقى القرار النهائي بيد الإدارة ويتوجب عليهم قبل إصدار أي قرار العودة إلى مجلس الإدارة الذي يعتبر الجهة صاحبة القرار ، مع العلم أن بعضهم استقال من هذه المهمة ومن هذه اللجنة. - في كل ناد تجد هناك أسماء لا تستحق أن تكون في قائمة الفريق، ولكن ما نقوله الآن هناك مدرب بالفريق والإدارة عليها أن تعمل وبإمكانهم أن يبعدوا من لا يستحق أن يبقى في الفريق ويحضروا غيره إذا استطاعوا ، وبكل أمانة أنا أرى أن الدوري لا يزال طويلا وبإمكان الفريق أن يحدث تغييراً في مستواه ونتائجه وأن يتداركوا الأمر وإن كانت هناك أمور كثيرة تنقص الفريق سواء من اللاعبين أو الجهاز الفني ولا يستطيع أن يقف عليها جيداً إلا الجهاز الفني، لأنه مع الأسف أغلب إدارات الأندية لا تفقه في الجوانب الفنية ولا يستطيعون أن يقيموا مستويات اللاعبين، وكثيراً ممن يسير أمور الأندية هم بعيدون كل البعد عن الأمور الفنية ومع ذلك هم من يقررون ويضعون هذا اللاعب ويبعدون ذاك وهم من يقيلون هذا المدرب ويجلبون ذاك، بمعنى أن الأمور تسير إدارياً، وإذا نظرنا إلى حال جميع الأندية فإننا سنرى أن بعضها مختلف تماما ومنها نادي النصر لأن رئيس النادي الأمير فيصل بن تركي لديه مستشارون فنيون، وهذا الأمر انعكس إيجابا على نتائج النصر.