قال رئيس الوزراء الاسرائيلي إرييل شارون إنه لن يتفاوض على مدينة القدس وإن الكتل الاستيطانية الكبرى ستكون مربوطة بدولة إسرائيل. وأشار شارون في تصريحات تلفزيونية نقلها عنه راديو إسرائيل إلى أنه لن يسمح بأي حال من الاحوال بعودة أي لاجئ فلسطيني من لاجئي عام 1948 إلى داخل حدود دولة إسرائيل.. على حد تعبيره. في الوقت ذاته أكد شارون عزمه (التنافس مرة أخرى على رئاسة حزب الليكود لتحقيق الفوز في الانتخابات وتشكيل الحكومة المقبلة) مشيراً إلى أنه لا ينوي خوض المعركة الانتخابية المقبلة في قائمة منفردة. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي إنه لا ينوي الاستقالة أو التقاعد عقب تطبيق خطة الانسحاب منقطاع غزة مؤكدا أنه (سيواصل قيادة إسرائيل والعمل على تحقيق المنجزات التي تخدم مصلحة البلاد مع الامل في التوصل إلى تسوية سياسية تؤدي بدورها إلى تحقيق السلام مع الفلسطينيين). ووصف شارون استقالة وزير المالية بنيامين نتنياهو احتجاجا على خطةالانفصال بأنها (هروب غير مشرف وأمر غير مسؤول ومشحون بدوافع شخصية عشية أصعب فترة في تاريخ إسرائيل). يذكر أن استطلاعاً للرأي أجرته صحيفة هاآرتس قبل ايام أظهر تفوق نتنياهو على شارون في احتمال فوزه برئاسة الحزب الذي يضم عدداً آخر من الكوادر الرافضة لخطة الانسحاب. وجاءت تصريحات شارون في حوار أجراه مع القناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي أكد خلاله أنه يرفض تقديم أية تنازلات بشأن التجمعات الاستيطانية بالضفة الغربية أو القدس أو بشأن اللاجئين الفلسطينيين، وأوضح أن التجمعات الاستيطانية بالضفة الغربية ستبقى على حالها ومرتبطة جغرافيا مع دولةإسرائيل. وقال شارون إنه أبلغ الرئيس بوش والقادة الاوروبيين بذلك بشكل واضح للغاية.. حسبما أفاد راديو سوا. إلى ذلك أفاد مواطنون فلسطينيون مقيمون غربي مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة مساء الاربعاء أن الجيش الاسرائيلي بدأ بالفعل فك المنشآتالصناعية في عدد من المستوطنات غربي المدينة. وقال الشهود إنهم شاهدوا جنودا وعمالا إسرائيليين يفككون إحدى المنشآت الصناعية في مستوطنة نيفيه ديكاليم غرب خان يونس. وأكد متحدث وزاري فلسطيني رواية الشهود. وأضاف أن الجيش الاسرائيلي بدأ بتفكيك مصنعين في المستوطنة. ومستوطنة نيفيه ديكاليم هي الاكبر بين 14 مستوطنة شمالي قطاع غزة والمعروفة باسم مجمع مستوطنات غوش قطيف. وتجمع عشرات الصحفيين أمام مستوطنة نتساريم جنوبغزة لمتابعة عملية الاخلاء التي بدأت في وقت سابق أول أمس. وأفاد الصحفيون المحليون إنهم شاهدوا سيارات النقل الثقيل ترفع المنازل المتنقلة والحاويات الضخمة لنقلها خارج المستوطنات. وفي ذات الوقت أفاد عدد من سكان مدينة رفح جنوب قطاع غزة أن نحو 20 شاحنة إسرائيلية شوهدت تدخل مستوطنة موراج شمال المدينة. وكانت وسائل الاعلام الاسرائيلية أشارت في وقت سابق أن القوات الاسرائيلية ستخلي ثلاث مستوطنات كبيرة في أول مرحلة لتنفيذ خطة الانسحاب وهي مستوطنات نتساريم وكفار داروم وموراج. وفيما يتصل بالانسحاب ايضا فقد افادت مصادر امنية فلسطينية انه اعتبارا من صباح امس فقد بدأت غرفة العمليات المشتركة بين قوات الامن الفلسطيني والجانب الاسرائيلي اعمالها للتنسيق اليومي لعملية الانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة. وأضافت (انه تم انشاء غرفتين للعمليات واحدة ستكون في معبر رفح الحدودي مع مصر جنوب قطاع غزة لتنسيق العمليات في جنوب قطاع غزة والاخرى في معبر بيت حانون (ايريز) لتنسيق العمليات في غزة وشمال القطاع). وفي غضون ذلك تستعد القوات الامنية الفلسطينية لفرض طوق امني حول مستوطنات يهودية في قطاع غزة فيما كثف الاسرائيليون والفلسطينيون اجتماعات التنسيق قبل اسبوع من بدء الانسحاب الاسرائيلي. هذا وقد أطلع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في اتصال هاتفي وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس (على آخر التطورت في الاراضي الفلسطينية وبالاستعدادات الفلسطينية المتعلقة بالانسحاب من قطاع غزة). وقال مصدر امني فلسطيني لوكالة فرانس برس ان (قوات الامن الوطني والشرطة تستعد للانتشار اعتبارا من مطلع الاسبوع المقبل في المناطق المحيطة بالمستوطنات الاسرائيلية والطرق المؤدية الى مستوطنات على الخطالاخضر) بين الاراضي الفلسطينية واسرائيل. وأضاف المصدر نفسه ان (هذا الانتشار يندرج في اطار التنسيق بين اسرائيل والفلسطينيين ويتطابق مع الخطة الامنية المتفق عليها) بين الطرفين. وتابع (سيكون هناك اتصال مباشر بين ضباط من الجانبين). وعلى صعيد آخر قالت تقارير إخبارية أمس الخميس إن المباحثات الخاصة بنشر قوات مصرية إضافية على محور فيلادلفي (صلاح الدين) في منطقة رفح الحدودية المصرية قد استكملت ومن المنتظر أن يتم توقيع مذكرة تفاهم في هذا الصدد الاسبوع المقبل. وقالت صحيفة الاهرام إن الاتفاق يتضمن (سيطرة كاملة لمصر على الحدود بمشاركة الفلسطينيين) وأوضحت أن مصر (طرحت مشاركة طرف ثالث من المتوقع أن يكون قوات حفظ السلام المتعددة الجنسية الموجودة في سيناء) منذ توقيع معاهدة السلام المصرية الاسرائيلية عام 1979. وفي اول حديث له منذ استقالته المفاجئة الاحد، ندد نتنياهو في الكنيست بالاتفاق المصري - الاسرائيلي لنشر قوات مصرية على الحدود مع قطاع غزة في اطار الانسحاب الاسرائيلي من غزة.