نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية افتتح صاحب السمو الأمير جلوي بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية وبحضور رئيس محاكم المنطقة الشرقية المساعد والمشرف العام على قافلة الخير الشيخ عبدالله الرقيب ومدير شرطة المنطقة الشرقية اللواء عبدالعزيز البعادي ومدير مرور الشرقية العميد محمد بن خالد الجوفان وعدد من المسؤولين، بالمنطقة الشرقية وأعيانها والمشائخ فعاليات مخيم الشباب الذي تنظمه قافلة الخير على كورنيش الدمام وسط حضور جماهيري كبير قدر ب10 آلاف شخص. واستمع سموه إلى شرح وافٍ عن القافلة (تاريخ وحاضر) حيث أبدى إعجابه بما وصلت إليه من تطور وحرفية في تنفيذ برامجها بما يخدم جيل الشباب والاشبال وتحقيق الفائدة المرجوة لهم في دينهم ودنياهم، وقص سموه شريط الافتتاح، عقبه تجول على مرافق المخيم الترفيهي من معارض وملاعب. وفي كلمة بهذه المناسبة قال سموه: يسرني في هذه الليلة المباركة أن أرى أولاً هذه الوجوه الطيبة التي تدعو للخير والصلاح في خدمة دينها ووطنها، وأن أشارككم ثانياً انطلاق فعاليات مخيم الشباب الترفيهي ضمن فعاليات قافلة الخير لصيف هذا العام لما يتوافر فيها من برامج وفعاليات مستفادة وأنشطة متنوعة تهدف للاستثمار الأمثل لأوقات فراغ الشباب الذين هم عماد هذه الأمة ونهضتها ورمز التقدم لكل دولة وازدهارها من خلال ما يقدم لهم من علوم ومعارف علمية وبطرق وأساليب مختلفة تعود عليهم بالنفع والفائدة بإذن الله في دينهم ودنياهم. وأضاف سموه قائلاً: لقد اهتمت الدولة وفقها الله وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي العهد وسمو سيدي النائب الثاني حفظهم الله بترسيخ النهج الإسلامي الذي أمرنا به معلم البشرية صلى الله عليه وسلم، وقد أثبتت القافلة على مدى الأعوام السابقة نجاحها في معالجة وتوعية الشباب من آفة المخدرات وحل الكثير من المشكلات التي يواجهونها في حياتهم حتى تحولت من رسالة توعوية وتربوية إلى نواة اجتماعية فريدة متماسكة يجتمع فيها أهل الخير في إطار العمل المنظم والموحد الذي ينفع بالخير أهله ومجتمعه. أيها الجمع الكريم إن شبابنا اليوم بحاجة أن نكون قريبين منهم نتعرف على ما يدور في أذهانهم وتوجيههم للمنهج الصحيح المستمد من كتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة رضي الله عنهم والسلف الصالح الذي ينبذ كل وسائل العنف والتطرف والغلو وكل فكر ضال ومنحرف وألا ندعهم وحيدين تتصارع بهم تقلبات الحياة العصرية المتسارعة دون أن نقوم بالدور التوجيهي والتربوي، وأحث الجميع على البذل ومضاعفة الجهد في سبيل إصلاح الناشئة ووضع الحلول المناسبة لمشكلاتهم فهم أمانة عظيمة علينا مسؤولية القيام بها جميعا فيجب أن نزرع فيهم حب الخير والرفق والتسامح وأن نجنبهم ما يخالف ذلك من خلال نبذ الشر وعدم إثارة مشاعر الكراهية لنحصل بإذن الله على جيل طموح متفائل بمستقبله لخدمة دينه ووطنه، كما أحث القائمين على مشروع القافلة والمتطوعين لعمل الخير فيها التنبيه عن الذين يتجرؤون بالفتوى في المسائل المهمة مثل التكفير والجهاد والولاء والبراء بغير علم بأصول الفقه والتعمق في العلوم الإسلامية واللغوية إلى غير ذلك من الأمور الضرورية في مثل هذه المسائل الخطيرة وعدم الانسياق وراء العبارات والشعارات الفاسدة التي تدفع لفرقة الأمة وحملها على الفساد وليست في حقيقتها من الدين، وإنما هي من تلبيس الجاهلين والمغرضين وهي من أعظم أسباب تفريق الأمة ونشر العداوات بينها قال عز وجل: {وَالَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللّهِ مِن بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَآ أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ أُوْلَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ}، فالواجب إمساك اللسان في القول في مثل هذه المسائل والحذر من المتقولين على العلم بالجهل والهوى لأن ذلك لا يؤدي إلا للاستهداف والاغرار بالشباب والتدليس عليهم بحججها الواهية والتمويه على عقولهم بمقاصدها الباطلة قال سبحانه عز وجل: {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ}. وفي الختام أشكر فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الرقيب رئيس محاكم المنطقة الشرقية المساعد والمشرف على مشروع قافلة الخير وجميع القائمين على مشروع القافلة على جهودهم الخيرة والشكر موصول لجميع من ساهم في هذا المشروع المبارك بإذن الله وأسأل الله أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير بلادنا وصلاحها. بدوره دعا رئيس محاكم المنطقة الشرقية المساعد الشيخ عبدالله الرقيب الشباب للانضمام للقافلة شاكراً الرعاة على ما قدموه من دعم لنجاح برامجها منوهاً في الوقت ذاته أن القافلة قد أضافت هذا العام شيئاً جديداً لتواكب طموحات رعاتها ومحبيها من ذلك الملتقى التربوي بشهر شعبان وبرنامج رمضانيات في شهر رمضان المبارك وملتقى الأشبال في شهر ذي الحجة بالإضافة إلى هذا المخيم والملتقى النسائي. وأكد الرقيب خلال كلمته أن الأمة الإسلامية لم تُبْتَلَ بشيء أعظم مما ابتليت به في عقدنا الحاضر في بعض شبابها ممن تنكبوا الصراط المستقيم ونهجوا منهج التكفير وارتكبوا من الجرائم والأعمال التخريبية ما تقشعر له الأبدان هنا وهناك حتى أصبح المسلمون في دائرة الاتهام وذاق إخواننا المسلمون الويلات والنكبات بسبب ذلك في كثير من بقاع العالم، وأضاف لابد من معرفة الداء وعلاجه وذلك بالرجوع إلى كتاب الله وسنة رسوله والرجوع إلى العلماء وأن نعرف مكانتهم ولولاة الأمر قدرهم وما يقومون به حفظاً للدين والنفس والمال والعرض وأن نبتعد عن أولئك الذين يتصيدون للشباب. كما تم خلال الحفل تكريم الرعاة الرسميين والإعلاميين لمخيم الشباب الترفيهي وعدد من المؤسسات والمصانع والشركات، وفي ذات السياق أبدى الجمهور الكبير الذي تدفق على المعارض إعجابهم الشديد بمرافق القافلة والمستوى الطيب الذي وصل إليه كوادرها وذلك بتنفيذها البرامج والفعاليات بحرفية.