قبل 6 أشهر فقَدَ وفجع الوطن والمجتمع التعليمي والثقافي علماً بارزاً من أعلامه ذلكم هو د. عبدالله بن ناصر الوهيبي رحمه الله رحمة واسعة وجميع موتى المسلمين. لا يُشكك أحد ممن عرف هذا الرجل بمجهوداته الكبيرة سواء في المجال التعليمي أو الثقافي على مستوى الوطن. ففي المجال التعليمي فهو من الرعيل الأول الذين عاصروا نشأة جامعة الرياض آنذاك (جامعة الملك سعود) حالياً وأستاذ جامعة مشهود له بالخير. وهو من السابقين الأولين ممن ساهم في إنشاء المكتبة المركزية في جامعة الملك سعود والساعين حثيثاً بتزويدها بنفائس المخطوطات والكتب. وفي المجال الثقافي فهو فريد من جنسه من ناحية الاطلاع الدؤوب والمتواصل، فهو إلى آخر أيامه وهو يقرأ بمعدل 8 ساعات يومياً دون كلل أو ملل، ومن ثم تكون فرصة لمن يقابله أو يجالسه في جلسته اليومية لينهل من هذا البحر الغزير الذي يتفجر في كل التخصصات يصاحبه في ذلك حُسن خُلق وتواضع جم ولين جانب وكرم حاتمي. وها هو يرحل عن دنيانا الفانية وتمر 6 أشهر دون أن نرى أي تكريم لهذا الرجل الذي قدم الكثير الكثير لوطنه سوى تكريم خميسية علاّمة الجزيرة العربية الشيخ حمد الجاسر رحمهم الله جميعاً التي خصصت يوم الخميس 18-1-1426ه للحديث عن الراحل الكبير في صباحية مميزة يُشكر القائمون عليها. وأكاد أجزم أن كل من عرف هذا الرجل الذي سكن حي الملز منذ عام 1380ه حتى رحيله، إلا ويتمنى أمنية صادقة أن يرى تكريماً يليق بمكانة هذا الرجل على مستوى الوطن مُتمثلاً إما بتسمية أحد شوارع حي الملز الرئيسية أو أحد المرافق التعليمية باسمه، ليكون شاهداً على عطاءات هذا الرجل وأنموذجاً يُحتذى للأجيال القادمة، وأرجو أن يكون من بينهم من يمشي على خُطى راحلنا الكبير. وأنا في هذا المقام ومن منبر الجزيرة الغراء أدعو معارف ومُحبي الفقيد وعلى رأسهم - صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض - وهو من أكثر الناس معرفة بهذا الرجل وبما قدمه لوطنه ومجتمعه، بتكريمه تكريماً يليق بمكانته. وهذا أقل القليل بحق أبي ناصر غفر الله له وجمعنا به في جنات عدن والحمد لله رب العالمين.