كثير من الرجال يودون أن يعملوا ويبذلوا في أوجه الخير ولا يستطيعون ذلك؛ لأن النفس البشرية لديهم لم تجبل على العطاء، فكان الإنفاق عليهم ثقيلاً.. وأصبح القلب منهم بخيلاً..!! وهناك من يبذل بسخاء راجياً من مشى لرضاه في غسق الدجى، منفقاً متصدقاً.. لا يرجو بإنفاقه إطراء إعلام.. أو شعر نظام، بل بذل لله رب العالمين، وأنفق فلم تعلم شماله عن مد اليمين. عبدالعزيز بن علي الشويعر مثال يحتذى به في الإنفاق.. من أكبر رجال الأعمال في البلد، معلم فاضل خدم الوطن ودرس جيلاً كاملاً، ورجل أعمال يشار له بالبنان.. تتبعت بشكل مبسط بعض ما نشر عنه في إنفاقه في أوجه الخير فوجدته باذلاً بسخاء، ليس لتلميع إعلام؛ ولكن لخدمة البلاد والمجتمع، لذلك لم يبنِ حدائق أو متنزهات، حتى وإن كانت ضرورية، ولكنه جعل أغلب تبرعاته في سلكي التعليم والصحة، ولكم أن تتخيلوا مدى الفائدة العائدة على الناس من هذه التبرعات العديدة، والتي أطرح بعضها على سبيل المثال لا الحصر، كتبرعه بتوسعة جزء من مستشفى النقاهة بالرياض، وتكفله بمبلغ 3.000.000 ريال لبناء مركز الرعاية الصحية، ودعمه للهلال الأحمر بمبلغ مليون ريال، ومساهماته الكبيرة في تأسيس جامعة الأمير سلطان ومكتبة الملك فهد ورعاية الموهوبين التي هو من أول مؤسسيها. ثم بنائه في مسقط رأسه (جلاجل) روضة للأطفال ونادي سدير، واستحداث (جائزة جلاجل للتفوق العلمي)، وإنشائه لمركز الرعاية هناك أيضاً، وليس في هذا ضرر بل فائدة تعم على الجميع من سكان جلاجل وما جاورها، إضافة إلى دعمه اللامحدود لأصحاب الاحتياجات الخاصة والأيتام، وذلك من خلال إسهامه بمبلغ ثلاثة ملايين ريال لمشروع الإسكان الخيري، ودعم جمعية الأيتام بمليوني ريال، ومليونين آخرين نصفهما لتأسيس مركز الأمير سلمان الاجتماعي، والنصف الآخر لتأسيس جمعية رعاية الفشل الكلوي. ليس هذا كل شيء من أعمال الشويعر الإنسانية، بل هو ما حصلت عليه من بحث بسيط، وما دفعني إلى طرح مثل هذا الموضوع ليس التلميع لرجل أعمال، ولكن كتابة لعلها تكون محفزة لرجال الأعمال الآخرين في البذل والعطاء؛ فكثيراً ما طغى علي إعلامنا أخبار البعض وصورهم (بالبشوت) والتبرعات الضخمة ولكن لمن؟ إما لهدايا بطولة كروية، أو لإنشاء مراكز خاصة، ولم نقرأ عمّن تبرع لإنشاء مركز خيري أو مصح لرد دين الوطن عليه وتقربا إلى خالقه ومغنيه، إلا قلة. رجال الأعمال الأثرياء في هذا الوطن كثير، وأسال الله أن يزيدهم غنى وطاعة، ولكن الباذلين قلة، ولو فعل جلهم مثل ما فعل الشويعر وأمثاله من أهل الخير، لتحسنت أمور كثيرة هنا. فمن خلال تجربة شخصية كنت خلالها في الكويت وهي دولة غنية، دخلت أحد أكبر المستشفيات الحكومية، ووجدت أن كل دور فيه يختلف تأثيثاً وألواناً عن الذي قبله، بل وتجد في مدخل الطابق لوحة شكر لاسم من أسماء أهل البلد يكون قد تكفل بترميم الطابق على نفقته الخاصة، فيكون قد بذل لله صدقة عاد نفعها على الكثيرين، ويكون قد رد ديناً لأرض أقلته.. وسماء أظلته، فهل لنا في مشاركة أكبر بين رجال أعمالنا وسبل الخير. بقي أن أعود للرجل الفاضل عبدالعزيز الشويعر، سائلاً الله أن ينفع به، وأن يزيده في ماله وفي طاعته. ورسالة أوجهها لكثير من رجال الأعمال أقول: من يفعل الخير لا يعدم جوازايه لا يذهب العرف بين الله والناس [email protected]