قال الله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}. من منطلق هذا المنهج الإسلامي العظيم في تكريم أهل الإيمان وأهل العلم ورفعهم درجات في الدنيا والآخرة ينبثق منهج هذه الدولة المباركة في تكريم العلماء ومن منطلق هذا النهج المبارك يخصص الديوان الملكي يوماً في الاسبوع يستقبل ولاة الامر - حفظهم الله- العلماء، يجلسون معهم ويستمعون إليهم، وينزلونهم منزلتهم من التقدير والاحترام الواجبين، وقد اتسعت مساحة هذا المنهج المبارك لتشمل الناس كل الناس في هذا البلد الأمين من إجلال العلماء وتقديرهم وتكريمهم. كما شاركت في ذلك كل مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية كل بطريقته الخاصة، ومن ذلك ما قام به نادي القصيم الأدبي في الأيام القليلة الماضية حين دعا إلى تكريم العالمين الجليلين معالي الشيخ محمد بن ناصر العبودي، وفضيلة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالرحمن المسند، برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم- حفظه الله-. جميل أن يتم تكريم العلماء في حياتهم، جميل أن يشهدوا تقدير المجتمع لجهودهم وعطائهم في خدمة العلم الذي هو من أهم مقومات نهضة هذا البلد. جميل أن تحتفي المؤسسات الثقافية والاجتماعية بالعلماء فتسلط الضوء على إنجازاتهم التي استحقوا بها هذا التكريم. وأجمل من هذا لو توسعت المؤسسات الثقافية والاجتماعية بمضمون مبادرة نادي القصيم الأدبي وإطارها فجعلت من هذه المبادرة تقليداً سنوياً ثابتاً لدى كافة المنتديات الأدبية والثقافية، وكافة المؤسسات ذات الصلة بالعلم والمعرفة والثقافة بحيث يتم تخصيص (أسبوع) من كل عام لتكريم عدد من العلماء المختارين على مستوى المملكة، على أن يتضمن برنامج هذا الأسبوع بعض المحاضرات والندوات التي تؤرخ لمسيرتهم وتبرز جهودهم وعطاءهم، وحبذا لو يتضمن هذا الاسبوع معرضاً لكتبهم وبحوثهم ودراساتهم، ويمكن إضافة كثير من الفعاليات التي من شأنها إنجاح هذا الاسبوع الذي ندعو إليه، وليكن تحت شعار (أسبوع الوفاء بتكريم العلماء) أو أي شعار آخر يعطي الانطباع من الوفاء لجهود هؤلاء العلماء. شكراً لنادي القصيم الأدبي وكافة العاملين به على ما قاموا به تجاه علماء الأمة، وفي مقدمتهم سعادة الأخ الدكتور حسن الهويمل لعطائه المتميز في خدمة الحركة الثقافية بالمملكة، والشكر قبل للرعاية الكريمة التي أحاط بها صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم هذا الاحتفاء بما يعكس تقديره الشخصي للعلم والعلماء، ولا أحسب أحداً يجهل فضل الأمير- وفقه الله- في الارتقاء بمعطيات الحركة الفكرية والعلمية والثقافية في منطقة القصيم، والشكر موصول للفعاليات الأهلية في القصيم التي استجابت لهذا التكريم وتفاعلت معه.
