لم أكن أعرفها من قبل، تلك الشقراء..! لم أكن أفكر بأن أزورها من قبل، تلك الحلوة..! لم أكن أظن أن يأخذني أحد من أصدقائي لرؤياك يا خضراء..! وأخيراً.. وبعد ان أمضيت أربعة وأربعين عاماً، هنا في الرياض، بعد أن انتقلت مع الزملاء في مديرية الزيت والمعادن بجدة، إلى العاصمة الشماء - الرياض - لنعمل في وزارة البترول والثروة المعدنية، حان الوقت لتلبية نداء العزيز الغالي أخي الكريم محمد القشعمي، وتفضله بدعوتي لزيارتك يا شقراء الوشم.. ولم يبق لدي إلا أن ألبي النداء والدعوة.. فذهبت إليك يا حلوة يا شقراء مع صحبة من خيرة القوم الأدباء والمثقفين ورجال الفكر والأدب والثقافة.. لنحتفي برجل فاضل وأديب خلوق وإنسان بارز وعلم في دنيا الثقافة والأدب السعودي سعد البواردي.. وكانت أمسية ثقافية أدبية اجتماعية ثرية، امتلأت أرجاء (نادي الوشم) بشقراء بأريجها وأريحية أهل النادي الأكارم وفي مقدمتهم رئيس مجلس إدارة نادي الوشم سعد بن محمد أبو عباة.. هذا الرجل الكريم الخلوق الأبّي الذي لا تفارق الابتسامة محياه وهو يلقاك في محبة وحنو وبشر أخاذ.. ويرحب بك كأنه يعرفك منذ فترة طويلة من عُمر الزمان..! وأمضينا نحن المدعوين إلى الاحتفاء بأستاذنا الكبير سعد البواردي (سويعات) الأمسية الحلوة، نستمتع.. نُصفي.. نُشاهد.. نُستمع لكلمات وقصائد جميلة راقية، ممن سخروا أقلامكم لمناسبة تكريم (أبي عبدالرحمن) في ليلة عرسه الثقافي الأدبي الكبير..! إنها لمسات الوفاء والصدق والإخاء.. إنها أحاسيس القلوب المليئة بالمحبة والعرفان.. إنها (أرجوحة) الحب الأخوي الخالص لمن أعطى وأفنى زهرة شبابه في خدمة المجتمع والناس.. إنها ليلة عرس شباب شقراء الحلوة، احتفاء بابنها البار، ورجل من الرجال الأخيار الذين سطروا بمداد من الذهب (مسيرة الوشم) أرضاً وبناء وأناسي كراماً بررة من عباد الله الصالحين.. يعيشون في تلقائية محببة ودودة خالصة.. صدقوني لقد ندمت لأنني قد أمضيت هنا بالرياض، نيفا وأربعين عاماً، دون أن أسعى إلى رؤياها تلك (الشقراء) الحلوة: شقراء الوشم.. وكان حرِّياً بي أن أبدأ الوصال والتعرف على محبوبتنا الجميلة (شقراء).. بيد أنني عزيت نفسي وقلت: كل شيء بأوانه يا أبا هشام.. وكل شيء مُسَيَّر بأمر الله جل جلاله.. وعندما شاء الله وكتب لي أن أراك يا حلوة يا شقراء.. جئت لأنال وصالك ومحبتك.. والتعرف على السعداء الذين يسكنون فوق أرضك.. وفي رحابك.. ويتمتعون بجمال خضرتك وبهائك..! والشكر موصول لأحبتي: سعد أبو عباة ومحمد الحسين ومحمد القشعمي.. جزاهم الله خير الجزاء وأثابهم حسن الثواب.