لقد اطلعت على ما كتبه الأخ المرشد الطلابي محمد الغامدي يوم الجمعة 20- 3-1426ه بعنوان: (لكيلا يقتل الإبداع لدى المعلمين)، رداً على مقالة حمد القميزي بعنوان: (هل التحضير اليومي للدروس من ضروريات المهنة). أولاً: نحترم كل من يتواصل حول موضوعات التربية والتعليم سواء خالفنا الرأي أو وافقنا. ثانياً: الرغبة في التغيير لا يعني اجتثاث الماضي ولكن تصحيحه ولسنا ممن يقول من ليس معنا فهو ضدنا. ثالثاً: إذا وجدنا المعلم المبدع، المعلم المخلص بالشكل الذي يسد 80% على الأقل من احتياج مدارسنا فسوف أتفق معك بأننا لسنا بحاجة إلى سجل التحضير اليومي. رابعاً: إذا كان المعلم مبدعاً فهو مبدع لن ينتقص من إبداعه إن حضَّر درسه. خامساً: فرضاً أنك حضرت درساً لأحد زملائك في المدرسة - ولن أقول حضر مشرف لحساسية موقفك من المشرفين - فقلت لزميلك لو أنك مهدت لدرسك بذكر القصة التاريخية الفلانية فإنها الأكثر تأثيراً مما قلت، فقال لك: لم يخطر ببالي إلا هذه القصة سوف ترد عليه بقولك: لماذا لم تقرأ الدرس - ولن أقول تحضر الدرس فهذه الكلمة أيضاً حساسة - وتعد له، لماذا تركت الموضوع عشوائياً تقول ما خطر على بالك وتنسى ما لم يخطر على بالك. سادساً: ذكر المرشد الغامدي أن الأهداف كتبت ولم يبدعها وهذا هو المطلوب وهو الرائع، متناسياً أن التعليم في المراحل الثلاث يسمى بالتعليم الإلزامي، الذي فيه نحدد السقف الأساسي للأهداف التي ينبغي أن يحصل عليها كل طالب وطالبة فإن أبدع المعلم والمعلمة فذاك المطلوب والأروع. سابعاً: إن لتحديد الأهداف أهمية أخرى فالكتاب المدرسي يحتوي على كم من المعلومات فهل كل ما يحتويه الكتاب هو مجال هدف نسعى لتحقيقه أم أن هناك معلومات سبق دراستها وجاءت في المنهج بقصد الربط وهناك ما جاء بقصد التمهيد أو التوضيح وما إلى ذلك فهل كل معلم مدرك لذلك أم نترك الحبل على الغارب فتتفاوت الأهداف من معلمة لأخرى وقد شاهدنا بعض المعلمات من تركز على هوامش الدرس جاعلة منها أهدافاً أساسية، وسوف تقول: لماذا لا نركز على إعداد المعلم والمعلمة تربوياً.. أقول نعم هذا مطلوب ولكنه يتجاوز النقاش في سجل التحضير أي إذا أعددنا المعلم المدرب فلنتناقش في جدوى سجل التحضير من عدمه. ثامناً: ذكر الغامدي أن المعلم يعيد كتابة ما ذكر في الكتاب ونحن معك ولسنا مع التحضير بالطريقة التقليدية ولكن كما قلت (لسنا مع خذه كله أو ارمه كله) والمطلوب هو إعادة النظر في طريقة التحضير وما ينبغي أن يحتويه هذا التحضير وأجد أن الأخ الغامدي خلط ما بين سجل المعلم وموضوع التحضير نفسه، فسجل المعلم هو ما يمثل جميع نشاطات هذا المعلم بدءًا من جدول الحصص والمعلومات الأساسية عنه وجميع إنجازاته في المدرسة وغيرها والدورات التي حضرها أو شارك فيها.. الخ. بينما تحضير الدرس هو تلك الوريقات التي يكتب فيها كيف سيؤدي درسه وهي موضوع نقاشنا، والتي أرى أنه ينبغي أن تحتوي على: 1- الأهداف المراد توصيلها للطلبة حتى تكون موضع التركيز فلا يقف المعلم في الحصة سارداً معلومات فحسب، ظناً أنه طالما ذكر كل ما في الكتاب فهو حتماً حقق الهدف (إن لم تذكر الأهداف في الكتاب). 2- الأسلوب الذي سيستخدمه في التمهيد للدرس (قصة، صورة، واقعة،...) فالتمهيد مهم لأنه عامل تشويق واستمرار اهتمام الطالب والطالبة بالحصة وكذلك التنويع فيه. 3- الطريقة التي سوف يستخدمها في عرض الدرس نفسه فهناك المعلمات والمعلمون الذين لا يجيدون إلا طريقة الوقوف والإلقاء وطرح السؤال مختزلين كل الحصة في إعطاء المعلومة فقط. 4- الرسائل وأوراق العمل المستخدمة. 5- الأمثلة الإضافية غير الموجودة في الكتاب والمسايرة للواقع المجتمعي والعلمي، فهي عملية انتقاء وتخطيط وليس ما يخطر على البال في حينها. 6- الواجب المنزلي إذا رأى المعلمة والمعلم إضافة الجديد على ما وجد في الكتاب. بظنك يا أخ محمد كم سطراً سيكتبان - المعلمة والمعلم - لن تزيد على عشرة أسطر - سيكونان قد خططا ورسما إستراتيجية عامة للدرس لا عشوائية في الأداء، فتحضير الدرس لا يقتل الإبداع كما يدعى ولكنه ينظم الأداء المتوقع وهذا لا يتنافى مع المرونة بالزيادة وحذف ما أعتقد أثناء الحصة عدم جدواه ولكنه يسجله في نهاية درسه في سجله ليبني عليه خططاً معدلة مستقبلاً. قد تكتب المعلمة والمعلم التحضير للدرس ولكن لا يؤديان في الحصة ما كتباه، نعم هذا وارد - بينما أيهما أفضل أن يكتبا ويشجعا على القول أم لا يكتبا ولا يقولا، يا دعاة دفن سجل التحضير - عندما تدون المعلمة والمعلم الخطوات السابقة نستطيع على الأقل أن نعرف أن لديهما إطاراً نظرياً تربوياً حول الطرق والوسائل والإستراتيجيات من عدمه وإن لم تنفذ في الواقع فهما لديهم ولكن يحتاجان للتفعيل ناهيك من ليس عنده شيء فكيف يفعل. أراك يا أخ محمد سللت سيفك على كل مشرف تربوي ونسبت له العقل المتحجر والأفكار القديمة فإن كان لك موقف مع أحدهم فلا ينبغي تعميمه ثم لا تنس أن وزارة التربية تسقي الإشراف التربوي وغيره بالقدرات الشابة والجديد، فالمشرف هو معلم أثبت جدارته وعايش كل ما يعيشه المعلم الآن والتطوير يتم على كل المستويات معلم ومشرف ومدير وكل مسؤول في التربية، ولا يمكن أن نتناسى الجهود الرائعة التي تقوم بها وزارة التربية وما نأمله أن نجد لها صدى أقوى في الميدان التربوي. وكما بدأت أختم.. أعطني معلمة ومعلماً مبدعاً مخلصاً ثم ارم سجل التحضير في البحر. نعيمة موسى الكلثم مشرفة تربوية لعلم الاجتماع محافظة الأفلاج