قرأت ماكتبته الأخت مشاعل العيسى بعنوان سهام تصيب الهدف بفكر متطور دفاعاً عما طرحته الأستاذة سهام الشارخ حول مسألة غياب المعلمات وأرى أن مشاعل قد أصابت الهدف هي أيضاً في هذا الجانب فالأستاذة سهام شخصية قيادية متزنة لم تكتب ماكتبته من فراغ بل من واقع خبرة طويلة في مجال التربية والتعليم والأمر بالفعل يحتاج إلى دراسة ومعالجة لاسيما إذا سلمنا بما ذكرته الأستاذة مشاعل من وجود نماذج ترى في الغياب تسلية ومتعة ونماذج أخرى منتظمة تستحق التكريم وإن كنت أرى أنه غير كاف فهو لايتجاوز شهادة تقدير لاتدري عنها باقي المعلمات وكأن الأمر سر وليس تكريماً. أما الجانب الآخر الذي تناولته الأخت مشاعل فهو جو الإشراف الذي وصفه غيري بالتسيب الأمر الذي أثار مشاعل فراحت تكيل المدائح للمشرفات وكأنهن ملائكة! والسؤال هنا يطرح نفسه لماذا نعالج القصور في عمل المعلمة ولانسلط الضوء على عمل المشرفات؟! ألاترين يامشاعل أنك جانبت الصواب وأنت التي تقولين إن العملية التعليمية والتربوية عمل تكاملي جماعي! لقد قلت إن عمل المشرفات يتم وفق نظام دقيق وهذا غير صحيح. فالبعض لاتحضر إلى المدرسة سوى الحصة الثانية أو الثالثة وترفض وبشدة تدوين حضورها لدى المديرة لأنها ترى في ذلك هدراً لكرامتها وفي المقابل هناك من تطلب بنفسها سجل الحضور التزاماً بالتعليمات وإن لم تكن مقتنعة. أما ما يخص الحضور لمكتب الإشراف فالحضور والإنصراف بالكرت لم يتم إلا في وقت قريب على الرغم من اعتراض الجميع ولكنها التعليمات!!! ولقد بالغت كثيراً وجاوزت الحقيقة حين ذكرت ان الخروج بعد ساعة من وقت الدوام واسألوا حارس المركز!! فمنظر سيارات الموظفات عندا البوابه قبل انتهاء الدوام بساعة يأتيك بالخبر اليقين. أما ماذكرت عن الأعمال المضافة للمشرفات التربويات وإن كنت وللإنصاف أرى أن فيها إرهاقاً وعبأً على المشرفة مما أدى إلى التهاون والتقصير فمتابعة وصول الكتب تتم بالهاتف والمشرفة على الامتحانات تأتي في اليوم الأول لأخذ التقرير وتخرج قبل بدء الفترة الثانية ثم تحضر لأخذ التقرير الشامل في آخر يوم للامتحانات ولا أبالغ إن قلت البعض تطلب إرساله لمكتبها وللأمانة أيضاً هناك نماذج تستحق الإشادة فهي تعمل بإخلاص أما عمل المشرفات فأسألي عنه المعلمات اللاتي يعانين من أمزجة المشرفات فلكل رأيها وخطتها في كراس التحضير واعداد الدروس وطريقة شرح الدرس وليس هناك أسس ومعايير ثابتة لهذا الامر ولا أبالغ إن قلت إن الواحدة تطلب أموراً هذا العام وتأتي العام التالي وتغير كل ماذكرته مما أوقع المعلمات في حيرة وأربك عملهن وزاد من تذمرهن وضيقهن، والأهم من ذلك هو خواء بعض المشرفات علمياً فهي لاتكاد تزود المعلمة بأي جديد في المادة العلمية أو حتى تصوب خطأ وقعت فيه المعلمة لكنها معذورة ففاقد الشيء لايعطيه ولا أدري كيف يتم اختيار هؤلاء المشرفات؟!! أما المشرفات الاداريات فحدث ولاحرج فالغالب - إلا من رحم ربي - لاتعرف من عملها سوى التفتيش وتصيد الأخطاء ولا أدري لماذا تم تغيير مسمى عملهن؟! فلا هم للواحدة سوى السجلات وترقيم الصفحات وتزيين مبنى المدرسة وحتى تحولت المباني المدرسية إلى قاعات للحفلات لكني لا ألوم المديرة التي اقتصر تقييمها على ذلك!! ألا يشكل ذلك هدراً للمال والوقت والجهد؟ ألا تعي المشرفة الإدارية أن الهدف من عملها هو الارتقاء بأساليب المدرسة التربوية والتعليمية والادارية وتوجيهها نحو تحقيق الاهداف وتزويد المدرسة بكل جديد في هذا الجانب ومتابعة تنفيذه من خلال مستوى الطالبات العلمي وسلوكهن؟!! كل ماسبق لم أذكره يا أخت مشاعل من تصورات وتخيلات بل من خلال معايشة لواقع المشرفات. كمعلمة ومديرة والذي دفعني لكتابة في هذا الموضوع هو المطالبة بدراسة حال المشرفات ومعالجة القصور في عملهن باعتبار أنهن طرف مهم في العملية التعليمية كما أرجو أن تشمل هذا المعالجة جميع الأطراف حتى الطالبة التي هي محور العملية التعليمية كما ذكرت. والله أسأل أن يرزقنا الإخلاص في العمل ويوفقنا إلى مايحبه ويرضاه.