المتتبع لمسيرة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض يجدها مسيرة حافلة، وزاخرة بالأعمال الإنسانية، بل يجدها موسوعة خيرية يصعب اختزالها من خلال الكتابة أو الحديث عنها. فحب العمل الخيري بمختلف أطره وأوعيته متأصل في نفس سموه، وممارسة الأعمال الإنسانية والحث عليها ودعمها، صار جزءاً أصيلاً في ثقافته العملية والحياتية. مسؤولياته المتعددة تجاه إمارة منطقة الرياض لم تشغله عن الالتفات إلى حالات الفقراء والأرامل والمعاقين والأيتام وتقديم الأعمال التي تخفف من معاناتهم وتجفف دموعهم.. في كل جزء من وقته لحظات يقتطعها الاهتمام بفعل الخير والعمل الإنساني بشكل عام. لكن فئة الأيتام التي افتقدت عائلها، وافتقدت الحنان تجد في قلب الأمير سلمان متسعاً يمدها بحنان الأبوة ويزرع في طريقها الأمل والسعادة.. وما يبذله تجاه هذه الفئة العزيزة والغالية على قلوب كل الناس يمثل لهم البلسم الشافي لجراح آلامهم.. يجدونه أباً للجميع وداعماً قوياً للجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان) فكل يتيم من بين أكثر من أحد عشر ألف يتيم ويتيمة، يجد في عطف الأمير سلمان حنان الأب ورحمته وعطفه وبالتالي لا يحس بالفقد.. ويخف شعوره بالحرمان، وتزداد نفسه فرحاً وسروراً وسعادة وهناء. دعم الأمير سلمان ومساندته لمختلف ميادين العمل الخيري والإنساني لا يقف عند حد الدعم الشخصي، خصوصاً تجاه الأيتام الذين يوليهم اهتماماً خاصاً، بل يتعدى ذلك إلى حث الموسرين ومحبي عمل الخير من الأغنياء ورجال الأعمال والمقتدرين إلى دعم الأيتام، وجمعيات إيوائهم، ولحسن بلاغة أمير الإنسانية وتأثير كلامه ورقته واحساسه المرهف يكون دعم الآخرين سخياً كسخائه، وسريعاً كسرعة بديهته وقوياً كقوة دعم سموه للأيتام.. فهو ينطلق في مخاطبة الداعمين من المعاني الإنسانية والمبادئ والقيم الإسلامية ليكون المردود عطاء يفوق التخيلات. ويعرف عن أمير الخير والإحسان أنه يرعى العديد، بل العشرات من الجمعيات الخيرية والهيئات الإنسانية, حتى صار هذا العمل يسري في جسد سموه كجريان الدم.. فلا تجد عملاً خيرياً ولا إنسانياً إلا اقترن باسم سموه الكريم.. ولا يُعرف الخير ولا الفضل إلا بأهله. ولا نستطيع أن نحيط الأمير سلمان ثناءً ووصفاً، فهو أمير الخير.. وهو قامة إنسانية سامقة، وشجرة عطاء مثمرة في كل المواسم.. أصلها ثابت وفرعها يمتد عالياً يداعب الرياح ويتنسم نفحات الخير والبر والإحسان أينما وجدت، فيكفي أن في رحابة صدره متسعاً لهؤلاء الأيتام الصغار، وفي مساحة زمنه حيزاً للبحث عن حلول لقضاياهم ومشكلاتهم حتى يشبوا عن الطوق ويدخلوا معترك الحياة، وقد أهلتهم الجمعية خير تأهيل. إن ما يجده الأيتام من رعاية واهتمام ودعم، من سمو أمير الرياض وما يقتطفه من وقته الثمين لمعالجة مشكلاتهم وإدارة شؤون الجمعيات التي تعنى بهم، إنما هو إحساس أبوي صادق تجاههم وهم يلمسون فيه الحنان والعطف الذي يلبي حاجتهم لهذا الجانب.. وهذا الاهتمام الكبير لهو فيض من إحساس الداخل تجاه فئة الأيتام والمحتاجين، يعبر عن مكنون النفس ومشاعر القلب الرقيق. ويجيء عطاء الأمير سلمان في المقدمة دائماً، فقبل أن يدعو غيره يكون عطاؤه قد وصل، وازال دمعة من على خد يتيم باك أو خفّف لوعة جائع يتضور أو مريض يتأوه.. ثم ينهمر غيث العطاء من محبي الخير ومحبي الأمير الإنسان الذين يرونه مثالاً يحتذى في الأعمال الخيرية والإنسانية. ويصب عطاء الداعمين والمنفقين والمتصدقين، في وعاء جمعية رعاية الأيتام التي ترتكز في عملها وأنشطتها على أسس الدين المتينة، ومبادئ العقيدة الراسخة، وتعمل على توفير موارد الدعم التي تسيّر شؤونها بالكيفية التي تكفل لها رعاية هذا العدد الكبير من الأيتام وتوفر لهم الإعانة والإيواء، وتسيّر مشروعاتهم الأخرى، الثقافية والتربوية والتدريبية والتأهيلية. إنه جهد كبير ومقدر، وعمل خيري سام ورفيع، يهتم بشريحة من يكفلها يرافق الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلم في الجنة، كما قال (أنا وكافل اليتيم كهاتين) مشيراً إلى سبابته والوسطى. ويتولى الأمير سلمان الجانب الأكبر في هذا المجهود ألا وهو جانب الرعاية والدعم والاهتمام.. وهو دور يعشقه ويقوم به بحماس واخلاص لمعرفة ما فيه من نفع للأيتام، وخير في دار الجزاء. تقبّل الله من الجميع.