تشرفتُ كغيري من المهتمين بالشأن الإنساني في المملكة الحبيبة بحضور اجتماع مجلس إدارة الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام التي يرأس مجلس إدارتها سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض. وقد جاء الاجتماع هذه المرة يحمل في طياته حناناً وعطفاً وأبوة خالصة وينبوعاً متدفقاً من الدفء والرعاية ظهرت جليّا في تقاسيم وجه ولغة سمو أمير الرياض الذي عرفه الناس من خلال تجارب إنسانية فريدة امتدت بها يده الحانية وما زالت للأيتام والأرامل والثكالى وفاقدي الأبوين في وقتٍ انقسم فيه الناس الى فئتين واحدة قتلتها التخمة والرفاهية والنعومة والسمنة والبدانة المفرطة، وأخرى انزوت في ركن قصي تُكابد آلام الجوع وأمراض الفقر والمسغبة وضيق ذات اليد وقلة الداعمين وشح القادرين. في وسط هذه المعادلة غير المنصفة نجد ان أميرنا الإنسان سلمان قد انحاز بكل ما أوتي من خصائص فريدة اختصه بها رب العباد إلى معسكر اليتامى والأرامل والمساكين، وما أنشأه لأجل ذلك يقفُ شاهداً وناطقاً بما نروي ونتحدث ودونكم مركز الأمير سلمان الاجتماعي الذي يُعد واحداً من أهم الروافد والشرايين المغذية للجسد الاجتماعي المسلم الذي امرنا خير البرية وخاتم الأنبياء بأن نكون حريصين على تماسكه «المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا» وإذا اشتكى من هذا الجسد عضو واحد تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى. وإذا ما حاولنا تعداد وحصر مشاريع سموه الخيرية الظاهر منها والمستتر فإننا نكون غير صادقين مع أنفسنا ومع غيرنا، لذا فإني استرشد فقط بما قاله في بداية ترؤسه اجتماع مجلس ادارة الجمعية حيث قال«يعلم الجميع ان فئة الأيتام الغالية على قلوبنا تعتبر إحدى فئات مجتمعنا الحبيب، وكان لابد من تقديم الدعم والرعاية لها، ومن اجل ذلك نشأت الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض والتي دأبت منذ انطلاقتها الأولى على توفير القدر الممكن من العناية بهذه الفئة وحققت في ذلك نجاحاً ملموساً بما ساهمت به وقدمته لهم من الرعاية التربوية والاجتماعية والمالية». ومن كلام سيدي سلمان فإني أستشف ما تضطلع به الجمعية بهذه الشريحة التي فقدت عائلها بسبب أو بآخر ولكن تبقى أمانة الصغار في أعناق الأحياء ذوي المروءة، الرجال الأوفياء الذين تفيض قلوبهم حناناً وتتدفق أياديهم البيضاء عطاءً مدراراً في السر والعلن لا يرجون من احد جزاءً ولا شكوراً إلا ابتغاء مرضاة رب العالمين ومسح دموع الحزانى واستبدال ذلك بالفرح المقيم. ليت نداءات سيدي الأمير سلمان لرجال المال والأعمال تجد آذانا صاغية وتجاوباً للتجارة الرابحة التي وعد بها رسولنا الكريم حينما قال «أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين» مشيرا بإصبعيه الوسطى والسبابة الشريفتين. بارك الله في جهود القائمين على الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام وجزى الله الداعمين خير الجزاء، وبُورك في سعي الأمير الإنسان سلمان وصولاً الى المقاصد السامية من وراء العمل الخيري الجليل في كفكفة الدموع المنسابة على الخدود البريئة ومساواة المحرومين بالذين أعطاهم الله بسطة في العلم والجسم، وأمد الله في أعمار ولاة أمر هذه البلاد المباركة حتى لا يُحرم اليتامي من ظلهم الوارف ودوحاتهم المورقة وعطائهم الذي لا ينقطع، كيف لا وهم من أسرة عُرفت بالعطاء والسخاء وتطبعت على ذلك من لدن المؤسس الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه - وانتهاءً بآخر رضيع من سلالة عبدالعزيز الموحد. ولنا عودة مرة أخرى حول قضية كفالة الأيتام ومردودها الاجتماعي. [email protected] للتواصل: فاكس 014803452