بتقدير مفعم بالإعجاب تابع المواطنون الحملات الأمنية المعززة بجهود رجال الحسبة لتطهير الأوكار الفاسدة في أكثر من منطقة في الرياض وبقية المدن السعودية الأخرى. ومع أن حي البطحاء كان له النصيب الأوفر من عمليات الدهم والتفتيش التي أوقعت بالعديد من عصابات الإجرام الخارجة على القانون بعملها على ترويج الأعمال غير الأخلاقية التي لا تهدف إلى كسب المال الحرام فحسب، بل أيضاً إلى تخريب أخلاق المجتمعات المسلمة، فإن العمل المهم الذي أنجزته الأجهزة الأمنية في البطحاء ومناطق أخرى في الرياض يجب أن يتواصل؛ حتى يتم اجتثاث كل بؤر الإجرام والفساد؛ فالذي كُشف وإن بدا كثيراً ومتشعباً، فإن ما خفي أكثر، وهو ليس في البطحاء فقط، بل هناك أماكن كثيرة في الرياض والمدن الأخرى يعرفها العديد من المواطنين ورجال الأمن، وأصبحت عناوين لكل فاسد وطالب حاجة لا يمكن الحصول عليها بالأساليب المشروعة. هي أماكن تتكون في البداية من تجمعات العمالة السائبة التي يطلقها مَن استقدموهم للعمل في مؤسساتهم التي هي في أغلبها وهمية. في هذه الأمكنة نفر قليل ينتظر فرصة عمل، بينما الآخرون - وهم الأكثرية - يتجهون للأعمال الإجرامية وغير الأخلاقية كترويج الأفلام والأسطوانات الجنسية، والبعض يتاجر في المخدرات وحتى في الجنس. ومع تفاقم هذه التجمّعات كان لا بدّ من تحرك الأجهزة الأمنية. ومع أن البداية انطلقت من الرياض فإن مدناً أخرى تشهد هي الأخرى تجمّعات مشابهة تصدّت لها عمليات ناجحة عدة كما حدث في الطائف. حال هذه المدن لا يختلف كثيراً عن حال الرياض التي تضمّ تجمعات أخرى غير البطحاء تشهد وجوداً كثيفاً لجاليات محددة؛ حتى لتشعر بأنك في مومباي، أو دكا، أو كراتشي، أو مانيلا. وعلى الرغم من أننا لا نجزم ولا يمكن أن نتهم الجميع بأنهم يمارسون أعمالاً غير قانونية إلا أنه في التجمعات الكبيرة التي تقتصر على جنسيات محددة يلاحظ أن غالبيتها تضمّ بين صفوفها خارجين على القانون وعلى السلوك الأخلاقي السوي، وهؤلاء يتنامون بسبب إهمال بل استهتار بعض المواطنين الذين يطلقون عمّالهم ولا يسألون عن مصادر الأموال التي تدفع لمؤسساتهم الوهمية شهرياً بعدما استقدموا كل هؤلاء المنتشرين في الرياضوجدة ومكة وبريدة والدمام وكل مدن المملكة تقريباً... فهل نشهد حملات موفقة كالتي أنجزها رجال الأمن والحسبة في الرياض؟