يطالب الزعماء العرب في ختام قمتهم المرتقبة بالجزائر بإجراء تعديلات في ميثاق الجامعة العربية ليتضمن فقرة تدعو إلى إقامة برلمان عربي، وفقاً لما جاء في نسخة من مشروع البيان الختامي. ووفقاً لما جاء في هذه النسخة المتسربة فإن الرؤساء العرب جددوا التزامهم بمبادرة السلام العربية التي أقرتها قمة بيروت، إلى جانب مساندة القادة لسوريا في مطالبتها باستعادة كامل أرض الجولان.. كما يتضمن مشروع البيان الختامي . ومن المنتظر أن يجدد القادة العرب الالتزام بمبادرة السلام العربية باعتبارها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة، ويؤكِّدوا أن تسوية القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي يجب أن تقوم على أسس الشرعية الدولية والمرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في قرارات الأممالمتحدة ذات الصلة ومبدأ الأرض مقابل السلام وعدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة ومرجعية مؤتمر مدريد وبما يؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة كاملة عاصمتها القدس الشريف. ويتضمن مشروع البيان دعوة للجنة الرباعية لاستئناف العمل الجاد من أجل تحقيق السلام العادل والشامل على أساس هذه المبادرة وكذلك خطة خارطة الطريق. وفي هذا السياق يشدد الزعماء العرب على أن أي انسحاب أحادي الجانب من المناطق الفلسطينية يجب أن يكون جزءاً من خطة خارطة الطريق وانسجاماً مع تفاهمات شرم الشيخ وخطوة لتحقيق الانسحاب الكامل إلى خطوط 1967 تحت إشراف دولي. ويطالب القادة دول العالم والمنظمات الدولية والإقليمية بإدانة إقامة حائط الفصل (الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية) ويطالبون بوقف البناء فيه وإزالة ما تم بناؤه والتعويض عن الأضرار الناتجة عن هذا الحائط طبقاً لحكم محكمة العدل الدولية وقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة وتنفيذ القرارات الدولية التي تؤكِّد عدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة. ويؤكِّد القادة العرب عروبة القدس وعدم شرعية الإجراءات الإسرائيلية لضمها وتهويدها وتغيير طبيعتها وتركيبتها السكانية والجغرافية ويدينون الحائط المسمي (غلاف القدس الذي يستهدف تقطيع أوصال القدس وعزل سكانها الفلسطينيين عن امتدادهم الطبيعي في الضفة الغربية) كما يدينون الحفريات التي تهدِّد أساسات المسجد الأقصى ومحاولات تطبيق ما يسمى بقانون أملاك الغائبين. ويتضمن مشروع البيان الختامي للقمة العربية تأكيداً من الزعماء العرب بدعم ومساندة مطلب سوريا العادل وحقها في استعادة كامل الجولان العربي السوري المحتل إلى خط الرابع من حزيران - يونيو 1967م. كما يؤكد مشروع البيان أن استمرار احتلال الجولان السوري العربي المحتل يشكل تهديداً مستمراً للسلم والأمن في المنطقة والعالم ويدينون الممارسات الإسرائيلية المتمثلة في بناء المستوطنات وتوسيعها ويحثون المجتمع الدولي على التمسك بقرارات الشرعية. يؤكِّد المشروع إدانة القمة العربية لاستمرار إسرائيل في احتلال أراضٍ لبنانية ولانتهاكاتها المتكررة للسيادة اللبنانية. ويجدد القادة العرب دعمهم للبنان في استكمال تحرير أراضيه وفي مطالبته بالإفراج عن الأسرى والمعتقلين اللبنانيين في السجون الإسرائيلية ويطالبون مجلس الأمن بمنع الانتهاكات الإسرائيلية وضرورة تطبيق قرار الجمعية العامة رقم 194 الصادر عام 1948 القاضي بعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم ورفض كافة أشكال التوطين. يؤكِّد القادة العرب مجدداً احترام وحدة وسيادة العراق واستقلاله وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ويرحبون بكافة المبادرات الرامية إلى إجراء حوار وطني شامل ويؤكِّدون ضرورة مشاركة جميع أطياف الشعب العراقي في العملية السياسية بكافة مراحلها. ويدعو مشروع البيان الختامي الدول العربية الدائنة للعراق أن تعجل في إلغاء أو تخفيض ديونها. كما يدين أعمال الإرهاب والعنف كافة التي تحدث في العراق والتي تستهدف المدنيين ورجال الأمن والشرطة والقوات المسلحة والمؤسسات الدينية والإنسانية والمدنية. ويجدد القادة العرب دعوتهم مجدداً للحكومة الإيرانية إلى إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى والتوقف نهائياً عن اعتزامها إقامة نصب تذكاري على جزيرة أبو موسى التابعة لدولة الإمارات العربية المتحدة ويعتبرون ذلك تغييراً في واقع الجزيرة وانتهاكاً لمعالمها التاريخية والحضارية وتعدياً على حقوق وسيادة دولة الإمارات العربية المتحدة. ويدعو القادة العرب الحكومة الإيرانية إلى إعادة النظر في موقفها الرافض لإيجاد حل سلمي لقضية الجزر الإماراتية من خلال المفاوضات المباشرة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية. ويؤكِّد الزعماء العرب دعمهم لليبيا في المطالبة بتعويضات عمّا أصابها من أضرار مادية وبشرية بسبب العقوبات التي كانت مفروضة عليها (بسبب قضية لوكيربي). ويؤكِّد مشروع بيان القمة العربية رفض المشاركين في القمة القانون المسمى (محاسبة سوريا) واعتباره تجاوزاً لمبادئ القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة وميثاق جامعة الدول العربية.. ويدعون الإدارة الأمريكية إلى الدخول بحسن نيَّة في حوار بناء مع سوريا لإيجاد أنجح السبل لتسوية الخلافات بين البلدين. وفي الشأن السوداني يقول مشروع البيان (يعرب القادة عن بالغ القلق إزاء تطورات الأوضاع في إقليم دارفور والأزمة الإنسانية التي يواجهها النازحون من أبناء الإقليم واللاجئون منهم في تشاد ويقررون دعم الجهود التي يضطلع بها الاتحاد الإفريقي.. ويدعون الأطراف إلى استئناف محادثات السلام السودانية حول دارفور وعلى مستوى عال ودون شروط مسبقة.. بما يمهد الطريق إلى تسوية شاملة ونهائية للازمة..). ويطالب مشروع البيان الختامي للقمة العربية بالدعم الفوري اللازم لتمكين مؤسسات الدولة الصومالية الوليدة من أداء مهامها خاصة في مجال إعمال النظام والقانون وإعادة إعمار البلاد.. كما يرحبون باستعداد بعض الدول الأعضاء إرسال قوات وتجهيزات لوجيستية لدعم السلام في الصومال.. وسيؤكِّد الزعماء العرب في قمة الجزائر أهمية إصلاح منظومة الأممالمتحدة وتعزيز دور الجمعية العامة والعمل على توسيع عضوية مجلس الأمن لضمان أن يكون أكثر فاعلية في التعامل مع التهديدات والتحديات العالمية بما يدعم الطابع الديمقراطي والمصداقية على عملية اتخاذ القرار فيه بوصفه الهيئة الدولية المسؤولة عن الحفاظ عن السلم والأمن الدوليين. ومن المنتظر أن تقرر قمة الجزائر التحرك على الساحة الدولية للحصول على مقعد عربي في مجلس الأمن.