اعتمدت القمة العربية في جلستها الختامية أمس الاحد بيانا ختاميا تضمن بشكل خاص ولاول مرة في بيان صادر عن قمة عربية ادانة للعمليات العسكرية التي تستهدف مدنيين في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي.فيما تأتي النقاط الرئيسية في البيان الختامي للقمة العربية السادسة عشرة التي بدأت اعمالها يوم السبت في تونس وانهتها أمس الاحد: الشرق الاوسط الالتزام بمبادرة السلام العربية واعتبارها المشروع العربي لتحقيق السلام العادل والشامل والدائم في المنطقة ورفض المواقف التي تتعارض معها ومع قواعد الشرعية الدولية ومرجعيات عملية السلام التي جاءت في الخطابين المتبادلين بين رئيس الوزراء الاسرائيلي والرئيس الامريكي بما في ذلك تلك التي تستضيف نتائج المفاوضات حول مسائل الوضع النهائي. يؤكد القادة على ان عملية السلام كل لا يتجزأ وقامت على اساس الشرعية الدولية وقرارات الاممالمتحدة ذات الصلة ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مؤتمر مدريد وبناء عليه فانه لا يحق لاية جهة مهما كانت ان تجري اي تعديل على اي من المرجعيات التي قامت عليها العملية السلمية لغايات التنصل من التزاماتها او التراجع عنها وعما وقعت عليه من اتفاقيات. يكلف القادة لجنة مبادرة السلام العربية على المستوى الوزاري والامين العام مباشرة العمل فور انتهاء اعمال القمة لتنفيذ خطة تحرك على الساحة الدولية بغية تفعيل هذه المبادرة وحصد التأييد الدولي لها في المنتديات الدولية. القضية الفلسطينية يقرر القادة التحرك على كافة المستويات لرفع الحصار عن الشعب الفلسطيني والرئيس عرفات في اطار خطة عربية ويطلبون من اللجنة الرباعية والادارة الاميركية والاتحاد الاوروبي الضغط على اسرائيل لاتخاذ خطوات عملية وفعالة للسماح له بالتنقل بحرية تامة. يدين القادة جميع العمليات العسكرية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية والاراضي العربية والعمليات التي تستهدف المدنيين بدون تمييز وكافة العمليات التي تستهدف القيادات الفلسطينية والتي لا تخلف الا العنف والعنف المضاد باعتبارها لن تؤدي الى اقامة السلام الذي تحتاج اليه المنطقة. يطالب القادة الرئيس الأمريكي بالالتزامات الواردة في رؤيته لقيام دولة فلسطينية قابلة للحياة بجانب اسرائيل والالتزام بمرجعيات عملية السلام المتمثلة في قرارات الاممالمتحدة ذات الصلة ومبدأي الارض مقابل السلام وعدم جواز اكتساب الاراضي بالقوة واعتبار ان كل ما يتصل بالوضع النهائي يتم بالتفاوض عليه من الطرفين دون شروط او وعود مسبقة. يؤكد القادة ان اي تعديل او مساس بمرجعيات عملية السلام يعتبر استباقا غير مقبول لنتائج المفاوضات وانتهاكا للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني والتوصل الى حل عادل يتفق عليه لمشكلة اللاجئين وفقا لقرار الجمعية العامة للامم المتحدة الرقم 194 ورفض كل اشكال التوطين في البلدان العربية. يؤكد القادة ان اي انسحاب اسرائيلي من الاراضي الفلسطينية المحتلة يجب ان يكون شاملا وناجزا من جميع هذه الاراضي ومنهيا لاحتلالها وان يتم تحت اشراف دولي وبالتنسيق مع السلطة الفلسطينية. يدعو القادة اللجنة الرباعية لاستئناف العمل الجاد من اجل تحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الاوسط على اساس مبادرة السلام العربية وخطة خارطة الطريق كذلك الى العمل من اجل تحقيق التزام اسرائيل بوقف ممارساتها العسكرية العدوانية وبما يحقق وقف اطلاق نار متبادل ومتزامن تحت رقابة دولية ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني ورئيس السلطة الفلسطينية المنتخب ياسر عرفات. يؤكد القادة ادانتهم لارهاب الدولة الذي تمارسه الحكومة الاسرائيلية ومؤسساتها العسكرية والمتمثل بسياسة العقاب الجماعي وتدمير البنية التحتية وغيرها من الاراضي الفلسطينية واستمرار القتل العمد واغتيال القيادات والتوسع في الاعتقالات واحتجاز الالآف من المواطنين الفلسطينيين ويطالب القادة المجتمع الدولي وبشكل خاص مجلس الامن واعضاءه الدائمين والجمعية العامة بالعمل الفوري لوقف هذه الجرائم والمجازر التي ترتكب يوميا بحق المدنيين الفلسطينيين العزل. يؤكد القادة على عروبة القدس وعدم شرعية الاجراءات الاسرائيلية لضمها وتهويدها وتغيير طبيعتها وتركيبتها السكانية والجغرافية ويدينون اقامة الحائط العنصري المسمى ب(غلاف القدس) والذي يستهدف تقطيع اوصال القدس وعزل سكانها الفلسطينيين عن امتداداهم الطبيعي في الضفة الغربية. يؤكد القادة رفضهم للمشروع الاستيطاني الاسرائيلي في الاراضي الفلسطينية وتنفيذ القرارات الدولية ذات الصلة لاسيما قرار مجلس الامن رقم 465 لعام 1980 الذي يؤكد عدم شرعية الاستيطان وضرورة تفكيك المستوطنات القائمة. العراق يؤكد القادة على الدور المركزي للامم المتحدة في تهيئة الظروف لنقل السلطة للشعب العراقي بحلول التاريخ المحدد ويدعو القادة مجلس الامن الى اتخاذ الاجراءات اللازمة لانهاء الاحتلال وانسحاب قوات الاحتلال من العراق ومساعدة الشعب العراقي على استعادة كامل سيادته على ارضه كما يؤكدون على ضرورة اضطلاع الاممالمتحدة بدور مركزي وفعال في العملية السياسية وبناء مؤسسات الدولة ويكلفون الامين العام لجامعة الدول العربية بتعزيز التعاون مع الجهات العراقية ومع الاممالمتحدة من اجل تسيير انتقال السلطة والسيادة الى الشعب العراقي في الموعد المذكور. يدين القادة بشدة الجرائم والممارسات اللاخلاقية واللانسانية التي ارتكبها جنود وقوات الاحتلال ضد المعتقلين العراقيين في السجون والمعتقلات ويطالبون باحالة مرتكبي هذه الجرائم والمسؤولين عنها الى القضاء كما يحملون سلطة الاحتلال المسؤولية الكاملة لهذه الممارسات كما يدين القادة الاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الاحتلال ويؤكدون ادانتهم الشديدة للتفجيرات الارهابية التي تحدث في العراق وتودي بحياة المدنيين من الابرياء من الشعب العراقي. يدين القادة الانتهاكات الخطيرة لحقوق الانسان التي اقترفها النظام السابق اثناء احتلاله دولة الكويت ويعربون عن عميق التعازي لأسر الضحايا الذين جرى التعرف على رفاتهم. كلف القادة مملكة البحرين والجمهورية التونسية والجهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية والامين العام للجامعة العربية بالقيام بالتشاور مع الدول العربية المعنية واجراء الاتصالات اللازمة ومتابعة الوضع في العراق وما يستجد بشأنه من تطورات وتقديم تقارير الى مجلس الجامعة في هذا الشأن. الإرهاب وبشأن ظاهرة الارهاب جدد القادة العرب ادانتهم الكاملة للارهاب بكل أشكاله واستعدادهم الكامل للتعاون والمساهمة في كل جهد لمحاربته تحت مظلة الاممالمتحدة وطالبوا بضرورة عقد موءتمر دولى في اطار الاممالمتحدة لبحث موضوع الارهاب ووضع تعريف دقيق له. واكدوا ضرورة التمييز بوضوح بين الارهاب الذى يدينونه وبين الحق المشروع للشعوب في مقاومة الاحتلال الاجنبى رفضا له ودفاعا عن النفس وفقا لمبادئ الشرعية الدولية وقرارات الاممالمتحدة ذات الصلة ولا سيما قرار الجمعية العامة رقم 51/46 تاريخ 19 / 1 / 1991 الخاص بمحاربة الارهاب. الامارات يجدد القادة تأييدهم المطلق على سيادة دولة الامارات العربية المتحدة الكاملة على جزرها الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى يدعو القادة جمهورية ايران الاسلامية مجددا الى انهاء احتلالها للجزر الاماراتية الثلاث والكف عن فرض ممارسة سياسة الامر الواقع بالقوة. سوريا الجولان يؤكد القادة مجددا دعمهم الكامل والحازم لقرار المجتمع الدولي باعادة كامل الجولان السوري المحتل الى خط الرابع من حزيران/يونيو 1967 واستنادا الى اسس عملية السلام قرارات الشرعية الدولية ويدعون في هذا الصدد الى التجاوب مع دعوات سوريا المتكررة والتي لاقت ترحيبا دوليا لاستئناف مفاوضات السلام من النقطة التي توقفت عندها. تضامن عربي تام مع سوريا ازاء الضغوط والاجراءات التعسفية التى تستهدفها. ويعبر القادة عن رفضهم ما يسمى (محاسبة سوريا) واعتباره تجاوزا لمبادئ القانون الدولى وقرارات الاممالمتحدة وميثاق الجامعة العربية وتغليبا للقوانين الامريكية على القانون الدولى. لبنان اكد القادة دعمهم للبنان في مواجهة اسرائيل لاستكمال تحرير كامل أرضه بما فيها مزارع شبعا وفقا لقرار مجلس الامن رقم 425 واطلاق المتبقين من أسراه ومعتقليه وازالة الألغام الإسرائيلية. ليبيا اخذ القادة علما بالقرار الذي اتخذته الجماهيرية العظمى بالتخلص من البرامج والمعدات التي قد تؤدي الى انتاج اسلحة محظورة دوليا. اسلحة الدمار الشامل يؤكدون مجددا دعوتهم الى اخلاء منطقة الشرق الاوسط من اسلحة الدمار الشامل ويطالبون بالزام اسرائيل بذلك. السودان يؤكد القادة تضامنهم مع السودان والحرص على وحدته والحفاظ على سيادته ويطالبون الاطراف الاقليمية والدولية بدعم مساعي السلام فيه. وأهابوا بالدول الاعضاء وصناديق التمويل العربية تقديم مساهماتها التنموية لترسيخ السلام. كما اشادوا بجهود الامين العام في هذا الشأن. وعبر القادة عن بالغ قلقهم ازاء تطورات الاوضاع في (دارفور) واكدوا دعمهم للجهود السياسية التى تقوم بها الحكومة التشادية والاتحاد لافريقى وجامعة الدول العربية والاممالمتحدة لتنفيذ اتفاقية انجامينا الموقعة في 8 / 4 / 2004م بين الحكومة السودانية وحركتى التمرد بهدف تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة برمتها والحفاظ على وحدة الاراضى السودانية. وأكد القادة دعمهم للخطوات التي اتخذتها الحكومة السودانية لعودة الاوضاع في دارفور لطبيعتها.. الصومال يؤكد القادة على وحدة وسيادة جمهورية الصومال ويشيدون بجهود الحكومة الانتقالية وكافة الفصائل الصومالية التي ادت الى التوصل الى اتفاقيتي وقف اطلاق نار. ودعوا الفصائل الصومالية الى الاسراع في التوصل الى تسوية سياسية للازمة تحفظ وحدة البلاد. جزر القمر وبشأن جمهورية القمر المتحدة اكد القادة العرب حرصهم على الوحدة الوطنية لجمهورية القمر وسلامتها الاقليمية ورحبوا بالتطورات الايجابية التي شهدتها جمهورية القمر على صعيد المصالحة الوطنية واجراء الانتخابات البرلمانية المحلية والاتحادية. ودعوا الدول الاعضاء ومؤسسات وصناديق التمويل والاستثمار العربية الى مواصلة تقديم الدعم لجزرالقمر. النمو واعرب البيان الختامي عن ارتياح القادة العرب لاستمرار تحسن معدلات النمو الاقتصادي في بعض الدول العربية على الرغم من التطورات والاحداث التي شهدتها المنطقة العربية كما اعربوا عن عدم ارتياحهم حيال نتائج الاجتماع الوزارى الخامس لمنظمة التجارة العالمية الذي عقد في كانكون في سبتمبر 2003م وعدم التوصل لاتفاق بشأن موضوعات التفاوض ودعوا الدول الاعضاء في منظمة التجارة العالمية الى عدم فرض شروط متشددة لقبول انضمام الدول العربية الى المنظمة واكدواعلى ادراج طلبات الدول العربية الراغبة في الانضمام للمنظمة على جدول أعمالها. ورحب القادة العرب بتوقيع (اتفاقية أغادير) التي جسدت مبادرة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ملك المغرب لاقامة منطقة تجارة حرة بين كل من الاردنوتونس ومصر والمغرب القمة المعلوماتية اكد القادة أهمية مواصلة التحضير العربي للمرحلة الثانية للقمة العالمية لمجتمع المعلومات المقرر انعقادها في تونس في 16 الى 18 نوفمبر 2005م. واكدوا أهمية الاسراع في استكمال اجراءات المصادقة على النظام الاساسى للمنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصال والمعلومات وبدء ممارسة نشاطها قبل عقد القمة المعلوماتية. عقد المعوقين ونوه القادة العرب في بيانهم الختامى الى صدور العقد العربى للمعوقين وذوى الاحتياجات الخاصة الذى يضمن حقوق المعاق وادماجه في المجتمع من خلال التأهيل والتعليم والتدريب وازالة كل ما يواجهه من عقبات. واكدوا اهتمامهم بالطفل العربى وحقوقه وضرورة الالتزام بخطة العمل العربية للطفولة التى قررها الموءتمر الثالث رفيع المستوى الذى انعقد في تونس في يناير 2004 واعتبار اعلان تونس جزءا لا يتجزأ من خطة العمل العربية الثانية للطفولة وايلاء اهتمام خاص بالطفل الفلسطينى. مكافحة الفقر رحب القادة بالاستراتيجية العربية لمكافحة الفقر ووجهوا باحالتها الى المجلس الاقتصادى والاجتماعى لوضع اليات لتتواءم مع الخطة الاقتصادية العربية الشاملة في هذا المجال. معرض فرانكفورت واكد القادة العرب أهمية المشاركة العربية في معرض فرانكفورت الدولى للكتاب للعام 2004 باعتبارها تظاهرة ثقافية عربية عالمية تبرز الدور الحضارى والثقافي للعالم العربى. الرئيس التونسي في الجلسة الختامية