تفاعلاً مع ما أثاره الأستاذ عبدالله الكثيري في زاويته الأسبوعية والمنشورة بعدد الجزيرة (11845) ليوم الجمعة 23- 1-1426ه حول ما تعانيه مدينة الرياض من إشكالية مستديمة أثناء هطول الأمطار وتواصلها مما ينتج عنه تحول شوارعها إلى مجاري أنهار وأحيائها إلى جزر بحرية وتنقلب نشوة الفرح والسرور إلى خوف ورعب.. نعم، نحن ممن لا يجيد الاستفادة من الأخطاء السابقة ولا نتعظ من حوادث الماضي ولا نعتبر من كوارث الآخرين ولا نستمع لنصائح المصلحين ولا نقبل نقد الغيورين. مشاكلنا كثيرة وهي للزيادة أكثر سواء الصحية أو التعليمية أو الطرق أو خدمات البلديات.. وسيكون التركيز على البلديات لأنها محور التركيز هذه الأيام فكلنا نسعد ونفرح بالمطر.. لكن أن يتحول الفرح إلى حزن ومأتم بسبب سوء تخطيط وإساءة تنفيذ فهنا تكمن المشكلة والأشد من ذلك أن تبقى المشكلة مستديمة دون أن تأخذ حقها من التشخيص والعلاج ويكون طرحها مستمرا على بساط الإعلام فقط. حقيقة نحن لا نستفيد ولا نتعظ ولا نحسن دراسة الواقع وأبعاده المستقبلية وأصبح تخطيط الطرق والأنفاق أو المدن يوعز لمهندسين أجانب أو مكاتب هندسية تدار بأكملها بأيد أجنبية همومها الأول والأخير الجانب المادي.. بينما ظلت طموحات المهندسين السعوديين الظفر بوظائف إدارية ومكتبية تدير العمل من داخل جدرانه الأربعة ويقتصر دورهم على التوقيع فقط.. فمثلا محافظة جدة ومدينة الرياض مشاكلهما عويصة وقديمة وعلى الرغم من المبالغ المالية التي ترصد لها سنويا مازالت المشكلة باقية دون حل يذكر!! بينما نجد مناطق أخرى بدأت تظهر فيها بوادر مشكلة بل مشاكل وهنا يعني عدم الاستفادة من تلك الأخطاء وأن البنية التخطيطية للمدن والطرق والأنفاق قائمة على دراسة أعدتها ونفذتها عقول وأيدٍ أجنبية.. الواقع الحالي يحتم علينا الاستعانة بالعقول الهندسية السعودية التي تعد المخططات وتشرف على تنفيذها لأنها الأعرف بطبيعة البلاد (وأهل مكة أدرى بشعابها) وأن تبعد وتكف الأيدي الأجنبية مهما كانت خبرتها وشهادتها فحائلالمدينة الآن تواجه كارثة بمعناها الحقيقي وهي الصرف الصحي الذي حول وادي الإديرع من وادٍ يستمتع الأهالي بالجلوس على ضفافه سابقا عند جريانه بمياه الأمطار إلى واد يزكم الأنوف بروائحه الكريهة ومخاطره الصحية التي لمسناها وأصبح شبحا يهدد الأحياء المجاورة له.. وبدأنا نواجه مشكلة تلوث مياه الشرب أو المعدة للغسل وهنا يتأكد عدم الاستفادة من الأخطاء التي ارتكبتها الأمانات أو البلديات في حق تلك المدن وقاطنيها مع مشكلة المخططات السكنية بحائل والتي منحتها البلدية سابقا للمواطنين في بطون الأودية ومجاري السيول والكلام يطول عن ذكر وتعديد الأخطاء والأخطار الناجمة عن سوء إدارة العمل والتنفيذ.. أما ما نادى به الكثيري بضرورة وقفة المسؤولين وجديتهم ووقفة كبار المهندسين وأصحاب الخبرة ممن قطنوا الرياض عقودا طويلة ويعرفون مجاري السيول وكيفية تصريفها.. أقول: إن الأمل نتعشمه ونعقده بعد الله على صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز آل سعود وزير الشؤون البلدية والقروية بتشكيل لجان جديدة وعاجلة لزيارة المناطق وعلى رأسها منطقة حائل لمشاهدة الواقع عن كثب ووضع حلول عاجلة يرعى فيها الأولويات حرصا على صحة وسلامة المواطن الذي هو محور التنمية ومرتكز العناية والاهتمام لدى ولاة أمرنا رعاهم الله. ناصر بن عبدالعزيز الرابح