منذ إعلان أمانة منطقة حائل في ديسمبر 2009، عن قرب الانتهاء من خريطة شاملة لمجاري الأودية والسيول بالمنطقة، إلا أنها لم تكشف النقاب عن الخريطة المنتظرة، وبرزت الحاجة لها بعد مداهمة السيول للمنازل والمخططات السكنية في حائل، وسط تداول الأهالي صورا لمنازل بمخطط الجبل يخترقها السيل، وطالب مسؤولون وعدد من الأهالي الإعلان عن الخريطة والكشف عن تفاصيلها الآن، خاصة بعد الأحداث التي شهدها وادي الأديرع. وكان أمين أمانة حائل السابق المهندس عبدالعزيز الطوب، أعلن قبل أكثر من 3 سنوات، عن قرب الانتهاء من الخريطة الشاملة لمجاري الأودية والسيول، وأكد في حينه أنها ستكون منهجية ومدروسة لمعالجة تصريف السيول. ومقابل ذلك، أكد عضو المجلس البلدي بحائل عبدالعزيز المشهور، في تصريح إلى "الوطن"، أنه لا يعلم شيئا عن خارطة جديدة قامت عليها الأمانة لمجاري الأودية والسيول، غير أنه قال: "كل ما اطلعت عليه هو خارطة تصوير فضائي قديمة مصورة قبل أكثر من 20 عاما، وطالب بتعميم الخارطة على جميع الجهات الحكومية ذات العلاقة، ومنها وزارة العدل بحيث لا يتم استخراج وإفراغ صكوك للأراضي السكنية الواقعة بمجرى الأودية والشعاب، ويكون ذلك بالرجوع للخارطة. وأشار كذلك إلى ضرورة أن تكون الخارطة في متناول أيدي المواطنين؛ لمعرفة مواقع الأودية والشعاب، لمساعدتهم في اختيار الموقع المناسب لمنازلهم بعيدا عن أخطار السيول. وبين عضو المجلس البلدي أن مشاريع درء أخطار السيول جاءت لمعالجة مشكلات تسبب بها مسؤولون باعتماد مخططات تتوسطها أودية وشعاب، والسماح لمواطنين بالتملك في مجاري الأودية، وطالب المشهور بسرعة تنفيذ مشاريع درء أخطار السيول، حتى لا تتضرر البنية التحتية أكثر، ويكون هناك هدر مالي، وطالب أيضا بتفعيل القرار السامي بنزع الملكيات التي تقع في بطون الأودية والشعاب؛ لتقليل الأضرار الناجمة عن السيول. وقال إن المجلس البلدي بحائل قدم حلولا للحد من الأضرار التي تنجم عن جريان وادي الأديرع ، منها نزع ملكيات، وإيجاد كباري بدلا من العبارات الحالية في مجرى الوادي، ونوه إلى اعتماد دراسة لنقل السيول بقنوات مكشوفة تحاذي جبل أجاء وتختتم بقناة صندوقية وصولا لمخطط الشفاء، ونقل لمصب بوادي الأديرع. ومع انحسار حدة غزارة الأمطار المتساقطة على منطقة حائل، تكشف حجم الأضرار التي خلفها جريان الأودية والشعاب، وطالت الممتلكات العامة والبنى التحتيتة للمنطقة، فلا يزال هناك عدد من المتضرريين ممن أُجلوا من منازلهم ينتظرون في الشقق مفروشة المؤمنة لهم، ومنهم أهالي قرية السويفلة، شرقي حائل، التي يمر بها وادي الأديرع، فقد جرف السيل أكثر من 500 رأس من الأغنام، وهدم أسوار منازل، وأغرق أخرى، وتسبب بقطع الكهرباء لسقوط الأعمدة، وقطع للطرقات. وحمل عدد من أهالي السويفلة ممن التقتهم "الوطن" أمس، أمانة حائل مسؤولية ما جرى من أحداث في المنطقة أخيرا، لعدم إنهائها مشروع درء أخطار السيول وعدم مواءمة العبارات للمياه المتدفقة من وادي الأديرع، وإغلاق بعضها بالنفايات المنقولة، مما سبب بتسرب مياه الوادي للقرية وإغراقها، وجدد الأهالي شكواهم بعد رفع الأمانة النفايات المنقولة مع السيل، وتضم جيفا لحيوانات، وأخشابا كبيرة. أحد سكان أهالي السويفلة فيصل مهدي الشمري شرح ل"الوطن" حجم الأضرار التي لحقت بالأهالي، إذ تسببت سيول الأديرع بتقطيع أوصال الطرقات، وغمرت المياه منازل الأهالي، وعزا الشمري ذلك إلى تأخر أمانة حائل في تنفيذ مشروع درء أخطار السيول بالسويفلة، وتخصيص عبارات صغيرة لتصريف سيول أحد أكبر أودية حائل، وشدد على أنه وبالرغم من الأضرار الناجمة من ذلك، لم تقم الأمانة بدورها برفع مخلفات السيل، إذ إن روائح جيف المواشي تزكم أنوف الأهالي، وطالب بإعادة فتح الطرق، ومساعدة الأهالي للعودة إلى منازلهم.