وضع مهرجان الجنادرية بصمة في سجل تاريخ المملكة العربية السعودية ممثلاً بجهاز الحرس الوطني، الذي استطاع أن يجعل المهرجان مصدراً للثقافة والتراث في بلادنا. والسؤال المطروح: ما هو الدور الذي أسهمت به المرأة من خلال عمر المهرجان؟، وهل استطاعت أن تعطي صورة حقيقية عن المرأة ودورها الوظيفي من خلال أدبيات العمل الثقافي والتراثي وصياغة ثقافة جديدة لتفكيك الصورة السلبية التي يراها البعض عنها؟!. أصبحت للمرأة مكانتها تقول الدكتورة هند الخثيلة - إحدى المشاركات بالحوار الوطني - : لا شك أن دور المرأة أثمر مؤخراً، وأصبح لها مكانة اجتماعية خاصة في مجتمعها، ولعل تأكيد ذلك جاء من خلال حديث صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - الذي أكد في كلمته على أهمية دور المرأة في مجتمعها. وأضافت: لقد أخذت المرأة على عاتقها تحمل المسؤوليات في شتى المجالات، فهي قادرة على العطاء في جميع التخصصات، وإذا ما توافرت الأرضية السليمة لها فهي ستقوم بدورها وعملها الرئيس في المجتمع. وأنا أرى مهرجان الجنادرية فرصة لتسليط الضوء على عمل المرأة من خلال ما تقوم به من عطاء وبذل فيه. رجاء العبدالقادر - مديرة مدارس العليا وإحدى المشاركات بأمسيات الجنادرية الشعرية - رأت أن المهرجان أوضح للجميع دور المرأة الذي تقوم به من خلال مشاركتها الفاعلة بالندوات المقامة على مدار الفعاليات وطرح ومناقشة العديد من الاطروحات المهمة التي تناقش الأحداث المهمة على الخارطة الاجتماعية، ولم يقتصر دور المرأة هنا، بل هناك سيدات يقمن بعدة أدوار منها الإعلامية لإبراز أهداف المهرجان ومنها إدارة العملية التنظيمية للمهرجان سواء بالنشاط الثقافي والتراثي، مضيفةً أن المرأة وظفت المهرجان لإبراز العديد من الأدوار، وانها استطاعت أن تنفرد بطابع مميز يحمل خصوصية المرأة السعودية. الفرص متاحة وسيلة الحلبي - عضو اللجنة النسائية بمهرجان الجنادرية في دورته العشرين والتي واكبت المهرجان منذ بدئه - قالت: إن المرأة السعودية نجحت على مدى عشرين عاماً في إظهار قدراتها الثقافية والتراثية المتميزة من خلال مهرجان الجنادرية والزخم الكبير الذي شهدته الأنشطة النسائية على الصعيدين الثقافي والتراثي، فكل نشاط نسائي يبرزه المهرجان كان ولا زال له نقاط مميزة، حيث أُعطيت المرأة الفرصة كاملة من ولاة الأمر والمسؤولين في الحرس الوطني كونها مربية الأجيال وصانعة الرجال. وأضافت ان المرأة ساهمت خلال العشرين عاما، وعلى مرأى ومسمع مني؛ لانني معهم منذ المهرجان الأول، في جهود عظيمة وازدادت عاما بعد عام في التنظيم والتحضير والإشراف والإعداد، وفي الندوات والمحاضرات. وعن البصمة التي وضعتها المرأة في سجل المهرجان قالت: لقد عملت المرأة الكثير الكثير وتركت بصمات لامعة في تاريخ المهرجان.. فهنيئاً للمرأة هذا التكريم وهذا العطاء وهذه المشاركة البناءة، وهنيئاً للمهرجان الوطني للتراث والثقافة بهذه المرأة المتفانية. وترجع الحلبي بنا إلى سنوات مضت من عمر المهرجان، وتتذكر أسماء ساهمت في بناء الجنادرية مثل الأستاذة فاطمة السلوم التي أعطت الجنادرية 17 عاماً عطاء ثرياً، والأستاذة جواهر العبدالعال التي أعطت 10 أعوام ومازالت تعطي بإخلاص وتفانٍ، كذلك الأستاذة سمر الفوزان التي تولت اللجنة النسائية التراثية وأعطت بجهد، ولا ننسى الإعلاميات اللواتي يعطين بكل إخلاص ووفاء لتظهر الفعاليات بكل أنواعها للآخرين.. إنه العطاء الذي رسم وسطر على جبين الوطن بصمة من ذهب. قدرات عالية ذكرى الشعلان مسؤولة لجنة العلاقات باللجنة الثقافية النسائية بجنادرية 20، والتي وضعت بصمة بارزة في مجال العلاقات من خلال ارتباطها باللجنة لأكثر من ثماني سنوات، حدثتنا عن تجربتها قائلة: عندما دُعيت لتلبية الواجب في مهرجان الجنادرية شعرت بالسعادة وأخذت على نفسي عهدا بأن أكون قدر المسؤولية وقدر هذا المكان الذي يجمع الثقافة والفكر، وان هناك رسالة تاريخية يجب ابرازها من خلال المهرجان.. وقتها شعرت أن هناك مسؤولية وطنية يجب القيام بها بكل أمانة وتفانٍ، فالجنادرية أصبحت صرحاً ثقافياً. وتضيف: لقد حققت المرأة السعودية إنجازات كثيرة بالمشاركة الفاعلة في المهرجان، وأتاح لها المهرجان إبراز جوانب متعددة منها مشاركتها بالفعاليات الثقافية من ندوات ومحاضرات وأمسيات شعرية وفكرية، واليوم الجنادرية أصبحت صرحا ثقافيا يتواصل فيه الماضي مع الحاضر، حيث جذبت الجنادرية المرأة وأصبح لها تميز خاص يلمسه النساء بشكل أقوى وأكثر فعالية، وذلك من خلال النشاط الثقافي النسائي الذي تشارك فيه النساء من تنظيم ومشاركات، وما تحقق للمهرجان من نجاح في كل عام دليل ثبات للخطوات الرائدة التي أولتها القيادة.. والشكر والتقدير يسجل هنا لصاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز راعية النشاطات الثقافية النسائية لدعمها الدائم المستمر لكل نشاط نسائي. المرأة تخطت حدود الجنادرية فادية الشواف من لجنة العلاقات العامة بمهرجان الجنادرية 20، ووجه اجتماعي بارز في العمل التطوعي، قالت: لقد جعل المهرجان للمرأة دوراً بارزاً ليس بالعمل والتنظيم، ولكن أيضاً بالعمل التطوعي.. فكثيراً من السيدات السعوديات عملن على مدار عمر المهرجان عملا تطوعيا، وأنا إحدى اللواتي شاركن في مسيرة المهرجان استطيع ان أقيّم عمل المرأة في جميع النواحي، فلقد أسهمت في السنوات الماضية في ركب هذا الامتداد من خلال مشاركتها بالندوات والتنظيم والتنسيق والعمل الميداني الذي يتطلب العمل في الميدان، ويشمل استقبال الضيفات وترتيب عملية التنقل وتقديم صورة مثالية عن معالم المملكة من خلال الطلعات والزيارات الميدانية من قِبَل لجان نسائية متخصصة لهذه المهمة.. فلا شك أن المرأة رسمت بصمة واضحة في سجل المهرجان؛ كونها لعبت دوراً بارزاً في خدمة مجتمعها ووطنها، واستطاعت أن تحتل مكانة مرموقة تخطت حدود الجنادرية.