يحتفل المهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام بمرور خمسة وعشرين عاماً على بداياته وقف فيها عاماً واحداً في حرب الخليج. وفي هذه الاحتفالية الوطنية التقت الجزيرة برئيسة اللجنة النسائية بالمهرجان الأستاذة جواهر العبد العال التي أمضت خمسة عشر عاماً من عمرها في رئاسة اللجنة الثقافية وأبدعت في تقديم برامج ثقافية عالية الجودة.. وفيما يلي نص الحوار: * بمناسبة الاحتفال باليوبيل الفضي للمهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته الرابعة والعشرين ما هو جديد اللجنة الثقافية النسائية؟ وما هي الأطروحات التي ستناقشها اللجنة هذا العام؟ - في كل دورة من دورات المهرجان تحظى اللجنة بالجديد وذلك لاهتمامها الكبير بأن تلبي أعمال اللجنة أهداف المهرجان وتحقق غاياته، وفي هذا العام يتم الاحتفال بمرور (25) عاما على المهرجان الوطني للتراث والثقافة، وقد حظي برنامجنا بالكثير من الفعاليات منها؛ استقبال راعية النشاط صاحبة السمو الملكي نوف بنت عبدالعزيز ثم افتتاحها للمعرض الفني المصاحب، وبعد ذلك يبدأ البرنامج الذي تقدمه الدكتورة أميرة الزهراني بالسلام الملكي ثم القرآن الكريم، فكلمة رئيسة اللجنة جواهر العبد العال. يتبع ذلك احتفال وطني للوطن وبناته حيث تقدم أولى المحاضرات وهي عبارة عن أوراق وطنية، فتقدم الأستاذة الدكتورة هند ماجد الخثيلة من جامعة الملك سعود والكاتبة المعروفة ورقة بعنوان: (بوح نسائي في حضرة الوطن) ثم تتحدث الدكتورة الجازي الشبيكي عميدة جامعة الملك سعود للبنات بعليشة عن (الوطن مشاعر وعطاء) تشارك معها الدكتورة دليل القحطاني مديرة المتحف الوطني بورقة بعنوان: (المتاحف في المملكة وأهمية حياة المواطن السعودي) ثم تتحدث الأستاذة ناديا العودة معلمة عن: ( مشاعر زوجة شهيد) حيث تقوم بالترجمة الأستاذة هديل الخضير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ثم فقرة بعنوان: (الإنشاد الوطني) تقدمه مجموعة من طالبات الجامعة والمرحلة الثانوية من الندوة العالمية للشباب الإسلامي، حيث يقدم بمناسبة الاحتفال بمرور (25) عاماً. بعد ذلك يتم تكريم راعية الحفل الأميرة نوف بنت عبدالعزيز ثم تكريم لجنة المشورة والمتطوعات في اللجنة لمن أمضين 6 سنوات فأكثر. ولأول مرة في عمر اللجنة الثقافية النسائية سيتم تكريم شخصية أدبية نسائية هي الشاعرة والأديبة سلطانة السديري، وهي شخصية نسائية سعودية قديرة وأديبة معروفة. علماً أن الدعوات خاصة في اليوم الأول وفي اليومين الثاني والثالث الدعوة عامة. وفي اليوم الثاني: ندوة بعنوان: (قدوات نسائية) حيث تتحدث الدكتورة فوز كردي من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن: (السيدة عائشة رضي الله عنها) وستتحدث الدكتورة منى الغيث من جامعة نورة بنت عبدالرحمن عن: ( الأميرة نورة بنت عبدالرحمن) وستتحدث القدوة الثالثة سميرة إسلام من جامعة الملك عبدالعزيز بجدة عن مسيرتها العلمية والعملية. وفي اليوم الثالث ستلتقي الحاضرات مع الأمسية الشعرية وحفل الختام الذي يضم ثلاث شاعرات هن: نجاة الماجد - متعاونة بالبرنامج الثاني بجدة، وميسون أبو بكر - من التلفزيون السعودي، وزينب غاضب معلمة في وزارة التربية والتعليم بجدة. وستدير الأمسية الدكتورة هدى الدريس من كلية الآداب بجامعة الأميرة نورة بالرياض، ثم يتم توزيع الدروع وشهادات الشكر على المشاركات وجميع الفرق باللجنة بحسب عمل كل عضو فيها. وبدوري أشكرك أستاذة وسيلة الحلبي على هذا اللقاء وأشكر جريدة الجزيرة السباقة في إلقاء الضوء على البرنامج الثقافي النسائي لهذا العام ومن خلال هذه الجريدة الرائدة أدعو جميع السيدات لحضور الفعاليات في اليومين الثاني والثالث علماً أن اليوم الأول بدعوات خاصة. * بعد هذه الخبرة الطويلة في اللجنة النسائية الثقافية ماذا أعطاك المهرجان وماذا أخذ منك؟ - المهرجان الوطني للتراث والثقافة والذي أتشرف بالمشاركة فيه من خلال اللجنة النسائية الثقافية أعطاني الخبرة في العمل والمعرفة بالمجتمع النسائي بالمملكة وزادني تمسكاً بالوطن والتصاقاً به ليل نهار حتى أنساني أخذ علاجي ومتابعته في كثير من الأوقات. وأتمنى أن يكون ما أخذه مني مفيداً لمجتمعي ووطني وبناته، وأرجو أن أكون قد قدمت ما هو واجب علي أمام وطني وأن أضحي للوطن الذي أعطاني الكثير ولا بد أن أقدم له كل جهدي وثقافتي وأفكاري وإخلاصي.. هذا الوطن الذي أتمنى أن يتم عليه الله تعالى نعمة الأمن والأمان. * ما هي الإيجابيات؟ وأهم السلبيات وكيف تم تفاديها خلال الدورات المسابقة؟ - في كل عمل إيجابيات وسلبيات، وأحمد الله تعالى أن الإيجابيات كثيرة ولا تحصى فهي خدمة بنات الوطن، والتقارب بين الفكر والثقافة بين بنات الوطن في كل مناطقها، فالجنادرية هي محور ارتكاز تحتوي وتحتضن الجميع ومنها ينطلقون خارج المملكة. فالشاعرات انطلقن من الجنادرية وأصبحن لامعات على منابر ثقافية أخرى. أما السلبيات ففي كل دورة من دورات المهرجان نتلافاها مع المسؤولين في الحرس الوطني ونعمل بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وكذلك بتوجيهات الفريق أول صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالعزيز، لتلافي السلبيات عن طريق تقديم التقارير، ولا أنسى دور وكيل الحرس الوطني ورئيس اللجنة التنفيذية للمهرجان الدكتور عبدالرحمن بن سبيت السبيت ومدير المهرجان الأستاذ سعود الرومي، الذين يقفون معنا دائماً لتطوير أعمال اللجنة النسائية لتظهر أعمالها بالمظهر المشرف الذي يحترم المرأة السعودية. ولكن الحمد لله فالإيجابيات الكبيرة والواضحة تحجب النسبة البسيطة من السلبيات. * هل أعطت وسائل الإعلام الفعاليات الثقافية النسائية حقها من المتابعة والنشر؟ وماذا تقولين لرؤساء التحرير؟ - في كل عام نقوم بإعداد مجلة إعلامية توزع بالمهرجان حيث يجمع فيها شتات ما ينشر في جميع وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ونلقي من خلالها الضوء على النشاط بشكل عام. ويساعد اللجنة في ذلك مسؤولات في اللجنة الإعلامية، حيث قامت الأستاذة وسيلة الحلبي بتوثيق العمل لعامي 1428 - 1429ه. وسابقا قامت بالتوثيق الأستاذة سمر النصار خلال عامي 1426 - 1427ه، حيث يستفيد منها الباحثون والباحثات. أما رؤساء التحرير المحترمون فأتمنى أن يعطونا مساحات أوسع للنشر وخصوصاً في النشاط الثقافي النسائي حتى يستطيع القارئ أن تصله غالبية المعلومات والمحاضرات عن النشاط وخصوصاً لمن لم يستطع الحضور لظروف خاصة به.. أو لأن المهرجان في الرياض ومن الصعب أن يحضره جميع من في المملكة. * للمرأة السعودية دور كبير في المهرجان الوطني للتراث والثقافة حدثينا عن هذا الدور العظيم، وما هي البصمة التي تركتها المرأة خلال الدورات السابقة؟ - نعم للمرأة دور كبير في المهرجان وقد أثبتت وجودها بنجاح واقتدار، حيث منحنا خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - مساحة للمشاركة بالمهرجان وكذلك صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله، وبمتابعة من الدكتور السبيت والأستاذ سعود الرومي الذين شجعوا دور المرأة في المهرجان. فدور المرأة بارز وكبير وقد حقق أهدافاً كثيرة وقمنا بإعداد الكتب وتوثيق العمل الثقافي ليصبح في متناول الباحثين والباحثات، والمرأة السعودية وبكل فخر تركت بصمةً كبيرة ومشهود لها في المهرجان بشكل خاص حيث الندوات والمحاضرات والأمسيات الشعرية وإدارة الحوار والتنسيق والاختيار والعمل الجاد. وكان دورها ضعيفا جداً في السابق والآن مشاركة المرأة في المهرجان قوية جداً ولله الحمد ونرجو أن نكون على قدر الثقة التي أولانا إياها المسؤولون حفظهم الله. * ما هي المعايير التي تتركز عليها لجنة المشورة في اختيارها للبرنامج الثقافي النسائي في المهرجان الوطني للتراث والثقافة؟ - يتم اختيار البرنامج من قبل مجموعة استشارية حيث أتلقى طوال العام مقترحاتهم من النوادي الأدبية والجامعات السعودية ومن الأكادميات حول اختيار البرنامج والشخصيات المشاركة. ويتم عرضها على لجنة المشورة حيث يتم أخذ المعايير وتطبيقها بحيث تكون المحاضرات تحاكي المرأة في الوقت الحاضر وتقوم بمعالجة المشاكل ووضع الحلول. أما الشخصيات فتكون من ذوات الاختصاص والخبرة التي لها خبرة في المجال نفسه. * في العام الماضي شهدت الجنادرية احتفالاً افتتاحياً موحداً هل سيشهد هذا العام نفس الاحتفال الموحد أم أن لكل لجنة احتفالاً افتتاحياً خاصاً بها؟ - سيكون في هذا العام احتفالان افتتاحيان الأول داخل مدينة الرياض وفي قاعة المحاضرات بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي وذلك مساء 16-3 حيث تفتتح صاحبة السمو الملكي الأميرة نوف بنت عبدالعزيز بدء النشاط الثقافي النسائي. والآخر في الجنادرية في افتتاح الفعاليات النسائية التراثية. * ما أهم ما يميز افتتاح الفعاليات النسائية لهذا العام؟ - هو وجود الأميرة نوف بنت عبدالعزيز راعية النشاط الثقافي منذ بدايته إلى الآن، حيث دعمها الدائم لأعمال اللجنة الثقافية النسائية.. واللوحة الوطنية التي ستقدم.. وكذلك تكريم الشخصية النسائية وهي الأديبة والشاعرة سلطانة السديري. * يتزامن افتتاح المهرجان الوطني للتراث والثقافة مع معرض الرياض للكتاب، بنظرك هل يؤثر ذلك على الحضور النسائي للفعاليات؟ - بالفعل يؤثر ذلك سلباً على الحضور، وأتمنى أن يكون هناك تنسيق بين المهرجانات والمعارض وأرجو من وزير الثقافة والإعلام الدكتور خوجة أن يأخذ هذا الاقتراح بعين الاعتبار حيث يتم تكوين لجنة نسائية لتنسيق المعارض والمهرجانات لئلا يتم تداخل وتعارض فيما بينها.. وحبذا لو أن هاتين المناسبتين تختلفان في الزمان. * من هن ضيفات المهرجان الوطني للتراث والثقافة داخلياً وخارجياً؟ - في كل عام نرفع ضمن تقرير المقترحات استضافة ضيفات من خارج المملكة.. ونتمى أن نحصل على موافقة في الأعوام القادمة، أما من الداخل فغالبية من سيتحدثون فوق المنبر من خارج الرياض.. وكنا سابقاً قد استضفنا الشاعرة مباركة بنت البراء من موريتانيا، والكاتبة والقاصة حصة العوضي من قطر. * الجنادرية أسهمت في تشكيل الوعي المعرفي للمرأة وضحي ذلك؟ - نعم هذا صحيح وذلك من خلال المنتديات والمحاضرات والندوات والأمسيات الشعرية التي يقوم بها المهرجان وهذا كله يشكل رصيدا معرفيا كبيرا وثريا للمرأة. فالجنادرية منبر للثقافة والفكر والحوار وتعبير صادق عن الأصالة والثقافة. وهي حلقة فكر تدار في العاصمة الرياض وفرصة متجددة لبث الوعي المعرفي والثقافي.. وقد عالجنا الكثير من المشاكل ودور الأسرة والطفل كان موجوداً بقوة في الفعاليات. * هل هناك تعاون بين اللجنة الثقافية والتراثية؟ - تعمل كل لجنة بما يخصها فنحن نختص بالثقافة واللجنة الأخرى بالتراث وإذا كان لا بد من التعاون فلا مانع.. ولكن عملنا مستقل ونحن مكملين لبعضنا البعض ولا نتأخر عن أي مساعدة. * كلمة أخيرة لمن توجهينها؟ - أوجهها للمسؤولين في الحرس الوطني حيث أشكرهم على تفانيهم وإعطائهم الفرصة للمرأة ودعمها لتعطي أكثر. وأوجهها للجان المشاركة معنا وأتمنى لها التوفيق. وأوجهها لك يا أستاذة وسيلة على عطائك المتواصل وسبقك الصحفي باللقاء في هذا العام، وللقائمين على جريدة الجزيرة السباقة والرائدة والمتميزة. ومن خلالكم أدعو جميع سيدات المجتمع إلى حضور الفعاليات الثقافية النسائية خلال اليومين الثاني والثالث ومرحباً ألف.