لم يكن الإرهاب وليد الساعة ولم يرتبط ظهور الجماعات الإرهابية المتطرفة بعصر من العصور أو بموقع جغرافي دون آخر. ويخطئ من يقول إن الإرهاب كان نتيجة لردة فعل إرهابية مماثلة. فالإرهابيون في كل ما حصل من أحداث لم يكونوا يوماً في موقع دفاع عن قضية سامية ووضع هذه الحركات التخريبية في مستوى واحد مع حركات المقاومة والتحرر هو قمة التجني والظلم على رجال المقاومة الشرفاء. وللإرهاب أنواع عدة يتم تصنيفها حسب القائم بالعمل الإرهابي وحسب الأساليب المستخدمة لإيذاء البشر العزل والأبرياء، فالشخص القاتل والمفجر والمخرب هو إرهابي والجماعة التي وضعت شعارها القتل وشرب دماء الناس لأهداف وأفكار مشوشة ووهمية هي جماعة إرهابية والدولة التي تحتل بلداً وتستعمل مع أطفاله ونسائه وكبار السن فيه سياسة الحديد والنار هي دولة إرهابية والتفجير إرهاب كما أن بث الأفكار المشوشة والشائعات المغرضة هي أساس خطير لكل إرهاب. لكن النظرة الصهيونية للإرهاب الذي هو صنيعتهم والتي فرضوها على العالم بكل أساليب التحايل والمكر والقوة واستغلال الإمكانات الشيطانية المتاحة هي ربطه بدين واحد هو الدين الإسلامي الحنيف وبعرق وحيد هو العرق العربي الذي يصور اليوم على أن دماءه مزيج من الخراب والدمار، وجندوا لقضيتهم تلك، كل الإمكانات المادية والبشرية وسخروا حتى من يتلبس بالإسلام وينطق بلسان العرب وتحقق لهم ما أرادوا وأصبح العالم المتطرف يضع شعارات تصب في بوتقة واحدة هي أن القضاء على الإسلام هو قضاء على الإرهاب وأهله. في ظل هذه المعتركات الخطيرة والمتغيرات المخيفة تنبع أهمية الملتقى الدولي الذي تنطلق فعالياته في عاصمتنا الحبيبة الرياض للوقوف في وجه الإرهاب الذي أضر بكل شعوب العالم وذلك لمناقشة أسبابه والطرق المناسبة لمحاربته بالعقل وبالقوة وبكل الأساليب الكفيلة بتخليص البشرية من شره؟ إن شعبنا السعودي المسالم ودولتنا السعودية الإسلامية المحكمة لشرع الله ودينه الإسلامي هي أكثر من تعرض لأذى وكيد الإرهابيين سواء عن طريق تلويث سمعة هذا الشعب وقتل أبنائه الأخيار بحجج واهية لا تمت للإسلام بصلة وهذا إن دل فإنما يدل على تفاهة ما يدعو إليه كل من قصر به فكره، على انتهاك المحرمات في بلدنا الحرام من أجل تحقيق مصالحه الشخصية التي هي جزء من مخطط مافيوي آثم طوق العالم وآثار الرعب في أرجائه المتباعدة. وواجبنا اليوم كرجال أمن ومواطنين وشعوب هو واجب واحد مقدس يحتم علينا التضامن والتكاتف لحماية بلدنا الغالي ومقدساته ومقدراته والوقوف في وجه من أراد به السوء باذلين في ذلك الروح والمال والولد والجهد من أجل إعلاء كلمة الحق الصحيحة وصيانة المكتسبات التي يرمي أذناب الشيطان إلى تدميرها وإن هذه الفئة الضالة يجب بترها طالما استمروا في غيهم ولم يرتدعوا أو يعوا حقيقة الإسلام ذلك الدين الذي حرم قتل النفس بغير الحق وحرم انتهاك الحرمات وإيذاء البرية مهما كانت ديانتهم طالما كانوا مسالمين ويعيشون بين ظهرانينا معاهدين مستأمنين على أنفسهم وأرواحهم. كما أن علينا الوقوف صفاً واحداً خلف قيادتنا الحكيمة وصيانة العهود التي قطعناها لولاة أمرنا أيدهم الله بالسمع والطاعة وتقديم الأرواح التي تغذت من خير هذا البلد رخيصة لأجله، سيراً على نهج من سبقونا من الشهداء الأخيار الذين سقوا مستقبل وطنهم الزاهر بحول الله بدمائهم الزكية. ختاماً نرفع لقيادتنا الكريمة وعلى رأسها مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني وسمو وزير الداخلية وسمو نائبه ومساعده كل آيات الولاء والسمع والطاعة في كل ما من شأنه حماية أمننا واستقرارنا واستمرار مسيرتنا الخيرة ونشكرهم على ما بذلوه ويبذلونه وسيبذلونه بحول الله لجعل وطننا كما كان دائماً وجهة لشعوب الأرض ومثاراً لإعجاب الأمم ومقصداً لكل قاصدي السلام والأمن وأنموذجاً للإخاء والتكاتف والتضحية.