في يوم الجمعة 22 من رمضان سنة 1425ه ويوم الأربعاء قبله20 من رمضان، فقدت عنيزة شخصيتين لهما وزنهما وقيمتهما؛ فالأول منهما: الشيخ عبدالرحمن بن منصور بن إبراهيم المنصور الزامل، والثاني: عبدالعزيز بن سليمان بن محمد القاضي.. وتلك مصيبة ردفت مصيبة وجددت لنا أحزانها فرحمهما الله برحمته الواسعة.. وُلِد الأول عبدالرحمن بعنيزة عام 1330ه ودرس في مدرسة القرزعي، ثم التحق بحلقات شيخنا ابن سعدي ونزح إلى البحرين ثم إلى الكويت واستقر بها وقضى معظم حياته فيها.. وأما الثاني عبدالعزيز السلمان فولد بعنيزة عام 1346ه وتخرّج في مدرسة ابن صالح ثم نزح إلى الدمام ومنها إلى الكويت، واستقر بها كسابقه، وقد فتحا بيتين للضيافة لكل وافد، ويوصفان بالكرم والجود والإحسان، وكان بينهما صلة قرابة ورحم، وكانا مثالين في الأخلاق العالية والصفات الحسنة الحميدة، فلذلك كان لمصابهما الوقع المؤلم ،وإن القلم ليعجز عن التعبير فيما يتحليان به من أخلاق يسجلها التاريخ، ومن مآثر خالدة كبناء مساجد ومساهمات في مشاريع الخير.. إن في الله عزاءً من كل مصيبة، وخلفاً عن كل هالك ، ودركا من كل فائت وإنما يُوفَّي الصابرون أجرهم بغير حساب.