أعلن مسؤولان كبيران في إدارة بوش أن الرئيس جورج بوش سيعين مستشارته للأمن القومي كوندوليزا رايس وزيرة للخارجية خلفا لكولن باول. كما يعين الرئيس الاميركي مساعد رايس ستيفن هادلي مستشارا للأمن القومي، وهو أحد أقرب المستشارين للرئيس، كما ذكرت المصادر نفسها. وقد قدم باول (67 عاما) يوم الاثنين استقالته بعد أربع سنوات أمضاها وزيرا للخارجية. وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر: إن ريتشارد أرميتاج نائب باول يحتمل أن يستقيل أيضا من منصبه حيث إن صداقة طويلة تربطه بباول، ولم يحدد باوتشر موعدا للقرار النهائي الذي يحتمل أن يتخذه أرميتاج بشأن مستقبله. وقال باول (67 عاما) للصحفيين في وزارة الخارجية: إنه سيواصل عمله في موضوعات السياسة الخارجية الرئيسية، ومنها العراق والصراع الفلسطيني الاسرائيلي بتأييد كامل من الرئيس جورج بوش. وقال: (إنني على علاقات طيبة مع معظم الزعماء في الدول التي سوف أعمل معها وأزورها، ولذلك أعتقد أنني قادر أن أكون مؤثرا تماما في الفترة الباقية لي في منصبي). وكشف باول أنه كان قد ناقش مستقبله مع بوش منذ عدة شهور وأنهما اتفقا على أن الوقت الحالي مناسب لرحيله، وهكذا يصل عدد الذين قدموا استقالاتهم منذ إعادة انتخاب الرئيس الامريكي إلى ستة أعضاء. وإجراء تعديل وزاري أمر طبيعي في حالة فوز الرئيس بفترة ولاية ثانية لكن من النادر إعلان أربع استقالات في يوم واحد. فقد أعلن البيت الأبيض استقالة وزير الطاقة سبنسر أبراهامز ووزير التعليم رود بايج ووزيرة الزراعة آن فينيمان، وكان وزير العدل جون أشكروفت ووزير التجارة دون ايفانز قد استقالا الاسبوع الماضي. وباول من العناصر المعتدلة في إدارة بوش، وقد تكون استقالته إيذانا بانتهاج سياسة دولية أكثر تشددا. وقال جيمس روبين المسئول البارز السابق بوزارة الخارجية الذي عمل مستشارا للشئون الخارجية لمرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية جون كيري: إن رحيل باول من الخارجية يمكن أن يعني تحول إدارة بوش نحو أقصى اليمين. وكثيرا ما اختلف باول مع الصقور في إدارة بوش وفي مقدمتهم وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائب الرئيس ديك تشيني. ويعتقد أن باول كان يتبنى موقفا حذرا بشأن سياسة الإدارة الامريكية الصارمة تجاه العراق لكنه أقنع في نهاية المطاف بعرض مبررات حكومته لشن حرب على بغداد أمام الأممالمتحدة في شباط - فبراير عام 2003. وانتشر نبأ استقالة باول بسرعة في أنحاء العالم. وحظي الوزير المستقيل بكثير من الإشادة من نظرائه في دول العالم باعتباره دبلوماسيا جديرا بالاحترام، وفقا لتعبير وكالة الانباء الالمانية. ومن جانب آخر أعلن وزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد يوم الاثنين في كيتو انه لم يناقش استقالته مع الرئيس جورج بوش، لا شفهيا ولا خطيا، مشيرا الى انه سيأسف لكولن باول الذي أعلن استقالته. وفيما يتصل بالاستقالات أيضا فقد أعلن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) بورتر غوس يوم الاثنين أن أكبر مسؤولين عن العمليات السرية للوكالة قدما استقالتهما، مؤكدا انه لن (يحصل فراغ) في عمليات مكافحة الارهاب، بعد استقالة نائب المدير يوم الجمعة. وأضاف غوس في بيان أن ستيفن كابس نائب مدير العمليات السرية ومايكل سوليك مساعده (أعلنا رسميا انهما سيستقيلان من منصبيهما). وتضاف هاتان الاستقالتان إلى تلك التي أعلنها يوم الجمعة نائب مدير الوكالة جون ماكلولين الذي كان يعمل في الوكالة منذ 32 عاما، وتولى إدارتها بالوكالة بعد استقالة مديرها جورج تينيت في حزيران - يونيو الماضي. وقد طلب نائبان ديموقراطيان الاثنين من المدير الجديد للوكالة بورتر غوس شرح أسباب هذه الاستقالات المتتالية. وأكدت المسؤولة الثانية الديموقراطية في لجنة الاستخبارات بمجلس النواب جاين هارمن أن التغييرات التي أجراها غوس النائب الجمهوري عن فلوريدا أدت الى (تفجر) وكالة الاستخبارات من الداخل.