سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
اولويات رايس : الارهاب والنزاع العربي - الاسرائيلي والديموقراطية في الشرق الاوسط موجة استقالات مستمرة في ادارة بوش وآخرها لوزيري الامن الداخلي وسلاح الجو
استمرت حركة الاستقالات والتعيينات في أجهزة الإدارة الأميركية، ليكون آخرها استقالة وزيري الأمن الداخلي توم ريدج وسلاح الجو جيمس روش على أن يتبعهما وزير الصحة والخدمات الإنسانية توم تومسون، في مقابل تعيين نائب رايس ستيفن هادلي مستشاراً للأمن القومي، وترجيح ترشيح بوش مستشارته للسياسة الداخلية مارغريت سبلينغز لمنصب وزير التعليم، فيما سعى الرئيس الأميركي إلى تعزيز قبضته على وكالة الاستخبارات المركزية سي آي أي التي تعرضت بدورها لخضة كبيرة نتيجة موجة الاستقالات. وكان 15 عضواً في إدارة بوش عبّروا عن رغبتهم في التنحي منذ إعلان نتائج الانتخابات في الثاني من تشرين الثاني نوفمبر الجاري، بعضهم استقال بالفعل وآخرون بدأوا بالتنحي تباعاً. وقال مقربون من وزير الأمن الداخلي إن ريدج مستعد للعودة إلى حياته الطبيعية، فيما يتوقع بقاء جون بولتن وكيل وزارة الخارجية لشؤون التسلح. أما دان بارليت مدير الاتصالات لدى بوش، فيتوقع أن تتوسع صلاحياته ليحمل لقب"مستشار رئاسي"أو"نائب كبير الموظفين". وأكد مسؤول رفيع ان بوش قرر قبل أشهر عدم بذل أي جهد للتمسك بوزير الخارجية كولن باول الذي لطالما تحدث عن نيته في الاستقالة. وقال مصدر مقرب من باول إنه"كان ليبقى لو طلب إليه ذلك". وعندما عبرت كوندوليزا رايس في عطلة نهاية الأسبوع في كامب ديفيد عن رغبتها في البقاء، عرض عليها بوش في اللحظة نفسها منصب الخارجية، وهي حقيبة كانت أسرّت رايس لأصدقاء لها قبل عام، بعدم ملاءمتها لها بسبب طباعها الحادة. وأضاف المصدر:"لقد كانت مهتمة بحقيبة الدفاع. لكن الرئيس لم يرغب بتغيير أحصنته في خضم المعركة". أولويات رايس وقال الرئيس عند الإعلان رسمياً عن تعيينها:"بعدما يثبتها مجلس الشيوخ، ستتولى كوندوليزا رايس مهماتها في مرحلة عصيبة تمر بها بلادنا". وفي ما يتعلق بالعالم العربي. وأضاف:"إننا نتبع طريقاً جديداً لحل النزاع العربي - الاسرائيلي، ونهجاً يأخذ في الاعتبار تطلعات الفلسطينيين السلمية في إطار دولة ديموقراطية مع ضمان أمن أصدقائنا الإسرائيليين". كما ان من بين اولويات رايس تعزيز الاجماع الدولي على مكافحة الارهاب والدفع في مشروع الديموقراطية في الشرق الاوسط. ويتوجه بوش الاسبوع المقبل الى تشيلي للمشاركة في قمة"ايبيك"لمناقشة سبل مكافحة الارهاب. وعلى رغم انتقال رايس إلى الخارجية، يبقى اهتمام بوش بمجلس الأمن القومي كبيراً، لا سيما أن على رأسه هيئة تحتفظ بإشراف وثيق على القرارات الكبرى في مجال الديبلوماسية والدفاع. وعين بوش ستيفن هادلي مستشاراً جديداً للأمن القومي في البيت الأبيض، وهو يعرف كرجل خفيض الصوت يجيد العمل في ظل رئيسته القوية السابقة رايس. ومن غير المتوقع أن يتمتع هادلي 57 عاماً الذي لا يتطلب تعيينه موافقة مجلس الشيوخ بالقدر عينه من النفوذ الذي حظيت به رايس. قبضة غوس وارتياح البنتاغون وفيما الأنظار مشدودة ناحية البيت الأبيض، قال المدير القومي للاستخبارات بورتر غوس في مذكرة وجهها إلى موظفي"سي آي أي"إن مهمتهم هي"دعم الإدارة وسياساتها". ولفت الى أن الهدف من المذكرة هو"توضيح قواعد الطريق". ويبدو أن غوس يهدف الى التصدي لقرار اتخذ في عهد جورج تينيت مدير"سي آي أي"المستقيل سمح للمحلل في الوكالة مايكل سوير الذي استقال قبل أيام، بنشر كتاب انتقد فيه الحرب على الإرهاب. من جهتهم، عبر مسؤولون في وزارة الدفاع البنتاغون عن تفاؤلهم بالتطورات الحاصلة داخل"سي آي أي"، متوقعين أن تنهي التغييرات معارضة البعض للحرب على الإرهاب. وقبل 11 أيلول سبتمبر 2001، كانت"سي آي أي"المسؤولة عن مطاردة"القاعدة"ثم جاء دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي ووضع يده على مهمة مطاردة الإرهابيين ليحد من بعض صلاحيات"سي آي أي". كذلك في الكونغرس، عبر مفاوضون عن أملهم في التوصل الى اتفاق يتعلق بالإصلاحات في وكالة الاستخبارات المركزية قبل اختتام الدورة الحالية للكونغرس. استقالات وتعيينات من جهة أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية البنتاغون أن وزير سلاح الجو الاميركي جيمس روش استقال من منصبه، وأضافت أن روش الذي سبق له أن قضى 23 عاماً في سلاح البحرية أبلغ وزير الدفاع دونالد رامسفيلد في مطلع تشرين الأول أكتوبر الماضي، انه يعتزم التقاعد في نهاية الولاية الأولى لبوش. في المقابل، أقر مجلس الشيوخ تعيين فرانسيس هارفي المدير التنفيذي في قطاع صناعة السلاح وزيراً للجيش على رغم اعتراض بعض الديموقراطيين الذين يرون أنه يفتقر إلى الدراية الكافية بالقوات المنغمسة في حرب العراق. وفي ما يتعلق بحقيبة التعليم، أكدت مصادر في الإدارة أن بوش ينوي ترشيح مستشارته للسياسة الداخلية مارغريت سبلينغز لشغل منصب وزير التعليم، لتحل محل رود بيج الذي أعلن استقالته في وقت سابق من هذا الأسبوع في إطار تغيير وزاري أوسع لفترة الولاية الثانية لبوش. ردود فعل وأسف المستشار الألماني غيرهارد شرودر أمس لاستقالة باول من منصبه لكنه أعرب في الوقت نفسه عن تطلعه للتعاون مع خليفته كوندوليزا رايس. وقال شرودر في حديث تنشره مجلة"دي تسايت"أمس انه يرحب بالتعاون مع الوزيرة الجديدة. ودعا المستشار في حديثه الولاياتالمتحدة للعمل على تقوية التعاون الدولي وتعزيز الحوار مع شركائها في العالم. وعقّب وزير الخارجية الألماني يوشكا فيشر ايجاباً على تعيين رايس وزيرة جديدة للخارجية، قائلاً ان حكومته"تأمل في بقاء العلاقات الجيدة مع الولاياتالمتحدة التي أرسيت خلال فترة رئاستها لمجلس الأمن القومي". بدورها، عبرت اسرائيل أمس عن ارتياحها لتعيين رايس على رأس وزارة الخارجية ومساعدها ستيفن هادلي مستشاراً للامن القومي. وقال مسؤول اسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه:"نحن مرتاحون لاختيار مسؤولين اثبتا صداقتهما لاسرائيل طوال الاتصالات المكثفة التي اجرياها مع ممثليها".