قبل عشرة أعوام كانت فكرة أن يشارك مراقبون من روسيا وغيرها من البلاد في الانتخابات الأمريكية لضمان حقوق الناخب الأمريكي ستثير الدهشة وعدم التصديق، فخلال الستينيات والسبعينيات حارب جماعات حقوق الانسان المحلية بشدة لحماية حقوق الناخب الأمريكي من أصل إفريقي في الولايات الجنوبية مثل ألباما والمسيسيبي وكان دور المراقبين ينحصر هناك. أما يوم غد الثلاثاء فسيتوزع نحو ألف مراقب دولي على ولايات مثل أوهايو وبنسلفانيا وأيوا حيث ستحدد نتيجة الانتخابات التي يعتبرها البعض الاكثر سخونة في تاريخ أمريكا. وفي الوقت الذي ركز فيه المرشحون على قضية الارهاب في حملاتهم الانتخابية في ولايات مثل ويسكونسن ومينيسوتا وأيوا وأوهايو فإن المراقبين وهم الاكبر عدداً حتى الآن من منظمات مثل منظمة التعاون والأمن في أوروبا وغيرها سيركزون على ضمان عدم حدوث أزمة انتخابية كالتي حدثت في عام 2000 عندما تغلب الرئيس الحالي جورج بوش على منافسه آل جور بفارق 537 صوتاً في ولاية فلوريدا ليفوز بكرسي الحكم في البيت الابيض. وفي هذا الوقت أفادت تقارير كثيرة أن المسؤولين استبعدوا أصوات الاقليات العرقية وكانوا مسؤولين عن الكثير من الاخطاء. وهناك مخاوف من أن تتكرر هذه المشاكل مع احتدام المنافسة بين الجمهوري بوش ومنافسه الديمقراطي جون كيري. وكان الأمن القضية المحورية لمرشحي الانتخابات الرئاسية الأمريكية يوم السبت قبل ثلاثة أيام فقط من اليوم الذي يختار فيه أكثر من 100 مليون أمريكي (الساكن) الجديد للبيت الأبيض. ولم يذكر بوش أسامة بن لادن بالاسم بعد يوم واحد من توجيه زعيم تنظيم القاعدة رسالة للشعب الأمريكي ولكن بوش تحدث عن (الارهاب).وقال في خطابات متطابقة تقريبا في ميتشجان وويسكونسن ومينسوتا إن الارهابيين الذين قتلوا الآلاف من الابرياء مازالوا خطرين وعاقدين العزم، نتيجة هذه الانتخابات ستحدد اتجاه الحرب ضد الإرهاب. وفي تكرار لرسالة حرص على ترديدها طوال حملته الانتخابية بأنه أثبت نفسه كزعيم قوي الارادة وأن منافسه الديمقراطي السيناتور جون كيري سيكون رئيسا مترددا قال بوش إذا أظهرت أمريكا أي شكوك أو ضعف في هذا العقد فإن العالم سيتجه إلى مأساة، وهذا لن يحدث في عهدي. وكان بوش قد تلقى رسالة مقلقة يوم الجمعة تذكره بأن القوات الأمريكية لم تصل إلى زعيم القاعدة منذ هجمات 11 أيلول/ سبتمبر عام 2001 التي ألقت إدارة بوش مسؤوليتها على القاعدة. وظهر ابن لادن في الشريط المصور وهو يحذر الأمريكيين بشأن سلامتهم بصرف النظر عن الشخص الذي سيفوز في الانتخابات. وكرر كيري مقولته بأن الحرب على العراق صرفت البلاد عن العثور على زعيم القاعدة وتعقب التهديد الارهابي الحقيقي، وقال كان من الخطأ أن نبعد قواتنا من أفغانستان حتى يمكن أن نندفع إلى حرب في العراق دون وجود خطة لتحقيق السلام. وفور بث شريط بن لادن بدأ النقاد والمحللون السياسيون والحزبان الرئيسيان في أمريكا يفكرون في كيفية تأثيره على نتيجة تصويت يوم غد الثلاثاء. ومن المستبعد العثور على إجابة لهذا السؤال حتى يوم الانتخابات ولكن نتائج استطلاعين للرأي نشرت يوم السبت أظهرت أن السباق مازال حامي الوطيس. وكشف استطلاع أجرته شبكة فوكس الاخبارية أن بوش يتقدم على كيري بنسبة 47 في المئة مقابل 45 في المئة في حين أظهر استطلاع أجراه مركز زغبي أن كيري يتقدم بفارق واحد في المئة على بوش بنسبة 47 في المئة مقابل 46 في المئة، وأشارت استطلاعات رأي أخرى حديثة إلى تعادل المرشحين.
