قبل يومين على الانتخابات الرئاسية، تعادل الرئيس جورج بوش مع منافسه الديموقراطي جون كيري في ولايتي فلوريدا وبنسلفانيا، فيما سجل تقدم بوش في أوهايو ونيو مكسيكو وكولورادو، في مقابل تقدم كيري في ويسكونسن، بحسبما أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز "زغبي" ووكالة "رويترز" في عشر ولايات وأعلنت نتائجه أمس. وفي أحدث ما خلص اليه الاستطلاع التسلسلي الذي يحسب نتائج ثلاثة أيام متعاقبة، منها يوم أجري فيه بعد بث شريط فيديو لاسامة بن لادن، حصل كل من بوش وكيري على 48 في المئة. وكان كيري متقدماً السبت، إذ حصل على 47 في المئة في مقابل 46 في المئة لبوش. ولم يحسم بعد اثنان في المئة من الناخبين أمرهم، فيما يجوب بوش وكيري الولايات العشر التي تشهد معركة انتخابية محتدمة، في محاولة لاستمالة اصوات ال270 مندوباً الى المجمع الانتخابي التي يحتاجها كل منهما للفوز غداً الثلثاء. وتقدم كيري على بوش بنسبة 51 في المئة في مقابل 41 في المئة بين الناخبين المسجلين حديثاً، وهي مجموعة لا يمكن التكهن بما ستفعله وقد تكون ورقة رابحة يوم الانتخابات. ويتوقف هذا على العدد الذي سيشارك منهم بالفعل في التصويت. واستطلعت آراء 1207 ناخبين في الفترة من الخميس الى السبت بهامش خطأ 2.9 نقطة مئوية بالزيادة أو النقصان. ويستمر الاستطلاع حتى غد الاثنين. وسيتوزع نحو ألف مراقب دولي على ولايات مثل أوهايو وبنسلفانيا وآيوا حيث ستحدد نتيجة الانتخابات. إلى ذلك، اظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه مجلة "نيوزويك"، استعادة بوش الصدارة بحصوله على خمسين في المئة من الأصوات في مقابل 44 في المئة لمنافسه. واجري الاستطلاع قبل بث شريط الفيديو الذي ظهر فيه بن لادن. وفي الولايات المترددة، غالباً ما تكون الاهتمامات بعيدة كل البعد عن النقاشات المستعرة في واشنطن. ففي منطقة البحيرات الكبرى على المرشحين إقناع مزارعين غالباً ما يكونون من المحافظين، يمرون بصعوبات. وفي فلوريدا، عليهم استمالة مجموعات مختلفة كل الاختلاف مثل السود في شمال الولاية الذين يدعمون الديموقراطيين تقليداً والمنفيين الكوبيين الجمهوريين في شكل كبير، أو المتقاعدين الذين انتقلوا الى هذه الولاية المشمسة لقضاء آخر سنوات حياتهم. تدخل الكنائس من جهة أخرى، برزت مخاوف في أوساط الحزب الديموقراطي من تدخل الدين في السلطة والذي يتعارض مع الدستور الأميركي، لا سيما أن كثيراً من الكنائس عمدت في عظاتها ليوم الأحد الأخير السابق للانتخابات، إلى حض الناس على انتخاب بوش، ولا سيما في الكنائس الانجيلية. وأشار استطلاع أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" ومحطة "أن بي سي" الى أن أربعين في المئة من المؤمنين يفضلون بوش. وقد حرص الرئيس الجمهوري في السنوات الأربع الماضية على الحفاظ على تلك القاعدة من الناخبين، والتي كان خسر منها والده عام 1992 لأسباب اقتصادية في شكل رئيسي. نصائح كلارك وطمأنة ريدج على الصعيد الأمني، حدد خبير شؤون الإرهاب ريتشارد كلارك المسؤول السابق عن قسم الإرهاب في مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، ثلاث مهمات استراتيجية للرئيس المقبل للبيت الأبيض، للتغلب على الإرهاب الدولي. ودعا كلارك في مقال تحليلي تحت عنوان "نهاية الجهاد" ونشرته مجلة "دير شبيغل" الألمانية في عددها الصادر أمس، الرئيس الأميركي المقبل إلى محاربة الإرهاب الدولي على الشكل الآتي: 1- تعيين مفوض خاص في مجلس الأمن القومي يقود التحقيقات الخاصة بمصادر تمويل الإرهاب ويقدم تقريراً سنوياً للرئيس عن الدول المتعاونة في هذا المجال. 2- تعزيز الوحدات الخاصة التابعة للجيش الأميركي والمخصصة لمحاربة الإرهابيين في مختلف أنحاء العالم، وتأمين المساعدة لها من جانب وحدات خاصة تعمل بصورة سرية في دول أخرى. 3- العمل بصورة حازمة لمنع وقوع أسلحة ذرية في أيدي الإرهابيين، وبالتالي تفادي حصول كارثة نووية، والسعي لعقد اتفاقات تمنع تخصيب اليورانيوم. داخلياً، قال توم ريدج وزير الأمن الداخلي الأميركي: "لا نحتاج الى الانتقال الى المستوى البرتقالي مرتفع جداً لاتخاذ إجراءات"، رداً على التهديدات "أو لتحسين الأمن في البلاد". والتأهب الإرهابي هو حالياً على المستوى الأصفر. وكان رفع الى المستوى البرتقالي في الأول من آب أغسطس الماضي، في محيط بعض المراكز المالية في واشنطن ونيويورك ونيوارك. وسعى الوزير الأميركي الى الطمأنة، داعياً الأميركيين الى "الشعور بالأمان" والتوجه الى مكاتب الاقتراع الثلثاء. لكن السلطات الأميركية أكدت أنها "تأخذ بأكبر قدر من الجدية" التهديدات التي وجهها أسامة بن لادن قبل يومين. وقال ريدج إن "شريط الفيديو جديد لكن التهديد ليس كذلك. أوساط الاستخبارات ليست بحاجة الى فيديو لبن لادن ليذكرنا بأنه مصمم على شن اعتداءات هنا". وطلب بوش من كبار مستشاريه للأمن القومي اتخاذ الإجراءات "التي تكون ضرورية". ولم يعط البيت الأبيض أي تفاصيل إضافية في شأن هذه الإجراءات. على صعيد آخر، يقوم فريق عمل وزارة العمل الأميركية بتحليل إحصاءات أجراها اقتصاديون مستقلون، للنظر في كيف يمكن للرئيس جورج بوش أن يحقق نتائج أفضل في انتخابات الثلثاء. وقالت وكالة "أسوشييتد برس" إنها حصلت على تقرير وزارة العمل والذي يتضمن تحليلات لنماذج اقتصادية تتحدث عن كيف سيهزم بوش كيري. ويحمل التقرير عنوان "تحت المجهر: توقع نتيجة الانتخابات". وبحسب التقرير الصادر بتاريخ 22 تشرين الأول أكتوبر عن قسم التوظيف والتدريب التابع لمساعد وزير العمل، سيحصل بوش على أصوات 57.5 أو 51.2 في المئة من الناخبين. وهاجمت حملة كيري التقرير، مؤكدة أنه يتضمن معلومات مزورة. راجع ص 8