للوطن رجال يرسمون فوق ثراه ملامح عطاء.. سجلوا لهم في صفحة الولاء سطوراً مضيئة.. ومن مراحل النماء بصمات واضحة.. كرّسوا جهودهم وظهرت بصماتهم فكانت ثقة القيادة وسام شرف علقوه فوق أعناقهم.. .. وكان معالي الدكتور عبد الرحمن السويلم رئيس جمعية الهلال الأحمر السعودي ولا يزال ذلك الجندي الذي تأبط وسام الثقة الكريمة فأعطى بلا حدود.. وعمل بإخلاص وتفانٍ.. جهد أتعب معه كوكبة الشباب العاملين معه.. يصر على أن ينحت فوق الصخرة الصماء ملامح عطاء.. وبشرى أمل قادم.. .. لم يكن السرير الأبيض قادراً على كبح جماح الفارس.. تعب القلب من طموح صاحبه.. وأجهد من نظراته المتوثبة وإصراره على أن يعصر الإمكانات البسيطة المتاحة له ليؤسس لبقايا الأمل.. .. تعب القلب من عناء السفر والترحال.. وطأت حوافره مشارق الأرض ومغاربها.. يضع فوق الشفاه المتعبة بلسم الشفاء.. من بام إلى دارفور مروراً بالشيشان وافغانستان والعراق وتركيا وامتداداً لكوسوفا والبوسنة وفي كل بقاع الأرض يركض ممثلاً وطنه الغالي.. حاملاً عطاء حكومة هذا البلد الكريم ومبشراً بدور المسلم تجاه إخوانه والبشرية جمعاء.. .. تعب القلب من هموم صاحبه.. لا يرضى بأنصاف الحلول.. ولا يؤمن أن للمحارب استراحة.. يتعب من خلفه فكيف من بعده..!! يؤمن بأن كل شيء ممكن حتى انني أعتقد انه يؤمن بأن الجمل قادراً على ان يلج في سم الخياط..!! هذا الدكتور أو (الدكاترة) إن أردتم أو أراد الواقع.. له منهج في العمل عايشته عن قرب.. يصر على أن الجميع جنود وليسوا موظفي مكاتب فقط.. يؤكد أن العمل بإخلاص تام ونكران للذات هو الهدف فالوطن هو من يحملنا فوق ثراه ويجب أن نحمله في قلوبنا وينتصب هذا الوطن والمواطن في كل سلوكياتننا ولن يكون لأي عمل أي أثر ما لم يرتبط بإيمان تام بهذه النظرية.. كنت أرثى لحال زملائي (الشباب) الذين يحاولون اللحاق بطموح معالي الرئيس وكلما توقعوا أنهم وصلوا إلى نهاية الطريق فتح لهم ألف طريق..!! .. معالي الدكتور عبد الرحمن السويلم.. مر بالعديد من المواقع والمناصب والمهام، ظل في هذه المواقع كافة الرجل المناسب في المكان المناسب.. يعمل بهدوء تارة.. وبصخب تارة أخرى.. وفي النهاية يسعى لتحقيق طموح واتمام رسالة.. جهد لا ينضب.. وعطاء متوقد.. يدير مسئولياته بهمة ونشاط الشباب وحنكة الرجال.. وصبر الواثقين من النهاية السعيدة لكل خطوة. .. جاء إلى جمعية الهلال الأحمر السعودي بإيمان الواثق متسلحاً بثقة القيادة الحكيمة.. وبثروته الغنية بالتجارب وبروحه الوثابة رغم معرفته بأوضاع الجمعية وإمكاناتها استطاع إعادة ترتيب الأوراق.. ثم بدأ ينحت في الصخرة الصماء ليرسم شارة الهلال.. ظهرت بصماته.. ووضح جهده وعطاؤه.. نجح في كثير من خطواته ولكن في بعضها صدمته الإمكانات الضعيفة.. ظل يحلم بالإسعاف الطائر ونشر الخدمة الإسعافية في كل موقع من هذا الوطن الكبير. .. يرسم للتطوع برنامجاً.. وللتدريب خطة عمل.. ولتأهيل الكوادر الفنية إعادة بناء.. يؤمن بالتوعية ويسعى لها ويؤكد على أهمية التقنية العلمية والفنية في التعامل ومباشرة الأعمال. .. في ميدان الإغاثة.. ظل يعايش أوضاع العالم في الحروب والكوارث.. يحمل أحاسيس وتداعيات هذه الأوضاع فتنعكس دعماً غير محدود من قيادة الوطن العليا.. ومن مواطني هذا البلد الكريم.. غزل للاغاثة السعودية وشاحاً جميلاً يعكس جمال الوطن السعودي ومواقفه.. تحرك في كل القارات ووقف شخصياً في ميادين الإغاثة السعودية يحمل بين يديه عطاء الوطن.. وخيارات لا تنتهي.. ظل يسأل عن كل صغيرة.. ويذلل كل صعب في سبيل أداء عمل مميز.. في مهام استثنائية.. لا يؤمن بالعوائق لكنه يدرس الواقع ويرسم خطته في محيط دائرته. لك الله - أيها الرجل العصامي - فقد أجهدت قلبك الطيب حتى في أثناء أنينه..!! كل الدعوات الصادمة بأن يمن الله عليك بالصحة والعافية.. وأن يجزل لك المثوبة في كل خطواتك ومواقفك التي يشهد لك بها الجميع.. فقد ظللت المسئول المحنك.. والرجل العصامي.. والمواطن المخلص.. والإنسان المليء إنسانيةً وعطفاً. .. نتطلع لعودتك إلى ركضك - معالي الرئيس - فقد عهدناك ترفض القيد وتملأ كل الساحات صهيلاً..!!