المقال الأكثر من رائع للدكتور عائض القرني الذي تطرق فيه إلى قصة الحضارم في صناعة النجاح وتمنى معرفة مفتاح التميز والتفرد في مسيرتهم وتساءل عن السر في عبقريتهم فهم من حققوا النجومية في عالم الطموح وهم أصحاب الألمعية في البذل والعزيمة والنفوذ... ولا دهشة في صناعة المجد بالكفاح والجهد فأجدادنا تعلموا أن الإيمان والإرادة هما الأساس المتين في القيادة وأضاف أباؤنا أن الثقة بالنفس تعني سلامة القلب والسيادة وتألق أبناؤنا في الحفاظ على مواصفات الريادة، فالكرامة مبدأ لا يحتمل المساومة ولا يخضع للنقصان أو الزيادة !! والوفاء صفة تسمو بالعقول نحو السعادة، والتضحية رمز من رموز الأصالة، والأمانة درع واق من التضليل والخيانة. لقد أيقنا أن العلم والوعي هما عبق التاريخ في بناء الحضارات والتحرر من الجهل يصل بنا إلى أقصى الغايات، وبالإخلاص في العمل نحقق الإنجازات وبحسن الخلق نواصل امتلاك القلوب بالعادات، وبالحزم نحدد الهدف ونميز الاتجاهات وبالصدق نترك في الأعماق البصمات وبالمثابرة ننحت الصخر ونقهر الأزمات، وبالصبر نُرهق المستحيل ونُسجل الإصرار على بياض الصفحات، وبالإنصات إلى صوت الحق نضع الأجيال على قاعدة الشموخ. نؤمن بأن الحقيقة تُصنع من الفكرة، كما الغيث الذي يبدأ بالقطرة، والمعاناة التي تنتهي بالعبرة. ونؤكد أن ترشيد المال ليس عيبا، كما التوظيف الأمثل للموارد بات موردا، كما البئر التي تمنح ثروة كلما استثمرت بالعقل عقلاً !! إن العبقرية الحضرمية التي وصفها سعادة الدكتور ليست محض خيال أو بلاغة في القول أو ضربا من ضروب المحال. إنها حقيقة خالدة عبر العصور تترجم قوة الاحتمال النادرة لأناس عصاميين جعلوا من الفقر نعمة وبدلوا الخوف بالحكمة وجعلوا من الهجرة وطنا يستظلون بظلاله من هجير الظلم، هم من يعملون في صمت ويبدعون في رسم شروق شمس الغد. يقول أحدهم : وفتية إن نقل أصغوا مسامعهم لقولنا أو دعوناهم أجابونا تدرعوا العقل جلبابا فإن حميت نار الوغى خلتهم فيها مجانينا إذا ادعوا جاءت الدنيا مصدقة وإن دعوا قالت الأيام آمينا قطر: بعيدا عن العصبية والنعرات القبلية وأي نوع من أنواع الجاهلية كل الفخر لأولئك الذين تجري في عروقهم دماء حضرمية. مكةالمكرمة ص. ب 30274 - الرمز البريدي : 21955 البريد الالكتروني :[email protected]