حين تنبض الأعماق بالرقي تتجسد المشاعر وترسم الأحاسيس أجمل لوحات الصفاء وتنسج ألوان الحبر أدق العبارات تجاه قلوب نشهد بعظيم أفعالها وكريم شيمها وشفافية سخائها وصدق عطائها .. حين تكون الهوية مرصعة بالجواهر والمآثر من القيم والأخلاقيات يُشير بريقها بين الحين والآخر إلى أروع صفات الإخاء حيث تفاصيل المحبة تعني المساندة والمؤازرة وخالص الأمنيات .. لا دهشة في صناعة المجد بالكفاح والجهد فأجدادنا تعلموا أن الإيمان والإرادة هما الأساس المتين في القيادة وأضاف الآباء أن الثقة بالنفس تعني سلامة القلب والسيادة وتألق أبنائنا في الحفاظ على مواصفات الريادة ، فالكرامة مبدأ لا يحتمل المساومة ولا يخضع للنقصان أو الزيادة والوفاء صفة تسمو بالعقول نحو السعادة، والتضحية رمز من رموز الأصالة، والأمانة درع واق من التضليل والخيانة. لقد أيقنا أن العلم والوعي هما عبق التاريخ في بناء الحضارات والتحرر من الجهل يصل بنا إلى أقصى الغايات، وبالإخلاص في العمل نحقق الإنجازات وبحسن الخلق نواصل امتلاك القلوب بالعادات، وبالحزم نحدد الهدف ونميز الاتجاهات وبالصدق نترك في الأعماق البصمات وبالمثابرة ننحت الصخر ونقهر الأزمات، وبالصبر نُرهق المستحيل ونُسجل الإصرار على بياض الصفحات، وبالإنصات إلى صوت الحق نضع الأجيال على قاعدة الشموخ. نؤمن بأن الحقيقة تُصنع من الفكرة، كما الغيث الذي يبدأ بالقطرة، والمعاناة التي تنتهي بالعبرة. ونؤكد أن ترشيد المال ليس عيبا، كما التوظيف الأمثل للموارد بات موردا، كما البئر التي تمنح ثروة كلما استثمرت بالعقل عقلاً !! إن العبقرية الحضرمية ليست محض خيال أو بلاغة في القول أو ضربا من ضروب المحال. إنها حقيقة خالدة عبر العصور تترجم قوة الاحتمال النادرة لأناس عصاميين جعلوا من الفقر نعمة وبدلوا الخوف بالحكمة وجعلوا من الهجرة وطنا يستظلون بظلاله من هجير الظلم، هم من يعملون في صمت ويبدعون في رسم شروق شمس الغد.