قبل يومين من توجيه المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، دوف فايسغلاس، إلى واشنطن لالتقاء مستشارة الأمن القومي الأمريكي، كوندوليزا رايس، سعيا من حكومة شارون إلى الحصول على تأييد إدارة بوش لمسار جدار الفصل العنصري المعدل، الذي سيضم بداخله الكتل الاستيطانية في الأراضي المحتلة، ومستوطنتي اريئيل ومعاليه ادوميم.. التقى السفير الأمريكي لدى إسرائيل، دان كرتزر، يوم الخميس الماضي، الموافق 9 - 9 - 2004 مع قادة المستوطنين، في أول لقاء من نوعه. ونقل موقع يديعوت احرونوت الإلكتروني عن قادة مجلس المستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة: أن هذا اللقاء يشكل بداية لقناة اتصال بين قيادة المستوطنين وبين السفير والإدارة الأمريكية. وبحسب إذاعة الجيش الإسرائيلي: فان المستشار الخاص لرئيس الوزراء الإسرائيلي، فايسغلاس، سيسعى إلى الحصول، أيضا على دعم أمريكي لإسرائيل مع بدء أعمال دورة الهيئة العامة للأمم المتحدة التي ستنظر في قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي المتعلق بجدار الفصل العنصري. وكان السفير الأمريكي لدى إسرائيل، دان كرتزر، التقى يوم الخميس، الموافق 9 - 9 - 2004 مع قادة المستوطنين، في أول لقاء من نوعه. وشارك في اللقاء مع السفير الأمريكي، رئيس مجلس المستوطنات، بن تسيون ليبرمان، ونائبه شاؤل غولدشطاين. وأضاف موقع يديعوت احرونوت: أن اللقاء تمحور حول خطة فك الارتباط، التي يعارضها المستوطنون بشدة، والجدار العازل والبؤر الاستيطانية وتوسيع المستوطنات. وتابع الموقع: إن قادة المستوطنين أوضحوا للسفير الخطر الكامن في الانسحاب من غوش قطيف (الكتلة الاستيطانية في القطاع) وشمال الضفة، وان الجدار هو حاجة أمنية وليس حدودا سياسية.. يذكر أن مجلس المستوطنات كان دعا أعدادا كبيرة من المستوطنين، مرتين خلال الشهر الأخير، إلى موقعين أقيم فيهما بؤرتين استيطانيتين عشوائيتين، بعدما حضرت قوات الجيش الإسرائيلي لإخلائهما.. وقالت مصادر عسكرية إسرائيلية: انه بسبب تواجد أعداد كبيرة من المستوطنين تم تأجيل إخلاء البؤرتين الاستيطانيتين.. قادة المستوطنين: خطة الفصل قد تؤدي إلى حرب أهلية في إسرائيل هذا وتدفق آلاف المستوطنين، تقلهم حافلات ركاب وصلت من شمال الضفة الغربية ومن جنوبها ومن المجمع الاستيطاني (غوش قطيف) في قطاع غزة، ومن داخل إسرائيل؛ يوم أمس الأول (الأحد) الموافق 12 - 9 - 2004، إلى ساحة (تسيون) في مدينة القدس، للمشاركة في مظاهرة حاشدة شعارها (الانفصال يمزق الشعب)، وذلك قبل يومين من الاجتماع الحاسم للمجلس الوزاري المصغر.. وقد أعلن ما يسمى مجلس مستوطنات الضفة الغربية وقطاع غزة في بيان له: أن الرسالة الأساسية لهذا التجمع ستتمثل في التشديد على أن خطة الفصل ستؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني ليس فقط ليهود الضفة الغربية وقطاع غزة، بل وأيضا للإسرائيليين المقيمين في المناطق الأخرى من إسرائيل.!! وكان قادة المستوطنين قد ابلغوا وزير الأمن الإسرائيلي شاؤول موفاز خلال لقاء عقد بين الجانبين مؤخرا أن خطة الفصل قد تؤدي إلى حرب أهلية في إسرائيل. وذكرت صحيفة يديعوت احرونوت العبرية أن موفاز قال لقادة المستوطنين خلال الاجتماع الذي وصفته بالصعب: اني قلق جدا من مظاهر العنف بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي.. سيطروا على جمهوركم.. وأوردت الصحيفة العبرية: أن المستوطنين ردوا على موفاز محذرين الوضع يتفاقم فقط.. فك الارتباط من شأنه أن يؤدي إلى (حرب أهلية) ولسنا واثقين من قدرتنا على منعها..!! وأوضحت يديعوت احرونوت: أن المشاركين في الاجتماع بحثوا في خطر فقدان السيطرة كلما تقدمت خطة فك الارتباط. شارون يرفض ابقاء ولو براكية واحدة من مستوطنات غوش عتسيون خارج الجدار العنصري هذا وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي، اريئيل شارون، رفض يوم الأربعاء، الموافق 8 - 9 - 2004 وبشدة، إجراء أي تغيير في مسار جدار الفصل العنصري في مستوطنات (غوش عتسيون)، مطلقا تصريحات شديدة اللهجة ضد قضاة المحكمة العليا الإسرائيلية، الذين اصدروا، مؤخرا، قرارا بإلغاء مقاطع من مسار الجدار العنصري، وتوصية بأخذ احتياجات الفلسطينيين بالحسبان.. فخلال الجلسة التي عقدها شارون، بمشاركة وزير الأمن الإسرائيلي شاؤل موفاز، ورئيس هيئة أركان الجيش الاسرائيلي، موشيه يعلون، ورئيس جهاز الشاباك، افي ديختر، والمستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، مناحيم مزوز، لمناقشة مخططات بديلة أعدها الجيش لمسار الجدار، احتدم النقاش بين الحضور حول الموقف الذي يجب عرضه أمام قضاة المحكمة العليا في إسرائيل. وقال وزير الأمن، موفاز: انه يريد الظهور أمام المحكمة لطرح تسويغات تختلف عما تم طرحه أمامهم حتى الآن، حسب قوله.. وادعى رئيس مستشار شارون لشؤون الأمن القومي الإسرائيلي، غيورا ايلاند: أن الموقف الذي عرضته النيابة الإسرائيلية أمام المحكمة كان فاشلا، واقترح العودة إلى المحكمة العليا والادعاء بأن الجدار أعد للدفاع عن الإسرائيليين وليس عن إسرائيل.. فرد عليه المستشار القضائي، مزوز قائلا: إذا كنت تريد الدفاع عن كل الإسرائيليين في الضفة الغربية، فلتنقل الجدار شرقا، بحيث لا يبقى أي إسرائيلي خارجه، وتسيطر على غالبية أراضى الضفة الغربية.. ودعم رئيس جهاز الشاباك، ديختر، ضم غالبية المستوطنات داخل الجدار الفاصل، لمنح الأمن لغالبية المستوطنين.. وعندما احتدم النقاش حول المسار في منطقة غوش عتسيون، قال شارون للحضور: لن اسمح بإبقاء حتى براكية واحدة في مستوطنات غوش عتسيون، وراء الجدار..!! وتوجه شارون إلى المسؤولين الأمنيين قائلاً لهم: في المرة القادمة، عندما يسألكم قضاة المحكمة العليا حول المعايير التي جعلتكم تضمون كل مستوطنات غوش عتسيون داخل الجدار، اقترح عليكم إرسالهم إلى مقبرة هرتسل، الى المقبرة الجماعية ل(ضحايا) الغوش الذين قتلوا على أيدي الحشود العربية في حرب (التحرير) (هكذا تسمى حرب 48 في القاموس الإسرائيلي)، زيارة القضاة على جبل هرتسل ستساعدهم على فهم قرارنا يقول شارون.. ورفض شارون الطروحات التي قالت إن تصريحه هذا يعني المس البالغ بالمزارعين الفلسطينيين الذين سيتم تسييج أراضيهم بشكل يتعارض مع المعايير التي حددها قرار المحكمة العليا.. هذا وقال بيان صادر عن مكتب شارون: إن الأخير وافق على خطة وزارة الأمن الإسرائيلية من حيث المبدأ، الداعية إلى تغييرات في مسار الجدار، بعد أن قضت المحكمة العليا الإسرائيلية بأن المخطط يجب أن يستقطع أراضي فلسطينية أقل.. في حين قضت محكمة العدل الدولية بأن الجدار غير قانوني.. وقالت المصادر السياسية في إسرائيل: إن المسار الجديد أقصر لأنه سيقترب أكثر من الخط الأخضر.. لكن المصادر قالت انه سيضم رغم ذلك مستوطنتي (معاليه أدوميم، وغوش عتصيون) وهما اثنتان من كبريات المستوطنات في الضفة الغربية وكذلك مستوطنة أرئيل.. ومع ذلك سيتم استبعاد شريط من المستوطنات المعزولة على الحافة الجنوبية للضفة. وقالت المصادر: إن شارون سيسعى إلى الحصول على دعم الولاياتالمتحدة حليف إسرائيل الرئيسي من أجل المسار المعدل.. وتعارض واشنطن تقليديا بناء المستوطنات غير المشروعة بموجب القانون الدولي، ولكن لدعم خطة شارون لفك الارتباط مع الفلسطينيين من خلال الانسحاب من قطاع غزة وخمس مستوطنات في الضفة الغربية قالت واشنطن إن بوسع إسرائيل أن تتوقع في نهاية الأمر الاحتفاظ ببعض المستوطنات، خاصة الكبرى في الضفة الغربية وخففت إدارة بوش في عام الانتخابات الأمريكية، التي هي بأمس الحاجة لأصوات يهود أمريكا، خففت من معارضتها لبعض أعمال البناء في المستوطنات بزعم الزيادة السكانية العمودية الطبيعية في المستوطنات اليهودية!!!!