سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مستبقاً المفاوضات على "خريطة الطريق" ومستغلاً انشغال العالم بتنفيذ "خطة الفصل" . شارون يأمر بتسريع بناء الجدار الفاصل خصوصاً حول القدس ومستوطنة "ارييل"
أكد الاجتماع الخاص الذي عقده أمس رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون مع وزيري الدفاع والعدل شاؤول موفاز وتسيبي ليفني وأركان المؤسسة العسكرية وتناول وتيرة بناء الجدار الفاصل في أعماق الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، صحة أنباء صحافية اسرائيلية عن نية شارون استغلال انشغال العالم بخطة"فك الارتباط"عن قطاع غزة المزمع البدء بتنفيذها منتصف الشهر المقبل ليفرض حقائق على الأرض يغض المجتمع الدولي الطرف عنها، ولتسبق اسرائيل بذلك المفاوضات المفترض انطلاقها مع الفلسطينيين وفقاً ل"خريطة الطريق"الدولية. وقالت مصادر صحافية ان شارون وموفاز حضّا المسؤولين عن اقامة الجدار على تسريع وتيرة البناء خصوصاً في أجزائه في محيط مدينة القدس وحول مستوطنة"ارييل"المزروعة على اراضي سلفيت ونابلس شمال الضفة الغربية بهدف ضم كبرى المستوطنات الى"السيادة"الاسرائيلية في إطار أي تسوية دائمة لحل الصراع الفلسطيني ? الاسرائيلي. وأضافت ان المجتمعين تباحثوا في كيفية التغلب على"العثرات"القضائية المتمثلة بالتماسات الفلسطينيين المتضررين من مصادرة أراضيهم ومنظمات حقوقية ترى ان بناء الجدار يشكل انتهاكاً للقوانين والمواثيق الدولية. كما أخذ المجتمعون في حساباتهم الموقف الأميركي المعارض إقامة الجدار في"ارييل"وتدارسوا سبل الالتفاف على هذه"العثرات"وتجنب"زجر أميركي". واقترح موفاز اجراء بعض التعديلات على مسار الجدار في"ارييل"على نحو يخنق عدداً اقل من القرى الفلسطينية التي ستشكل جيوباً داخل الجدران التي ستمتد على شكل أصابع وتتلوى في الأراضي الفلسطينية حتى يتم ربطها ب"الجدار الكبير"الأقرب الى"الخط الأخضر". وأشار موفاز الى ضرورة أن يتماشى المسار المعدل و"روح قرارات المحكمة الاسرائيلية العليا"ويوازن بين"الحاجات الأمنية الاسرائيلية"والمس بالمدنيين الفلسطينيين، و"هكذا نحول دون توجه الفلسطينيين بالتماسات الى المحكمة"، كما قال. وأيد شارون التعديل المقترح على أن يتم التصويت عليه في جلسة الحكومة. وكان موفاز أصدر في وقت سابق تعليماته بزيادة وتيرة بناء الجدار ومنح الأولوية لبناء مقطع الجدار في القدس بسبب"أهمية المدينة ووجود مخاطر كبيرة هناك"، كما طلب من الأجهزة القضائية الإسراع في حل القضايا القانونية العالقة التي تعيق أعمال البناء في مواقع عدة. ووفقا للتقرير الذي قدمه المسؤول الأول عن بناء الجدار منشي مشيح لرئيس الحكومة، يتبين أنه حتى الآن تم بناء 213 كيلومتراً من الجدار من مجموع اكثر من 700 كيلومتر بالإضافة إلى مقطعين آخرين في القدس. ويجري العمل حالياً على بناء 190 كيلومتراً من الجدار في اربع مناطق: بين مستوطنة"الكناه"قرب جنين والقدس، وفي القدسالشرقية، وبين"غوش عتسيون"و"متسودات يهودا"وحول مستوطنتي"أرييل"و"عمنوئيل"في الضفة. وزاد التقرير ان المقطع المركزي للجدار بين"الكناه"والقدس سيستكمل في الفترة ما بين كانون الأول ديسمبر 2005 وآذار مارس 2006. ويجري العمل حالياً على بناء 80 كيلومتراً من مجموع 100 كيلومتر في هذا المقطع. ويضيف التقرير أنه تم استكمال مسار"غلاف القدس"في غالبيته وبقيت ثلاثة مقاطع. وبحسب المخطط سيتم البناء المكثف فيها في تشرين الأول أكتوبر هذه السنة، وفي حال عدم استكمال البناء بسبب الالتماسات الى المحكمة فسيتم وضع وسائل مراقبة وقوات من الجيش الاسرائيلي على نحو يعزل مدينة القدس عن الضفة بشكل مطلق. وبحسب التقرير أيضاً، سيبدأ بعد اسبوعين العمل في منطقة"غوش عتسيون"جنوبالقدس وبعد شهرين سيبدأ العمل قرب مستوطنتي"بيت أرييه"و"عوفريم"و"جيب"شرق مطار اللد قرب رام الله، بينما يتواصل التخطيط للبناء حول"معاليه أدوميم"شرق القدس حيث يتوقع أن يؤدي انشاء الجدار الى عزل شمال الضفة عن جنوبها. وعودة الى"خطة فك الارتباط"، أبدت اسرائيل ارتياحها من التقدم في المفاوضات مع الفلسطينيين على تنسيق الانسحاب على أن يشرف عليه قادة ميدانيون من الجانبين. وأعلن أمس ان الجيش الاسرائيلي قد يقدّم موعد الاعلان عن قطاع غزة منطقة عسكرية مغلقة في حال نفذ مجلس المستوطنات خطته لاستقدام عشرات الاف المستوطنين الى القطاع لمؤازرة المستوطنين المعارضين إجلاءهم. وكان المجلس حدد الثامن عشر من الشهر الجاري موعدا ل"اغراق"القطاع بآلاف المستوطنين. ضباط يرفضون المشاركة في الإخلاء الى ذلك، أفادت صحيفة"يديعوت أحرونوت"العبرية أن 63 جندياً اسرائيلياً أعلنوا حتى الآن رفضهم المشاركة في إخلاء مستوطنين، بينهم خمسة ضباط في الجيش النظامي و39 جندي احتياط. ونقلت عن أوساط عسكرية ان قيادة الجيش لن تتساهل مع الرافضين. من جهة اخرى، دعا النائب الأول لرئيس الحكومة شمعون بيريز الى عدم هدم منازل المستوطنين المنوي اجلاؤهم بدعوى ان لا جهة دولية أبدت استعدادها لتمويل إزالة الركام التي ستكلف مبالغ طائلة وتستغرق أسابيع كثيرة من العمل. وقال للاذاعة الاسرائيلية إنه يفضل ترك المنازل للمستوطنين ليقرروا بأنفسهم ما يفعلون بها.