منتدى الخير

ربما كان شعوري سيكون مختلفاً لو كنت لحظتها أدلف مدرسة ابني الابتدائية أو المدرسة الثانوية لابني الآخر في إطار ما كنت اعتاد من زيارات ومتابعة مدرسية لأبنائي، بل إنني أؤكد أن شعوري بالفعل كان مختلفاً ساعتها وأنا أقدم رِجْلاً وأؤخر أخرى أمام باب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع القصيم - جامعة القصيم حالياً - بمتابعة الوضع الدراسي لابني الجامعي.. ساعتها كانت أبراجاً عاجية تتراءى أمام ناظري وقد أحطت بحملة الشهادات العالية من مدرسي الجامعة.. وأقصد أن كل الجامعات بنتها قصص عجاب كنا نسمعها عن الكبر فيهم وعن السيطرة التي يمليها الدكتور الجامعي في جميع الجامعات السعودية على الطالب ولغة الاستعلاء لديهم.. إلخ، إلا أن هذه الأبراج العاجية كانت كما هي فعلاً صرحاً من خيال فهوى وتبيَّن ان تلك القصص حسبما جرى معي وعايشته كانت خرافات وأساطير وأنا أقابل وأتحدث وأستمتع الى رئيس قسم علم الاجتماع بالجامعة الدكتور أحمد العجلان.. أي استقبال وأي ترحيب حظيت بهما منه وهو يُثمِّن ويشجع بادرة المتابعة الدراسية من قِبل ولي الأمر حتى للطالب الجامعي.. حتى لقد أزاح عني جزاه الله خيرا كاهل التلطف والمقدمات وشعرت كأنني أتحدث مع أخ أصغر ظهير نصير أو ابن بار مجل لشيبة أبيه وهو مع هذا وهذا المحاور الصديق المخلص الناصح الموجه وهو مع شغله وضيق وقته جعل لي الفسحة الكبرى فأخذ يراجع معي وبحضور ابني سجل نشاطه وحضوره ودرجاته ومواطن قوته وضعفه ويشجعه ويحثه تارة وينبهه تارة أخرى وقد جعل لنا من قلبه أولاً قبل مكتبه منتدى الخير رحباً متسعاً ثم يقدمني لبقية مدرسي المنهج ليراجعوا معي مثلما راجع موجهون ناصحون في تجاوب رائع ما توقعته. وإنني أعلم أن مقالاً متواضعاً مثل هذا غير مُستأذن به سيغضب ذلك الدكتور الشهم النبيل تواضعاً منه إلا أن من الدين والشيمة أن نحمد ونشكر بعد شكر الله من يستحق وليس لنا أمام عظيم معروفه وحسن استقباله وصنيعه إلا أن ندعو له بالخير ليكون أنموذجاً جميلاً يُمثِّل هيئة التدريس في جامعة القصيم مع بقية زملائه أمثال الأستاذ خالد البشر والذي تعتبر شهادتي فيه مجروحة بحكم القرابة.. فجزاهم الله عنا خير الجزاء.