فيما أنهت النيابة العامة بمصر معاينتها لموقع انفجارات طابا توصلت أجهزة الأمن المصرية إلى معلومات مهمة قد تفيد في الإيقاع بمرتكبي انفجارات طابا وذلك من واقع التحقيقات الجارية حالياً مع 75 من المشتبه فيهم من بدو سيناء وما أفاد به قصاصو الأثر وشهود العيان. وأعلنت مصادر أمنية أنه تم التوصل إلى تحديد أوصاف بعض المتهمين الذين قاموا بطعن خباز أحد المخيمات (رأس الشيطان) التي تم تفجيرها أثناء هروبهم، كما أنه تم رفع بصمات اليد من على شاحنة عثر عليها في موقع الحادث وكان من المفترض أن تنفجر وتم الحصول على عينات من الحامض النووي DNA للجثث الموجودة بالقرب من موقع الحادث لفحصها والتأكد من هوية أصحابها وكانت أجهزة الأمن المصرية قد قامت باعتقال 75 شخصاً معظمهم من بدو سيناء والعاملين في بعض الشركات السياحية ويجري حالياً التحقيق معهم للاشتباه في تورطهم في الحوادث الأخيرة.. ومن بين المعتقلين ابن صاحب أحد المخيمات في نويبع الذي وقع به أحد الانفجارات الثلاثة. وحسبما أكدت مصادر أمنية أن تلك الاعتقالات تأتي في إطار عمليات البحث والتحري حول منفذي تلك العمليات الإرهابية أو من ساعدوهم. وان عمليات الاعتقال لا تعد دليلاً على أن كل معتقل كان له دور في الحوادث الأخيرة، وإنما جاء ذلك في إطار الاشتباه فقط لا غير وسيتم فوراً إخلاء سبيل أي معتقل يثبت عدم علاقته بالحادث. ومن جهة أخرى تبحث أجهزة الأمن في معلومات رددتها وكالات الأنباء مفادها أن منفذي العملية ربما وصلوا إلى سواحل مصر بزوارق بحرية من إحدى الدول المجاورة وأن عددهم قد يتراوح بين ثمانية إلى عشرة أشخاص وتلقوا مساعدة من بعض الأشخاص الموجودين في سيناء وتم تجهيز السيارات المفخخة بالمتفجرات بالقرب من موقع الحادث فيما أعلنت فرق الإنقاذ والبحث عن ضحايا وأشلاء انفجارات طابا انتهاء أعمالها دون العثور على جثث جديدة وتواصل أجهزة الأدلة الجنائية والطب الشرعي أعمالها لتحديد هوية الجثث والأشلاء التي تجمعت في أماكن التفجيرات باستخدام البصمة الوراثية. وفي غضون ذلك تفجر جدل حول المسؤول عن إجراء التحقيقات بين أجهزة الأمن في كل من مصر وإسرائيل، حيث رأى البعض وصول رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي الشاباك إلى طابا يرافقه موظفون آخرون في الجهاز دليلاً على المشاركة في التحقيقات، فيما نفت مصادر أمنية مصرية وجود أي مشاركة إسرائيلية أو أمريكية في التحقيقات، مؤكداً أن الجهة الأمنية المصرية هي الوحيدة التي تجري التحقيقات في تفجيرات طابا ونويبع معتبراً ذلك من الأمور السيادية للدولة، كما نفي أن تؤدي هذه التفجيرات إلى قيام تعاون أمني كبير بين مصر وإسرائيل. ومن جهة أخرى لم تترك التفجيرات تأثيرات واضحة على الحركة في منفذ رفح البري وسارت حركة العبور من القادمين والمغادرين إلى الأراضي الفلسطينية في حركة طبيعية، كما لم تتأثر السياحة في شمال سيناء وأكّد اللواء أحمد عبد الحميد أنه لم يتم إلغاء أي حجوزات وان اشغال الفنادق في شمال سيناء تسير بنفس معدلاتها في نفس التوقيت من الأعوام السابقة، أما على صعيد مبنى فندق طابا ذاته فأكد ديفيد مايكل رئيس مجلس إدارة شركة هيلتون العالمية انه تم تشكيل لجنة هندسية لمعاينة الفندق ووضع تصور لإصلاح وترميم المبنى. وقال: إن المعاينة ستشمل فحصاً للاطمئنان على سلامة المبنى هندسياً. وأكّد أنه سيتم فحص ملفات العاملين المفقودين والمصابين لصرف التعويضات اللازمة لهم. كما سيتم تقديم تقارير لشركات التأمين العالمية تتضمن تقديراً للخسائر لصرف قيمة التأمين اللازم. وأعرب مايكل عن تفاؤله رغم وقوع الحادث المأساوي وقال: إن الأمور ستعود لطبيعتها خلال 6 شهور. وأكّد أن الشركة سوف تشكل فرقاً لزيارة كل المنتجعات السياحية التابعة لها لاحتواء المخاوف التي قد يشيعها البعض من زيارة المنطقة.