رغم الحزن المخيم على المكان والدموع المتحجرة في عيون الأهالي والمصابين إلا أن الهدوء عاد مرة أخرى إلى منتجع دهب السياحي في جنوبسيناء المصرية وانتظمت الحياة كما كانت وراح السياح يتجولون على شواطئ المدينة المطلة على خليج العقبة لكن الغصة ما زالت في حلوق المصريين، فكلّما هدأت البلاد عاد الإرهاب الأسود يضربها مرة ثانية وثالثة في أقل من تسعة شهور، وفي قطاع مؤثر جداً هو قطاع السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي للبلاد في حين تواصل الأجهزة المختصة تحقيقاتها. كشفت أجهزة الأمن أمس عن توصلها إلى خيوط مهمة من شأنها تحديد الانتحاريين الثلاثة منفذي التفجيرات الإرهابية التي ضربت منتجع دهب السياحي الاثنين الماضي، وأسفرت عن مقتل 23 شخصا ً، وإصابة 85 آخرين لآخر الإحصائيات الرسمية. وذكر مصدر أمني أن التحريات التي تقوم بها وزارة الداخلية تمكنت من تحديد شخصيات الانتحاريين الثلاثة وهم من بدو شمال سيناء.. وقد تمكنت أجهزة الأمن بأحد الأكمنة بمنطقة النقب في وسط سيناء من ضبط ثلاثة أشخاص هم: مؤمن فاروق محمد علي، وكريم أشرف عبدالله ، وماجد علي محمود الذي وجد به جرح في أنفه، وقد تم التحفظ على الثلاثة وإحالتهم إلى أمن الدولة، وجارٍ التحقيق مع تحديد علاقتهم بالتفجيرات. وكانت أجهزة الأمن قد احتجزت عقب الحادث عشرة أشخاص يشتبه في تورطهم في التفجيرات، وأنه يجري التحقيق معهم، ويدور التحقيق حول شخصيات المنفذين الثلاثة الذين شاركوا في العمليات الانتحارية والذين استخدموا حقائب في إخفاء المتفجرات، مما أدى إلى تناثر أشلاء المنفذين وقال مصدر أمني آخر: إن التفاصيل الكاملة ستعلن في وقت قريب، مشيراً إلى أنه يعتقد أن منفذي الحادث دخلوا دهب بسيارة مرسيدس سوداء وقد وجدت هذه السيارة داخل المدينة وأرقامها متغيرة عمّا هو مثبت في دفتر دخول السيارات إلى دهب. قالت صحيفة الأهرام المصرية شبه الرسمية أمس: إنه تم العثور على بطاقة شخصية في موقع التفجيرات، تحمل اسم عيد عطا سليمان، وهو من بدو شمال سيناء ويجري استخدام التقنيات الحديثة والبصمة الوراثية لمضاهاتها مع بصمات أسرته. كما عثر على رأسين، وبعض الأجزاء الآدمية وكل أشلاء الجثث الثلاث وبينها جزء من الوجه والرأس والأطراف انتشلتها قوات الإنقاذ من داخل مياه البحر الأحمر وأضافت الأهرام أن ثلاثة إرهابيين نفذوا الهجمات بطريقة انتحارية واستخدموا حقائب جلدية في إخفاء المتفجرات التي أدت إلى تناثر أشلاء المنفذين، وأشارت الصحيفة إلى أن أجهزة الأمن لديها أدلة قوية واشتباهات تدور حول بعض المطلوبين أمنياً والهاربين في تفجيرات سيناء الأخيرة ، وأحدهم - على الأقل - قد يكون أحد منفذي التفجيرات، وجمعت خلال الساعات الماضية معلومات عن هذا المتهم، ويجري التعامل مع هذه الدلائل باستخدام الأسلوب العلمي والتقنيات الحديثة في تحديد شخصية المنفذ من خلال تحليل البصمة الوراثية ومضاهاتها مع ما يتوافر من بصمات الهاربين أو أسرهم. وما زالت الخيارات مفتوحة أمام فرق البحث والربط قائم بين تلك التفجيرات وما حدث في طابا عام 2004 وشرم الشيخ عام 2005 فهناك اعترافات موثقة لدى الجهات القضائية أدلى بها الإرهابي يونس محمد عليان أبوجرير المتهم الأول في أمر الإحالة التكميلي في تفجيرات طابا ونويبع، أن التنظيم كان يخطط لتفجير المنتجعات السياحية في نويبع ودهب وشرم الشيخ. وحسب ما توافر من معلومات فإن العبوات التي استخدمت في التفجيرات تحوي مواد بدائية من المتوافرة في منطقة سيناء وتشمل بودرة مفرقعة عبارة عن عجينة ومتصلة ببطارية وهي تعطي قوة الانفجارات التي أحدثت دماراً في نحو 12 محلاً تجارياً وبازارات ومطاعم ومقاه، والتي كانت تعج بالمصريين والأجانب وقت وقوع التفجيرات، وأدت الموجات الانفجارية إلى ارتفاع عدد القتلى والمصابين في مساحة قطرها نحو 6 أمتار لكل انفجار في دائرة قطرها ما بين 130 متراً و 140 مترا ً.