وضعت السلطات المصرية حداً للتكهنات في شأن هوية منفذي تفجيرات سيناء في 7 الشهر الجاري، واستهدفت فندق هيلتون في طابا، ومنتجعين سياحيين في مدينة نويبع. وأعلنت وزارة الداخلية القبض على خمسة من المشاركين في المخطط الذي شارك فيه تسعة أشخاص يجري البحث عن اثنين منهم، وأن زعيم المجموعة المنفذة وأحد مساعديه قتلا أثناء قيامهما بتفجير فندق في طابا قبل أن يتمكنا من الخروج من السيارة التي استخدمت في الاعتداء. ونفى بيان للوزارة "أن تكون العملية استشهادية"، وأكد أن المنفذين استخدموا أجهزة لضبط وقت المتفجرات. وقال البيان: إن "جهود أجهزة الأمن المكثفة والمتصلة منذ حادث فندق طابا ومخيمي منطقة رأس شيطاني في نويبع، أكدت أن القائم على التخطيط والتنفيذ لهذه الوقائع هو الفلسطيني إياد سعيد صالح المقيم في مدينة العريش، وبعض العناصر المرتبطة به، وذلك كرد فعل لتداعي الأوضاع في الاراضي المحتلة ولتوجيه عمل يستهدف الاسرائيليين المقيمين في الفندق والمخيمين". واوضح أن صالح "كان قام بالإعداد لتنفيذ التفجيرات بالمشاركة مع بقية المتهمين عن طريق سرقة ثلاث سيارات، وتجهيزها بمواد متفجرة مستخلصة من مخلفات الحروب في سيناء، وذلك في إحدى ورش الخراطة وباستخدام بوادئ زمنية للتفجير جهاز توقيت غسالات كهربائية متداول في الاسواق المحلية"، مشيرا الى أن صالح يعمل سائقاً ويقيم في مدينة العريش شمال سيناء، وأنه قتل في الحادث، وأمكن التعرف على شخصيته من خلال تحليل وفحص الحامض النووي "دي. ان. ايه" لبقايا اشلائه. ووصف البيان قائد المجموعة بأنه "من العناصر السيئة السمعة وسبق له ارتكابه وقائع جنائية عدة، واخرها اغتصاب فتاة داخل سيارة"، مشيرًا إلى أنه "اتجه في الفترة الأخيرة إلى التطرف دينيا". وأضاف البيان أن "أجهزة الأمن تمكنت من تحديد العناصر التي شاركت في ارتكاب والإعداد لتلك الوقائع وتبين أن من بينهم ثلاثة عناصر من بدو سيناء معروف عنهم التورط في أنشطة غير مشروعة وهم: سليمان أحمد صالح فليفل من مواليد العريش وهو قتل أثناء تنفيذ حادث فندق طابا حيث كان يصحبه الفلسطيني صالح، وأمكن التعرف على شخصيته من خلال تحليل وفحص الحامض النووي "دي. ان. ايه" لبقايا أشلائه، وشقيقه محمد أحمد صالح فيلفل وهو عامل زراعي، وأفادت معلومات "الحياة" أن الاخير هو الذي قاد السيارة وحاول تفجير منتجع سياحي في نويبع، وحماد جمعة جميعان طرابين وهو من مواليد سيناء ويعمل سائقاً" الذي حاول تفجير المنتجع الثاني في نويبع. والاخيران لايزالا فارين. وذكر البيان أن "أجهزة الأمن تمكنت من إلقاء القبض على خمسة أخرين متورطين في الإعداد لتلك الأحداث من أعمال لوجستية وهم كل من: محمد أحمد السويركي، وهو مقيم في العريش ويتاجر في السيارات المسروقة، وايهاب محمود عيد مصبح وهو عامل في محل للأدوات الكهربائية ويقيم في حي المساعدية في العريش وقام بمشاركة المتهم الفلسطيني صالح في سرقة إحدى السيارات التي استخدمت في الحادث، وحمدان سلامة سالم الأحمر وهو من بدو جنوبسيناء وصاحب مخيم وقام بإمداد المتهمين بالمعلومات عن المخيمين اللذين تم استهدافهما، ومحمد جائز صالح حسين وهو موظف بإدارة الري في مدينة نِخل شمال سيناء ويمتلك ورشة لاصلاح الاجهزة الكهربائية وقام بتجهيز السيارات بالعبوات المتفجرة وتزويدها بموقتات التفجير، ومحمد عبد الله رباع سليمان عبد الله وهو يقيم في العريش صاحب ورشة خراطة وقام بتثبيت العبوات المتفجرة بالسيارات الثلاثة". وأكد بيان وزارة الداخلية المصرية أن "التفجيرات لم تكن عملاً استشهادياً"، مؤكدا أن صالح وفليفل قتلا أثناء فرارهما لخطأ في ضبط جهاز التوقيت، وذلك بعد أن غادرا السيارة. وأوضح إن النيابة تباشر التحقيق وأن جهوداً تجري لضبط الفارين. وعلمت "الحياة" أن التحقيقات بينت أن المتهمين محمد فليفل وحماد جميعان كانا فرا إلى مدينة العريش بعدما أصيب الأول في قدمه اليسرى بسبب تفجير سيارة وضعها أمام منتجع في مدينة نويبع وأن الاثنين حاولا الخروج من شبه جزيرة سيناء، لكنهما فشلا، ففضلا التوجه إلى شمال سيناء واختبئآ في مدينة العريش. ولاحظ خبراء في متابعة شؤون الحركات الإسلامية أن انتماء غالبية الموقوفين إلى قبائل مختلفة وليس إلى قبيلة واحدة، دليل على أن شخصاً ما، قد يكون المتهم الفلسطيني صالح نجح في تجنيدهم في تنظيم واحد ولم يفاتحهم في أمر التفجيرات إلا بعد ما ضمن ولاءهم، وهو أسلوب يجيده المخضرمون في الحركات الأصولية الراديكالية. ورجح خبراء أن يكون لإياد اتصالات بعناصر خارج مصر أمدته بالخبرات التنظيمية وتكفل هو بتجنيد العناصر والاتفاق معها على خطوات العملية وتنفيذها.