بدا أن السلطات المصرية توصلت إلى "خيوط" قد تقودها إلى تحديد الجهة التي نفذت تفجيرات سيناء الخميس الماضي، فيما ارتفعت حصيلة القتلى إلى 35 بحسب بيان لوزارة الداخلية المصرية، لكن يتوقع أن تزيد الحصيلة النهائية عن ذلك الرقم. وواصل فريق من نيابة أمن الدولة العليا التحقيق في الحادث واستمع إلى شهادات من نزلاء في فندق هيلتون طابا ومنتجعين سياحيين آخرين قرب مدينة نويبع، إضافة إلى عمال في منشآت سياحية أخرى وسكان محليين. وفي حين تواصلت جهود الأجهزة الأمنية لكشف غموض التفجيرات، أفادت مصادر مطلعة أن معلومات ترجح مشاركة عناصر غير مصرية في تنفيذ التفجيرات بالتنسيق مع شخص أو أكثر داخل البلاد. وأوضحت أن ثلاثة سيناريوهات بحث فيها رجال الأمن: السيناريو الأول يقوم على أن العملية خُطط لها ونفذت بواسطة عناصر مصرية تقيم داخل البلاد، لكن كل المؤشرات والمعلومات التي توافرت للمحققين استبعدت ذلك الاحتمال. وأشارت إلى أن السيناريوهين الآخرين يقومان على أن تكون العملية خطط لها من الخارج ونفذت بواسطة عناصر غير مصرية، أو أن يكون تنسيق تم بين عناصر خارجية مع عناصر داخلية. ورجحت المصادر أن يكون السيناريو الأخير هو الأرجح، مشيرة إلى أن التحريات الأمنية استبعدت تماماً ضلوع تنظيم أو خلية مصرية في العملية التي استلزمت أعمالاً لوجستية كبيرة لا يستطيع القيام بها إلا تنظيم محكم. وذكّرت المصادر بأن عملية الأقصر ضد السياح التي وقعت العام 1997 قادها المصري مدحت سيد عبدالرحمن الذي كان أقام سنوات في أفغانستان ثم انتقل من هناك إلى باكستان والإمارات حتى وصل إلى مصر، وقاد أفراداً آخرين لتنفيذ العملية التي خطط لها في الخارج. وأوضحت أن عبدالرحمن احتاج إلى نحو عشرة شهور منذ بدأ التفكير في العملية أثناء وجوده في أفغانستان وحتى تنفيذها، ولفتت إلى أن عودة عناصر مصرية من الخارج يظل أمراً وارداً وإن كان موقع التفجيرات في سيناء يرجح فرضين: أن يكون أجانب يحوذون جوازات سفر غير مصرية دخلوا إلى إحدى مدن جنوبسيناء بدعوى السياحة نفذوا العملية على مراحل عدة بدأت بشراء المتفجرات من محاجر في وسط سيناء والإبقاء عليها لفترة قد تستمر شهوراً ثم إعدادها وتفخيخ سيارات تم استئجارها سواء من الأهالي أو شركات السياحة ثم تنفيذ العملية. وأخضعت السلطات المصرية عشرات من بدو سيناء للتحقيق لتحديد الأشخاص الذين قاموا بشراء المتفجرات وجنسياتهم والأماكن التي أتوا منها أو توجهوا اليها. وقال شاهد في اتصال هاتفي مع "الحياة" إنه شاهد شابين كانا يجلسان داخل السيارة التي استخدمت في تفجير فندق هليتون طابا في مرأب الفندق قبل أن ينطلقا بالسيارة في اتجاه الجدار الغربي للفندق. وتحدث شاهد آخر عن انفجار وقع في بهو الفندق، لكن مصادر اطلعت على التحقيقات أشارت إلى وقوع انفجارات عدة بفعل الانفجار الأول في أجهزة تكييف واسطوانات غاز وتوصيلات كهربية فاعتقد الناس أنها انفجارات متعمدة. وذكر محافظ جنوبسيناء مصطفى عفيفي أنه تمت إزالة نحو 90 في المئة من الانقاض وسيتم إزالة الحائط الضخم الذي يمثل واجهة الفندق تجنبا لانهياره. وقال إنه على رغم تأثر السياحة في طابا نتيجة للحادث، إلا أن حوالي 30 في المئة من السياح الإسرائيليين والأجانب فضلوا البقاء في طابا والانتقال إلى منتجعات أخرى واستكمال اجازتهم، مشيراً إلى أن الاشغال في فندقي "ماريوت" و"حياة" في طابا في أعلى مستوياتها ولم تتأثر بالحادث. جثث تحت الأنقاض وأوضح أن أعمال إزالة الانقاض تجري بالتنسيق بين أجهزة الدفاع المدني والقوات المسلحة والهلال الأحمر وأنه تم انتشال غالبية الجثث والتي وصلت إلى 33 جثة إضافة إلى الجثتين التي انتشلتا من منتجع رأس الشيطان ليصل إجمالي عدد الجثث إلى 35 جثة. ويتوقع وجود بعض الجثث تحت الانقاض في الأدوار العليا للفندق. وأوضح أن العمل سيستمر على هذا المنوال حتى يتم الانتهاء منه في اقرب وقت ممكن. وأشار إلى الأولوية التي يقوم بها رجال الانقاذ في الحفاظ على أغراض ومتعلقات المصابين والضحايا. وأوضح عفيفي أن 55 فرداً من الجانب الإسرائيلي فقط يشاركون في عمليات رفع الانقاض وانتشال الجثث وسيعودون بعدها إلى إسرائيل، مؤكداً أن قوات الدفاع المدني المصرية والقوات المسلحة تقوم بجهد كبير في إزالة الانقاض وانتشال الضحايا. وأعرب عن اعتقاده بأن الحادث لا يستهدف مصر أو السياحة المصرية على الاطلاق وإنما له أبعاد أخرى، مشيراً إلى أنه توجد في مصر أعداد كبيرة من السياح الذين ينتمون إلى 180 جنسية يستمتعون بالطبيعة الجميلة ومشاهدة الآثار المصرية العظيمة، وأضاف أن السياحة الإسرائيلية تتركز في طابا مرتبطة بهذا المكان وتشعر بكثير من الأمن والأمان. وزار وفد من عرب إسرائيل القاهرة أمس واجتمعوا مع وزير الخارجية أحمد أبو الغيط. ورجح مراقبون أن تكون الزيارة هدفت في المقام الأول إلى تفنيد إشاعات ترددت عن احتمل تورط عناصر من عرب إسرائيل في التفجيرات بزعم استخدامهم جوازات سفرهم الإسرائيلية في الوصول إلى طابا حيث لا يحتاج الإسرائيليون إلى تأشيرة دخول للوصول إلى هناك. واستبعد العضو العربي في الكنيسيت طلب الصانع كذلك إمكان أن يكون هناك أي فصيل أو تنظيم فلسطيني يقف وراء التفجيرات في سيناء "لأن مصر تحظى ليس فقط بتقدير ومحبة القيادة الفلسطينية وإنما أيضاً الشعب الفلسطيني ككل". لكنه أشار إلى أن الاحتلال والممارسات الإسرائيلية "تولد مشاعر غضب عارمة لدى كل العرب والمسلمين، والحل يتمثل في إنهاء الاحتلال". 12 مفقوداً روسياً وفي موسكو أ ف ب أفيد ان 12 روسيا كانوا ما زالوا مفقودين أمس اثر الاعتداءات التي استهدفت مواقع سياحية في مدينة طابا ليل الخميس - الجمعة واسفرت عن مقتل روسيين اثنين. وقال نائب القنصل الروسي في مصر فلاديمير بوندارينكو في اتصال هاتفي مع وكالة "ريا نوفوستي": "لا يزال مصير 12 شخصا مجهولا. لم يتم العثور عليهم في المستشفيات التي نقل اليها الجرحى". وأوضح القنصل الروسي سيرغي ستيبانوف لوكالة "ريا نفوستي" ان اثنين من المواطنين الروس قتلا في هذه الاعتداءات وليس واحدا كما قيل سابقاً. وكان الروس ال12 يقضون عطلة في طابا، على ما افاد بوندارينكو الذي أوضح ان اعضاء من البعثة الديبلوماسية الروسية موجودون هناك سعياً الى معرفة مصيرهم.