قتل ثلاثة أشخاص وجرح ستة آخرون في غارات شنّها الطيران الأمريكي مساء الاثنين على الفلوجة. وقال طبيب في المستشفى الرئيسي في المدينة: إن (ثلاثة أشخاص قتلوا وجرح ستة آخرون) في إحدى الغارات الأمريكية التي باتت شبه يومية على المدينة. ولم يوضح ما إذا كان هناك نساء وأطفال بين الضحايا. من جانبه قال متحدث باسم الجيش الأمريكي: إن الغارات لم تسفر عن سقوط ضحايا. وأضاف أن (الضربات لم تصب أهدافها والصواريخ سقطت في منطقة غير مأهولة بالسكان). وتابع أن (أي منشأة من أي نوع لم تصب في القصف). وأكد الجيش الأمريكي في بيان أنه شنّ سلسلتين من الغارات قبيل فجر أمس الثلاثاء على مواقع يعتقد أنها لمقاتلين تابعين لأبو مصعب الزرقاوي. وكان سكان ذكروا أولاً أن السلسلة الأولى من الغارات استهدفت الحي الشمالي للمدينة لكن تبين أن الهجمات استهدفت المنطقة الصناعية الواقعة في شرق الفلوجة. وقال الجيش الأمريكي أنه شنّ سلسلة ثانية من الضربات عند الساعة الرابعة بالتوقيت المحلي (00.00تغ) على مخابئ للزرقاوي. ويؤكد العسكريون الأمريكيون أن الغارات الأخيرة قضت على عدد كبير من مقاتلي شبكة الزرقاوي لكن مستشفى الفلوجة تحدث عن سقوط عدد كبير من الضحايا المدنيين بينهم نساء وأطفال. وقال مسؤول عسكري أمريكي أخيراً: (لا نستهدف مدنيين أبرياء لكن شبكة الزرقاوي لديها مخابئ أسلحة في مناطق قريبة من المدنيين)، معترفاً بأن الهجمات يمكن أن تسبب ضحايا مدنيين. وذكر الجيش أن القوات الأمريكية وجهت (ضربة دقيقة) لموقع (إرهابي) مؤكد لاتباع الزرقاوي في جنوب الفلوجة. وجاء في بيان للجيش الأمريكي (أكدت عدة مصادر مخابراتية موثوق بها أن أعضاء جماعة إرهابية كانوا يعملون في الموقع وقت الضربة). وذكر الجيش الأمريكي أنه ضرب عدداً من أعضاء منظمة الزرقاوي التي أعلنت المسؤولية عن عدد من الهجمات الدموية في العراق على مدى العام الماضي ومنها عمليات إعدام لعدد من الرهائن الأجانب. وعادة ما يحرص الجيش الأمريكي على التشكيك في تقارير أطباء وسكان الفلوجة التي تقول: إن نساء وأطفالاً يلقون حتفهم أو يصابون في الضربات الأمريكية للبلدة على مدى الأسبوعين الماضيين. وفي فيلم فيديو التقط بعد ضربة جوية أمريكية الأسبوع الماضي ظهر طفل صغير وهو ينتشل من بين الأنقاض. وصرح نفس المسؤول بأن شبكة الزرقاوي تعرضت لضربات قوية في الأسابيع الأخيرة وأن 100 من اتباعه قتلوا في الغارات الأمريكية. من جهة أخرى قال سكان: إن دوي قصف عنيف سمع صباح أمس الثلاثاء في أنحاء بغداد من ضاحية مدينة الصدر الشيعية في أعقاب ليلة من الهجمات الجوية الأمريكية المتواصلة. وقال سكان مدينة الصدر: إن طائرات مقاتلة أمريكية قصفت أجزاء من الحي الضخم الفقير طوال الليل وأن عشرات الدبابات كانت تجوب شوارع المدينة. وقال الجيش الأمريكي: إنه ليس لديه معلومات فورية بشأن العمليات في المنطقة. وفي صباح أمس الثلاثاء دوت أصوات عنيفة في المنطقة يحتمل أنها صادرة عن نيران أطلقتها دبابات أمريكية. وقامت القوات الأمريكية بعمليات شبه يومية داخل مدينة الصدر وحولها في الأسابيع الأخيرة ضد مقاتلين موالين لمقتدى الصدر يسيطرون بشكل كبير على المدينة التي يقطنها نحو مليوني شخص.
