قُتل ثلاثة أشخاص في غارات جوية أمريكية شنت على مدينة الفلوجة، كما أعلن مستشفى هذه المدينة، وقال الطبيب علي حياد في مستشفى المدينة التي تحاصرها القوات الأمريكية والعراقية منذ يوم الخميس (تسلمنا ثلاثة قتلى). واستهدفت الغارات حي الجولان والعسكري، وزعم الجيش الأمريكي في بيان أنه شن غارة على (حاجز من العناصر المسلحين لشبكة (أبو مصعب) الزرقاوي الإرهابية في حي الجولان في الساعة 22.40 (19.40 ت غ). وأضاف البيان أن (الإرهابيين الموجودين على الحاجز كانوا مسلحين ويستخدمونه لعرقلة السير وترهيب المواطنين واستجواب وتوقيف المدنيين)، ووصف هذا الحاجز بأنه (مهم لقدرة الزرقاوي على مراقبة الدخول والخروج من المدينة)، وتحدث الجيش أيضاً في البيان عن (تدمير حاجزين آخرين مهمين) يوم الخميس، وينتشر أكثر من ألف جندي أمريكي وقوات عراقية منذ يوم الخميس حول الفلوجة المتهمة بإيواء شبكة الزرقاوي، وقال الجيش الأمريكي إن الهدف من هذه العملية هو (ضرب العناصر الإرهابية التي تريد أن تنفذ خلال شهر رمضان المبارك هجمات على قوات الأمن العراقية والمدنيين الأبرياء). وكان رئيس الوزراء العراقي إياد علاوي قد وجّه في الأسبوع الماضي تحذيراً لمدينة الفلوجة بأن تسلم أعضاء جماعة الزرقاوي وإلا واجهت عملاً عسكرياً، وقال سكان إن انفجارات ونيراناً مكثّفة صاحبت الاشتباكات التي دارت على الطرف الشرقي للمدينة بين دبابات أمريكية ومقاتلين أطلقوا قذائف صاروخية وقذائف مورتر، وقال سكان إن عشرات المنازل لحقت بها أضرار في الأحياء الشرقية والغربية. وجاء في بيانٍ للجيش الأمريكي أن طائرات حربية استهدفت نقطة تفتيش يشغلها مقاتلو الزرقاوي في حي الجولان بالمدينة بعد غارات ضربت فيها نقطتا تفتيش أخريان يوم الخميس، وفرضت القوات البرية الأمريكية ما وصفه الجيش بأنه (حصار ديناميكي) حول المدينة. وقال سكان أمس إن الجيش الأمريكي أقام نقطة تفتيش جديدة عند المدخل الشمالي للفلوجة تمنع الناس من الدخول أو الخروج من المدينة التي يسكنها 300 ألف نسمة، ونفى الجيش الأمريكي تقارير أذاعتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) عن أن القوات الأمريكية اعتقلت الزرقاوي وتسعة مقاتلين آخرين خلال هجمات في الفلوجة يوم الجمعة. وقال اللفتنانت كولونيل ستيف بويلان المتحدث العسكري الأمريكي في بغداد (سمعنا تلك التقارير ولا نعتقد أنها صحيحة)، وقُتل جنديان أمريكيان وأصيب اثنان عندما تحطمت طائرتا هليكوبتر أمريكيتان في جنوب غرب بغداد أمس الأول، وقال الجيش إن تحقيقاً يجري في أسباب الحادث، وتعهدت حكومة علاوي باستعادة السيطرة على الفلوجة وغيرها من المدن التي يسيطر عليها المسلحون لتمكين كل العراقيين من المشاركة في الانتخابات المقررة في يناير كانون الثاني، ولكن أي هجوم جديد من الممكن أن يؤدي إلى مزيد من الاضطرابات في البلاد وأن يلقي بظلاله على الانتخابات. ويتهم الجيش الأمريكي الزرقاوي بتنفيذ تفجيرات بهدف إثارة فتنة طائفية وحرب أهلية، وأعلنت جماعة التوحيد والجهاد التي يتزعمها الزرقاوي مسؤوليتها عن تفجيرات انتحارية وقعت يوم الخميس وأسفرت عن مقتل ما يصل إلى أربعة أمريكيين في قلب المنطقة الخضراء المحصّنة ببغداد والتي تضم مقر الحكومة والسفارتين الأمريكية والبريطانية، ويقول بعض العراقيين إن واشنطن تبالغ في التهديد الذي يمثله الزرقاوي لإخفاء قوة المقاومة المتزايدة في الداخل. من جهة أخرى قال مراسلو رويترز إن نقطة تجميع أسلحة في مدينة الصدر ببغداد تعرضت لهجوم بقذائف مورتر أمس الأحد، وأضافوا أن الهجوم شن على استاد لكرة القدم وضعت به الأسلحة التي جمعت من أعضاء ميليشيا شيعية تماشياً مع خطة مدتها أسبوع، ولم ترد أنباء فورية عن الضحايا.