الأمريكيون يخافون من أحداث 11 سبتمبر أخرى، مع أن تلك الأحداث لم تعد تثير الكثير من الأسئلة كما السابق، لأن أشخاص من مكتب الاستخبارات اعترفوا بأنهم (أخطأوا) و بأن (الخطأ الفادح) الذي وقع، ليس على المستوى الأمني فحسب بل و على المستوى السياسي أيضاً جعل نصف سكان الكرة الأرضية يشعرون بالعداوة للأمريكيين، كما قال المحلل السياسي الأمريكي ( نورمان اليوت) في كتابه (أمريكا في خطر) الذي يعد من الكتب الموضوعية التي تناولت الأخطاء الأمريكية في العالم بأسره. الأمريكيون يركضون على وتيرة الحرب. الحرب الانتخابية التي يحاول كل مرشح فيها مغازلة اليهود لأجل الحصول على أصواتهم و بالمقابل على ضمانات أمنية لهم، فالانحياز الأمريكي لإسرائيل لم يكن في يوم من الأيام مقتصرا على الجمهوريين فقط، بل أن الديمقراطيين كانوا منحازين الى الإسرائيليين الذين يعون جيدا أنهم بمثابة الورقة الرابحة في الانتخابات الأمريكية، باعتبار أنهم يشكلون اللوبي الأقوى في العالم اليوم. هذا هو الشيء الذي لم يقله الأمريكيون بصراحة، حتى و هم يستعملون حق ( الفيتو) لمعارضة قرار محكمة العدل الدولية فيما يخص الجدار الإسرائيلي العازل. ماذا يجري في الولاياتالأمريكية إذا ؟ في النهاية، ربما هذا هو السؤال الذي سيرد عليه الرئيس الأمريكي جورج بوش و هو يهدد إيران بنفس مصير العراق. بنفس الأسلوب و بنفس الكلمات و التقارير و الوجوه التي خرجت الى الشعب الأمريكي صارخة: العراق خطر على أمن الولاياتالمتحدة ليكتشفوا أن العراق ما هو في النهاية إلا مستنقع للأمريكيين الذين لم يستطيعوا لحد الآن استيعاب ما يجري لهم على الرغم من تكنولوجيا الأقمار الصناعية التي لم تستطع تحديد أماكن المقاومة و طرق تحركاتها. إيران هي الورقة الأخيرة التي يريد جورج بوش أن يلعب بها. ورقة يراهن المدافعون عنه أنها الورقة الرابحة على اعتبار أن الأمريكيين يرفضون أن يتركوا ظهورهم للإيرانيين وفق الحدود الحالية، و وفق ما يصطلح على تسميته اليوم بالحدود الجديدة التي ستلغيها (الديمقراطية الأمريكية الجديدة)، لأن أمريكا تريد أن تلغي الحدود معتبرة أن منطقة الشرق الأوسط كلها ستكون أمريكية بوضع اليد عليها كما حدث للعراق! فماذا يريد الأمريكيون؟ سؤال سترد عليه الأيام القادمة لأن الانتخابات هذا العام تسير بوتيرة الحرب، و لا شيء غير الحرب. (لونوفل أوبسرفاتور) الفرنسية *** كارثة تجاهل مأساة الفلسطينيين على العالم أن يعطي الفلسطينيين مزيدا من الاهتمام. فالأوضاع المعيشية للشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة تدهورت بشدة. وقد لخصها فلاح فلسطيني في قطاع غزة يزرع أرضه المجاورة لإحدى المستوطنات الإسرائيلية بالقول (السنوات التي عشناها تحت حكم الانتداب البريطاني منذ الحرب العالمية الأولى وحتى الحرب العالمية الثانية كانت هي الأفضل بالنسبة لنا. فبعد حرب 1948 انتقلت السيطرة على القطاع إلى مصر ثم جاء الاحتلال الإسرائيلي وأخيرا السلطة الفلسطينية). ورغم أن خطة السلام الدولية المعروفة باسم (خريطة الطريق) التي وافق عليها كل من الفلسطينيين والإسرائيليين نصت على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل بحلول عام 2005 إلا أن المجتمع الدولي لم يتحرك بالفعل لتحقيق هذا الهدف الذي التزمت به أمريكا وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة. ورغم أن الجمعية العامة للأمم المتحدة عقدت اجتماعا طارئا لإصدار قرار يؤكد عدم شرعية الجدار العازل الذي تقيمه إسرائيل في الضفة الغربية بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية بأن هذا الجدار غير قانوني فإن إسرائيل أكدت إصرارها على رفض القرار خاصة وأنه قرار غير ملزم. سياسات رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون العدوانية ضد الفلسطينيين تمثل مصدر استفزاز دائم للفصائل الفلسطينية المسلحة. ورغم أن المجتمع الدولي يدعم بصورة كبيرة خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي آرييل شارون للانسحاب من قطاع غزة فإنه لا يتحرك لكي يحقق حلم شعوب العالم بجعل هذه الخطة مقدمة للخروج بعملية السلام من دائرة الجمود التي تدور فيها منذ أكثر من أربع سنوات تقريبا. وأخيرا فإن تحقيق السلام في فلسطين لا يقل أهمية بالنسبة للأمن والسلام الدوليين والإقليميين عن السلام في العراق. ( آساهي شيمبيون) اليابانية *** التعامل الأمريكي مع إيران تحديد السياسة الأمريكية تجاه إيران سيكون واحدة من المهام الحيوية لرئيس أمريكا المقبل. وبالطبع فإن تجنب استخدام القوة لتغيير نظام الحكم في إيران سيكون أكثر المناهج قبولا. وسيكون على الرئيس الأمريكي المقبل سواء كان جورج بوش في فترة رئاسية ثانية أو جون كيري إيجاد الطرق الواقعية والمبدئية الصالحة للتعامل مع إيران. وقد اتسم تعامل إدارة الرئيس بوش الحالية مع إيران بالتردد والتقلب. فتارة نجدها تتحاور مع طهران وتتعاون معها وتارة نجدها تصطدم بها وبخاصة فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني والشبهات التي تحيط بدور مناوئ لأمريكا في عراق ما بعد صدام حسين. والحقيقة أنه لا يمكن أن تستمر هذه الطريقة أكثر من ذلك. فعواقب مثل هذا التردد والتقلب في العلاقة خطيرة ليس فقط بالنسبة لواشنطنوطهران ولكن أيضا بالنسبة لمنطقة الخليج العربي وآسيا الوسطى والشرق الأوسط ككل. وإذا كان السؤال الذي يفرض نفسه في هذا الشأن يقول: كيف يمكن التعامل مع إيران؟! فإن هناك أكثر من إجابة عليه. إحدى هذه الإجابات جاءت من جانب مجموعة بحثية تابعة لمجلس العلاقات الخارجية في واشنطن. تقول الدراسة التي خرجت بها هذه المجموعة إنه على واشنطن البحث عن (طرق للتدخل المحدود والانتقائي) في الشأن الإيراني في ظل صعوبة التدخل الصريح أو واسع النطاق في ظل نظام الحكم الإيراني الحالي الذي مازال يتمتع بشعبية كبيرة. كما طالبت المجموعة التي ضمت مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق زبيجنيو برجنيسكي ومدير وكالة المخابرات المركزية (سي آي أى) روبرت جيتس الإدارة الأمريكية بالدخول في حوار مع طهران على أساس المقايضة لتسوية أزمة الملف النووي الإيراني والسماح لإيران بالحصول على التكنولوجيا النووية السلمية مقابل المراقبة الدولية للبرنامج النووي. وأشارت المجموعة إلى أن الولاياتالمتحدة يمكن أن تستفيد من تعاون إيران في العراق وأفغانستان حيث تتمتع طهران بنفوذ كبير في البلدين اللذين تواجه فيهما أمريكا صعوبات شديدة. ومن الواضح أن هذه الإجابة رغم منطقها إلا أنها متأثرة بمصالح شركات النفط والطائرات الأمريكية التي تتطلع إلى دخول السوق الإيرانية الضخمة التي أدت العقوبات الاقتصادية الأمريكية على طهران إلى فتح هذه السوق على مصراعيها أمام الشركات الأوروبية والآسيوية. (بوسطن جالوب) الأمريكية.