في خطوة مريبة تتناقض تماما مع مزاعم رئيس الحكومة الإسرائيلي، أريئيل شارون، المتعلقة بإخلاء مستوطنات يهودية مقامة على أراضي الفلسطينيين، تنوي الحكومة الإسرائيلية استثمار نحو 300 مليون شيكل، (8 مليون دولار) في تعزيز التدابير الأمنية حول المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية، فيما تواصل جرافات إسرائيلية تجريف مساحات شاسعة من أراضي المواطنين الفلسطينيين شرق بلدة القرارة جنوب قطاع غزة، بهدف توسيع المنطقة العازلة جنوب طريق كيسوفيم الاستيطاني الذي يربط تجمع مستوطنات غوش قطيف اليهودية ب الخط الأخضر، وقد وضعت القوات الاسرائيلية أسلاكا شائكة داخل أراضي المواطنين الفلسطينيين. وكان وزير الأمن الإسرائيلي، شاؤول موفاز، قال يوم الاثنين، الموافق 14- 6- 2004، خلال زيارة قام بها إلى مستوطنات (غوش عتسيون) في الضفة الغربية: أنه وفي أعقاب مطلب طرحه على الحكومة الإسرائيلية، صادقت وزارة المالية، مؤخراً، على تحويل المبالغ المطلوبة (300 مليون شيكل) لتعزيز التدابير الأمنية، وما يتم مناقشته في الوقت الراهن هو كيفية توزيع الأموال على المستوطنات المختلفة. وحسب ما رشح من معلومات إسرائيلية: سوف يتم في إطار إجراءات الحراسة الجديدة إقامة ما يسمى (مناطق أمنية خاصة) ، حول المستوطنات ذات الصلة، مما سيحتم تجريف 400 متر حول كل مستوطنة، وذلك للإنذار المبكر في حال حدوث عملية تسلل.. وفي هذا السياق، طالب (ياريف أوفنهايمر) ، رئيس حركة (سلام الآن الاسرائيلية) ، المناهضة للاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينيةالمحتلة، قيادة حزب العمل بان يضع شروطا أمام حكومة شارون مقابل توفير شبكة أمان للحكومة في أثناء التصويت على اقتراحات لنزع الثقة عنها في الكنيست.. وقال رئيس حركة (سلام الآن الاسرائيلية) : إن هناك 102 بؤرة استيطانية في الضفة الغربية، كتلك التي توصف بأنها غير قانونية، أو عشوائية، مؤكدا: أن اكثر من نصف هذه البؤر أقيمت في فترة حكومة شارون، كاشفا النقاب عن أن سلطات الاحتلال شقت طرقات معبدة إلى هذه البؤر الاستيطانية وأوصلتها ببنى تحتية، مثل شبكتي الماء والكهرباء.. ومما قاله رئيس حركة (سلام الآن الاسرائيلية) : أن عدد البيوت المتنقلة في هذه البؤر الاستيطانية قد ازداد، وان في بعضها تم الشروع بتشييد أبنية ثابتة، مما يدل على أنها ستصبح مستوطنات ثابتة وان الحكومة الاسرائيلية برئاسة أريئيل شارون ماضية في توسيع المستوطنات، بل وزيادة عددها.. الجدير بالذكر أن الكثير من التقديرات داخل اسرائيل كانت قد لفتت إلى أن طرح شارون لخطته للانفصال عن قطاع غزة وإخلاء أربع مستوطنات في شمال الضفة الغربية، جاء بهدف استمرار السيطرة الاسرائيلية على الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية. وفي موازاة ذلك قامت الحكومة الاسرائيلية بعدة محاولات مزعومة لاخلاء بؤر استيطانية وقام المستوطنون بالعودة إليها، بل وبتوسيعها من خلال وضع المزيد من المنازل المتنقلة فيها.. وكان مستوطنون يهود في قطاع غزة صعدوا، الثلاثاء، الموافق 15- 6- 2004 من نشاطهم ضد خطة فك الارتباط، التي يتحدث عنها رئيس حكومتهم.. وقد علقوا على مدخل مجمع مستوطنات (غوش قطيف) لافتة كتب عليها يمنع دخول المحامين والمخمنين لقد جرى تحذيركم.. وذلك في إشارة إلى الإعلان عن أن الجمعيات التعاونية التي تدير المستوطنات قد توجهت إلى محامين ليفاوضوا الحكومة الاسرائيلية باسمهم بخصوص التعويضات مقابل إخلائهم من المستوطنات الاحدى والعشرين المقامة على أراضي الفلسطينيين في قطاع غزة.. وكان الرئيس الأمريكي، جورج بوش، قد وعد في نيسان- أبريل الماضي شارون بالا تؤيد الإدارة الأمريكية أي مطلب بانسحاب اسرائيل إلى حدود الرابع من يونيو- حزيران 1967، أو إلى خط وقف إطلاق النار للعام 1949، أو ما اصطلح على تسميتها بحدود الخط الأخضر.. ما اعتبر دعما ل الجهود التخريبية التي دأب الاحتلال الإسرائيلي على اقترافها بحق الفلسطينيين. .